"طائرة بدون طيار".. أصبح هذا المصطلح لافتا، لاسيما في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، بعد أن أعلنت المقاومة الفلسطينية عن أحدث أدواتها في الصراع، وهي استخدام هذا النوع من الطائرات في العمليات التي تشنها باتجاه إسرائيل. ما فعلته المقاومة، والذي وصف من قبل مراقبين بأنه "إعجازا"، كونهم فعلوا ذلك في ظل حالة من الحصار الشديد المفروض على القطاع لسنوات منذ 2007، يمكنك الآن تنفيذه مع اختراع جديد. الاختراع قدمه "شاي غويتن"، وهو طيار سابق في الجيش الإسرائيلي ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقريرا عنه، قامت بترجمته "شبكة الباحثين السوريين"، وهي شبكة أهليه من باحثين عرب تعني بنشر أحدث الابتكارات والاختراعات العلمية. وتقوم فكرة الاختراع الذي نشرت الصحيفة تسجيل مصور عنه، على انتاج جهاز" Power Up 3.0"، ويتكون من مروحة صغيرة وبطارية، بحيث يتم تشبيكه مع الطائرة الورقية التي تصنعها، وتقوم بالتحكم في الطائرة من خلال برنامج يتم تحميله على هاتفك المحمول. ويشير التقرير إلى إمكانية زيادة السرعة أو إنقاصها، وكذلك التحكم في ارتفاع الطائرة، عن طريق الهاتف المحمول. ولم يتطرق التقرير إلى توسيع استخدامات هذا الاختراع ليتحول من وسيلة للتسلية إلى استخدامات أكثر جدية مثل الاستخدامات العسكرية، لكن معلومة تضمنها التقرير تفتح باب الاجتهادات حول هذا الأمر، مثل قول مصمم الجهاز أنه يمكن تزويده بكاميرا مستقبلا. وقال صفوت الزيات الخبير العسكري والعميد السابق في الجيش المصري، إن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار ليست معقدة، بل أن بعض الألعاب التي يستخدمها الأطفال أصبحت تعتمد على هذه التكنولوجيا، وهو ما دفع السلطات في الموانئ والمطارات إلى تدقيق التفتيش على مثل هذه الألعاب وتمنع دخولها. وأوضح الزيات في تصريح خاص لوكالة الأناضول، أن الخوف من هذه الطائرات امتد إلى أكبر دولة متقدمة في التكنولوجيا العسكرية بالعالم، وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي أدركت خطورة مثل هذه الألعاب فوضعت قيود وضوابط على استخدامها من قبل إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكي. وأشار الخبير العسكري إلى أن استخدام الكاميرا في الاختراع الجديد قد يؤهلها لأن تكون بعد تطوير الفكرة طائرة استشعار، حيث يوجد ثلاثة أنواع للطائرات بدون طيار، إحداها هي طائرة الاستشعار، والنوعين الآخرين هما طائرة انتحارية وطائرة مسلحة. ولفت الزيات إلى أن الطائرة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في الحرب الدائرة الآن مع إسرائيل هي "طائرة استشعار"، لكنها قالت إن لديها طائرة انتحارية وطائرة حربية. وفي لمحة تاريخية عن هذا النوع من الطائرات، قال الخبير العسكري إن "إسرائيل من الدول المتطورة في هذا النوع من الطائرات، واستخدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 1991 في حرب ( عاصفة الصحراء) طائرتين إسرائليتين هما ( بيونير) و (بويتر)، ومن وقتها أدركت الولاياتالمتحدة قيمة هذه الطائرات، فزادت من استثماراتها في هذا المجال، حتى أنه بحلول عام 2030، ستصبح تلك الطائرات هي الغالبة على المهام الهجومية والاستطلاع". وكانت حركة حماس أعلنت عن إنتاجها لأول طائرة بدون طيار خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة من السابع من الشهر الماضي، اسفرت عن مقتل أكثر من 2000 أغلبهم من المدنيين وإصابة أكثر من 10 آلاف، حسب معطيات فلسطينية، مقابل مقتل 64 جنديا إسرائيليا و4 مدنيين وفقا للرواية الإسرائيلية. واعترفت إسرائيل خلال الأيام الأولى من تلك الحرب بالفعل عن رصد وتدمير طيارة بدون طيار تابعة لحركة حماس، دون الإشارة إلى نجاح هذه الطائرة في تنفيذ أي مهام عسكرية.