اهتمت صحف أمريكا الشمالية الصادرة، اليوم الجمعة، بتأثير العقوبات المفروضة من قبل روسيا على المنتوجات الغذائية الأمريكية والأوروبية، والوضعية الكارثية في العراق، وقضية مسألة إصلاح أنظمة تقاعد موظفي البلديات في كيبيك. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (واشنطن بوست) أن التدابير التي اتخذتها موسكو ضد المنتجات الفلاحية الغذائية القادمة من الولاياتالمتحدة والعديد من الدول الاوروبية سيكون لها أثر كبير على اقتصادات هذه البلدان. واعتبرت الصحيفة أن قرار روسيا هو "تصعيد كبير" تريد من خلاله إعلان حرب اقتصادية ستؤدي إلى تكبيد الدول المستهدفة خسائر بمليارات الدولارات، كما سيكون له آثار سلبية على الاقتصاد الروسي نفسه. وقالت الصحيفة إن هذا الحظر الواسع النطاق الذي يشمل كافة دول الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدةوكندا وأستراليا والنرويج، يعكس نية روسيا في استئناف لغة المواجهة ردا على الأزمة في أوكرانيا كما هو الحال في أيام الحرب الباردة، مضيفة أن هذه التدابير سيكون لها عواقب على الاقتصاد الروسي ويمكن أن ترتد بسهولة ضد المستهلكين الروس وتزعزع استقرار الاقتصاد المحلي. بدورها كتبت صحيفة (لودوفوار) الكندية أنه في خضم سلسلة العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةوكندا وأستراليا، قام نظام فلاديمير بوتين بالرد بالمثل، مضيفة أنه إذا كانت التدابير التي تحمل بصمة من الغرب تؤثر على العديد من القطاعات، التي اعتبر الكرملين أن لديها قاسما مشتركا : المنتوجات الغذائية، حيث أن موسكو وضعت حدا لواردات الفواكه والخضروات واللحوم وغيرها، والتي بلغت العام الماضي 15.8 مليار أورو أو 10 في المائة من الصادرات الأوروبية إلى روسيا. وأضافت الصحيفة أنه عقب الإعلان عن هذا الإجراء، أوضح الكرملين أن هناك عقوبات أخرى قيد الدراسة، كمسألة التحليق فوق الأجواء الروسية بالنسبة لشركات الطيران التي تؤمن الخطوط بين أوروبا وآسيا، مشيرة إلى أنه في حالة إذا أصبح هذا التهديد واقعا، سوف تواجه هذه الناقلات زيادة حادة في أسعار الوقود. وفي السياق ذاته، كتبت (لا بريس) أن حكومة أوتاوا تعتبر أن رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على العقوبات المفروضة على بلاده لدورها في الأزمة الأوكرانية يكشف عن نقص واضح في الرؤية، مبرزة أن وزير الصناعة الكندي، جيمس مور، قال يوم الخميس، أنه مقتنع بأن التدابير التي أعلنتها روسيا والذي تستهدف أيضا كندا، ستؤدي إلى المزيد من الضرر على الشعب الروسي. وبخصوص الوضع في العراق، أبرزت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن قرار الرئيس باراك أوباما السماح بتوجيه ضربات جوية بشمال العراق لمحاربة تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية و"تقديم الدعم" للسكان المتضررين، يعتبر بمثابة "تحول" في رؤية قاطن البيت الأبيض، الذي لا يريد انخراط أمريكا من جديد في الصراع العراقي. وفي السياق ذاته، كتبت (سلايت ماغازين) أن التدخل الأمريكي في العراق حتى وإن كانت طبيعته محدودة، قد يؤكد فكرة "ارتباك" الرئاسة الأمريكية و"عدم قدرتها" على تبني استراتيجية واضحة حيال الصراع. وأبرزت الصحيفة أن قرار العودة العسكرية في هذا البلد يهدد بتقويض كل الجهود التي بذلها الرئيس أوباما بالنأي بنفسه عن النزاع وخاصة إنهاء الوجود العسكري في العراق. على صعيد آخر، كتبت (لو جورنال دو مونريال) أن الدخول السياسي في الخريف في كيبيك، على ما يبدو، سيكون قويا، مشيرة إلى أن التدابير التي ستتخذها حكومة كويار تحت ذريعة العودة