لم تتمكن بعد إبنة السيدة فايزة من تجاوز آثار هول صدمة حادثة "انحراف" قطار المسافرين الرابط بين الدارالبيضاء وفاس عن سكته زوال يوم الأربعاء، بالقرب من محطة زناتة جنوب مدينة المحمدية، والتي تسببت في مقتل مستخدم يعمل بالمكتب الوطني للسكك الحديدية مشرف على تحويل مسارات القطارات، وجرح 32 شخصا. داخل مستشفى مولاي عبد الله في المحمدية، اعتبرت السيدة فايزة أنها رزقت حياة جديدة بعد النجاة من موت محقق، رفقة رضيعها وابنتها ذات الخمس سنوات التي لم تستيقظ بدورها من صدمة ما جرى. تتذكر فايزة، التي تمالكت نفسها وهو تروي بعض تفاصيل تلك اللحظة العصيبة، أنها شعرت باهتزاز عربة القطار قبل أن تسقط على أرضية القاطرة رفقة أبنائها لتتساقط حقائب المسافرين فوق رؤوسهم. مرت الثواني وكأنها ساعات، كل ما كان يهمها هو حماية ابنتها ورضيعها، تقول فايزة قبل أن تتمالك نفسها وتنهض على عجلة من أمرها وتحمل ابنتها ورضيعها بحثا عن مخرج النجاة وسط الهرج والمرج على حد تعبيرها. قفزت فايزة من العربة رفقة رضيعها وابنتها، وابتعدت بهما إلى بر الأمان، بعد أن ساعدها المسافرون في استعادة بعض أغراضها، حيث انتظرت قدوم سيارة الإسعاف التي نقلتها لمستشفى مولاي عبد الله في المحمدية، حيث تلقت وابنتها المصدومة، التي لم تخضع لأي عناية من أخصائي نفساني بعض العلاجات الأولية وفحصا بواسطة جهاز أشعة "إكس". غير بعيد عن قاعة الفحص الطبي بمستشفى مدينة المحمدية، ظل عشرات المصابين ينتظرون دورهم للخضوع لفحوصات طبية، وقال بعض الممرضين العاملين في مستشفى إن معظم حالات الإصابة كانت طفيفة وستغادر المستشفى في نفس اليوم. بيان صحفي للمكتب الوطني للسكك الحديدية أفاد أن متعاونا بالمكتب الوطني للسكك الحديدية يشرف على عمليات المناورة على مستوى السكك الحديدية، بمحطة زناتة، لقي مصرعه في الحادث المذكور مشيرا إلى أنه "من المحتمل أن يكون الضحية قد فوجئ بالقطار الذي انحرف عن سكته وأضاف البيان أنه أن بحسب " التحريات الأولية، فإن القطار الخاص بنقل المسافرين (رقم 125) قد سار لدى دخوله محطة زناتة فوق الخط السككي المؤدي إلى خطوط الخدمة قبل أن ينحرف عن مساره ويصطدم بعربة فارغة كانت متوقفة فوق السكة المحاذية"، مضيفا أن "جميع الركاب غادروا القطار وتم نقلهم على متن قطار آخر لمواصلة رحلتهم". وأشار المصدر ذاته، من جهة أخرى، إلى أن 32 شخصا أصيبوا بجروح إثر هذا الحادث وطلبوا نقلهم إلى المستشفى، حيث تمت تعبئة ثلاث سيارات إسعاف على وجه السرعة لنقلهم إلى مستشفى مولاي عبد الله بمدينة المحمدية. وتابع أنه بالنسبة للأشخاص ، الذين لم يتعرضوا لإصابات جسدية ظاهرة، فقد طالبوا بإجراء فحوصات بالأشعة ليطمئنوا على حالتهم الصحية، مبرزا أن ما مجموعه 25 شخصا قد غادروا المستشفى ولم يتم الاحتفاظ بأي شخص داخله حتى هذه اللحظة. وقال إن تدخل فرق المكتب ، التي تم إيفادها على الفور إلى عين المكان ، مكن من إعادة حركة السير العادية للقطارات حوالي الساعة الثانية و45 دقيقة، مشيرا إلى أن جميع المسؤولين المعنيين بالمكتب توجهوا إلى المحطة لإجراء تحقيق معمق قصد تحديد الملابسات الحقيقية لهذا الحادث.