ويدعو إلى تنظيم حوار حول الاستثمار في إفريقيا دعا الملك محمد السادس ، الأطراف الأخرى إلى اغتنام الفرصة التاريخية التي يشكلها مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب ، "للانخراط في مفاوضات جادة ، برعاية الأمين العام ، ومبعوثه الشخصي ، اللذين نؤكد لهما صادق تعاوننا ". وأوضح الملك محمد السادس في خطاب إلى الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، تلاه أمس الإثنين الوزير الأول عباس الفاسي، أن تقديم المغرب لمبادرة الحكم الذاتي لمنظمة الأممالمتحدة، خلال سنة 2007 ، قصد إيجاد حل نهائي، للنزاع المفتعل حول استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية، جاء "من منطلق رغبتنا الصادقة في تنقية الأجواء في منطقتنا المغاربية". وذكر الملك محمد السادس بأن هذه المبادرة "المقدامة والخلاقة، حظيت بدعم المجتمع الدولي ومجلس الأمن ؛ حيث وصفا مرارا الجهود التي تستند عليها بالجدية والمصداقية . كما أشادا بإسهام المغرب الفعال، في تسهيل التوصل إلى حل لهذا الخلاف، الذي يرهن الاندماج المغاربي، ويعيق ازدهار الشعوب المغاربية الخمسة". " لذا ، يشدد الملك محمد السادس ، فقد أصبح لزاما علينا تجاوز هذا الخلاف ، لاسيما في ظل التحديات المتعددة والملحة التي تواجهنا ، وخاصة في المجال الأمني ؛ سواء في ما يتعلق بمنطقة الساحل والصحراء ، أو في بعده الأطلسي". من جهة أخرى وفي ذات الخطاب أكد الملك محمد السادس، أن المغرب يقترح أن تنظم الجمعية العامة للأمم المتحدة ، حوارا على أعلى مستوى ، حول الاستثمار في أفريقيا . وأوضح الملك ، أن الحصيلة التي تم تقديمها قبل يومين ، حول ما تم إنجازه من أهداف الألفية أكدت بأن تعاقب الأزمات ، وتأثير التغيرات المناخية ، قد أخر بشكل ملحوظ ، إنجاز معظم هذه الأهداف ، في العديد من الدول النامية ، خاصة في قارتنا الإفريقية. فبساكنتها التي تفوق 900 مليون نسمة، يقول الملك محمد السادس ، وبمواردها الطبيعية التي تمكنها من تحقيق الاكتفاء الذاتي ، فإن إفريقيا قادرة على أن تصبح قارة للتنمية . بيد أنه رغم هذه الإمكانات، فإنها تظل مهمشة ، في مجال تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة . وهو الوضع الذي تفاقم بفعل الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية . وشدد الملك محمد السادس على أن حجم التحديات التي أفرزتها العولمة ، "يستوجب من المجموعة الدولية إصلاحات ملموسة وملحة ، لنمط الحكامة الاقتصادية العالمية الراهنة ، ومزيدا من التعبئة ، من أجل وضع لبنات نظام بيئي عالمي جديد، عادل ومتوازن وفعال ، وقادر على الحفاظ على كوكبنا للأجيال الحالية والصاعدة".