السريعة للتوازن المالي في غضون الأشهر المقبلة لن تمر بسهولة . وأوضحت الصحيفة أن المؤشر على هذا الأمر يتمثل في تعبئة قوية للنقابات ضد مشروع القانون بشأن إصلاح أنظمة تقاعد موظفي البلديات، مشيرا إلى أنه من أجل الصمود في وجه العاصفة، يراهن الحزب الليبرالي (الحاكم) على عامل الوقت الذي أعطاه الفوز بأغلبيته في الانتخابات الماضية وكذا دعم "الأغلبية الصامتة". وبالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن محافظ البنك المركزي المكسيكي اجوستين كارستينز ورجال أعمال آخرين انضموا إلى النقاش الدائر حول اقتراح الزيادة في الحد الأدنى للأجور بÜ100 بيزو محذرين من أن هذا الإجراء يمثل خطرا على اقتصاد البلاد ويمكن أن يولد دوامة للتضخم ويؤثر على تطور الاقتصاد المكسيكي الذي يسير حتى الآن بشكل صحيح. وأضافت الصحيفة أنه، وفقا لمحافظ البنك المركزي، إذا لم تتم مواكبة اقتراح رفع الحد الأدنى للأجور بزيادة الإنتاجية، يمكن أن يؤدي الأمر إلى التضخم و"جعل الأجور الحقيقية، التي هي ما يهم حقا، لن تعرف زيادة." بدورها، كتبت صحيفة (إكسيلسيور) أن تنفيذ الإصلاحات الهيكلية يعتبر بمثابة "سباق رائع" يتعين على المكسيك ربح رهانه، حتى تتمكن البلاد في غضون سنتين أو ثلاث سنوات، من زيادة احتمالات نموها من مستواها الحالي من 3 إلى 5 بالمئة، حسب محافظ البنك المركزي، مشيرة إلى أن ما سيجعل الاقتصاد يحقق نموا محتملا بحوالي 5 بالمئة هي الإصلاحات الطاقية التي ستفتح اثنين من القطاعات الكبيرة أمام الاستثمار الخاص : النفط والكهرباء. وببنما، تطرقت صحيفة (لا برينسا) إلى الجدل الدائر حول إصلاح مدونة الانتخابات، خاصة التعديل الذي ينص على اعتبار المرشح الذي حل ثانيا في الانتخابات فائزا بالمنصب في حال قبول المحكمة الانتخابية الطعون ضد فوز المرشح الذي حل أولا، عوض إجراء انتخابات جديدة، مبرزة أن رئيس المحكمة الانتخابية، إراسمو بينيلا، اعتبر أن التعديلات المطروحة "في غير محلها إطلاقا". علما أن المحكمة الانتخابية تدرس طعونا قدمت ضد نجاح 14 نائبا برلمانيا، 12 من بينهم ينتمون إلى حزب التغيير الديموقراطي المعارض. من جانبها، أبرزت صحيفة (بنماأمريكا) أن السلطات الصحية فعلت، اليوم الجمعة، الإجراءات الاحترازية بالموانئ والمطارات لمنع وصول وباء الإيبولا إلى الأراضي البنمية، خاصة بعد انتشار التهديد على مستوى العالم، موضحة أن وزارة الصحة طالبت من المواطنين عدم السفر إلى بلدان غرب إفريقيا، مع اتخاذ إجراءات على مستوى المستشفيات تتعلق بكيفية التعامل مع حالات الإصابة بوباء الإيبولا الذي خلف مقتل حوالي ألف شخص. أما بالدومينيكان، فتوقفت صحيفة (إل ناسيونال) عند إعلان وزارة الصحة عن إصابة أكثر من 23 ألف شخص بداء شيكونغونيا الأسبوع الماضي لترتفع عدد الإصابات بهذا الداء الذي ينقله البعوض إلى أكثر من 370 ألف إصابة منذ ظهور الوباء بهذه الجزيرة الكاريبية في شهر فبراير الماضي، مبرزة أن انتشار شيكونغونيا في 17 إقليما من بين 31 إقليما بالبلاد لم يؤثر على وتيرة تدفق السياح بفضل حملات الوقاية المكثفة التي تقوم بها السلطات بتنسيق مع القطاع السياحي. من جانبها، عادت صحيفة (إل ديا) للتطرق، بمناسبة انعقاد مؤتمر حول السلامة الطرقية بسانتو دومينغو بمشاركة الاتحاد الدولي للسيارات، إلى الخسائر المادية والبشرية التي يخلفها ارتفاع نسبة حوادث السير بالبلاد، مبرزة أن أمريكا اللاتينية والكاريبي تفقد سنويا 2 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي بسبب الأضرار والوفيات الناجمة عن حوادث السير حسب بنك التنمية للبلدان الأمريكية.