خصصت الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية، اليوم الاثنين، صفحاتها الأولى للحديث عن الاتفاق الذي تم توقيعه بين الولاياتالمتحدةوالفلبين، وموقف الدول الغربية تجاه روسيا بخصوص النزاع مع أوكرانيا، وإصلاح الوضعية المالية العامة لإقليم كيبيك. وفي هذا الصدد، أبرزت صحيفة (نيويورك تايمز) تحت عنوان (الولاياتالمتحدة تبدي مزيدا من الصرامة تجاه روسيا أكثر من حلفائها الأوروبيين)، احتدام النقاش حول الجهود التي يجب بذلها لتحقيق الاجماع مع الحلفاء الأوروبيين، الذين يبدون مترددين حول فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية ضد موسكو، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس أوباما وفريقه للأمن القومي جاهدين لزيادة الضغط على روسيا بعد تدخلها في أوكرانيا . وأضافت الصحيفة أن أوباما اختار التقرب من الأوروبيين للحفاظ على جبهة موحدة ولو على حساب المزيد من العقوبات ضد استفزازات الكرملين، مبرزة أن العديد من الشخصيات بداخل وخارج الحكومة يعتقدون أنه ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تتصرف من جانب واحد إذا اقتضت الضرورة ذلك. من جهة أخرى، اعتبرت صحيفة (واشنطن بوست) تحت عنوان (الولاياتالمتحدةوالفلبين يوقعان اتفاقية للدفاع في ظل التوتر السائد في المنطقة)، أن الاتفاقية، التي سيوقعها البلدان اليوم الاثنين لمدة 10 عشر سنوات في إطار الجولة التي يقوم بها الرئيس أوباما في آسيا، تشكل إحدى الإشارات القوية التي تدل على تجديد الالتزام الأمريكي في المنطقة في الوقت الذي يعرف فيه التوتر بين الصين وجيرانها مزيدا من الارتفاع. وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق يعد أعظم إنجاز خلال جولة الرئيس أوباما في آسيا غير أنه سيثير انتقادات المسؤولين الصينيين الذين أعربوا بوضوح عن معارضتهم للوجود الأمريكي في المنطقة، مشددة على أن الاتفاق سوف يعمل على طمأنة العديد من البلدان الآسيوية التي لها نزاعات حدودية مع الصين، خاصة في بحر الصين الجنوبي. وفي نفس السياق، أكدت صحيفة (واشنطن تايمز) أن اتفاقية الدفاع مع الفلبين تشكل ضربة لمنتقدي سياسة أوباما الخارجية، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي يسعى من خلال هذه الاتفاقية إلى توجيه ضربة قوية لمعارضيه الذين لا يستفيدون من دروس التاريخ، التي أكدت أن التدخل العسكري الأمريكي المباشر في مناطق مثل أوكرانيا وسوريا ليس هو الحل. وبكندا، كتبت صحيفة (لوجورنال دو مونريال) أن رئيس الوزراء الجديد لكيبيك، فيليب كويار، يبدو مصمما على تصحيح الوضع المالي للإقليم، حيث اعتبر أن التغيير يعد ضروريا بعد سنوات من الجمود على مستوى المالية العامة، مبرزة أن كويار يتوفر على مؤهلات كبيرة لإنجاز هذه المهمة . وأشارت الصحيفة إلى أن كويار يواجه تحديين رئيسيين يتعلقان بالمحافظة على مستوى كاف من الدعم لإصلاح المالية العمومية والقضاء على العجز وتحقيق إجماع وطني على أهمية الدينامية الاقتصادية التي يتبناها على المدى البعيد. واعتبرت الصحيفة أن المواطنين الكيبيكيين يساندون جهود الحكومة لتحقيق التوازن المالي طالما أن إكراهاتها لا تنعكس عليهم، مبرزة أن التقشف المالي سيخنق الاقتصاد وستكون له أضرار اجتماعية كبيرة. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة ( لابريس) أن الوضعية المالية في كيبيك خطيرة إذ يجب توفير 7ر3 مليار دولار ليس لوضع ميزانية متوازنة، وإنما لوقف الارتفاع المهول لعجز الميزانية، الذي بلغ 75ر1 مليار دولار المتوقعة خلال هذه السنة. وأوضحت الصحيفة أن كيبيك ستدخل في مرحلة من التقشف لم تعرف مثيلا لها منذ 20 سنة، مضيفة أن الوضع يدعو إلى إعادة التفكير في دور الدولة وطرق تسييرها والخدمات التي تقدمها وكيفية تمويلها. وذكرت الصحيفة أن العجز الحكومي هو هيكلي وليس ظرفي كما أن مشكلة العجز المالي ليست وليدة اليوم بل هي مسؤولية جماعية تتقاسمها الحكومات السابقة، التي كانت خجولة جدا في مبادراتها، مع الحركات الشعبية التي كانت دائما ترفض تحذيرات السياسيين بخصوص أهمية العجز المالي للميزانية العامة. على الصعيد الدولي، كتبت صحيفة (لو دوفوار) أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يستعدان لفرض عقوبات جديدة ضد موسكو لمواجهة تصاعد التوتر في شرق أوكرانيا، مشيرة إلى أن العقوبات الجديدة التي سوف يتبناها السفراء الأوروبيون، اليوم الاثنين، ببروكسيل تشمل تجميد الأصول المالية وإضافة شخصيات مقربة من بوتين إلى لائحة الشخصيات الممنوعة من السفر وهي عقوبات تنضاف إلى تلك التي أقرتها واشنطن مؤخرا لوقف التهديدات الروسية في شرق أوكرانيا. وبالدومينيكان، تناولت صحيفة (ليستين دياريو) إعلان رئيس مجلس الشيوخ ونائب رئيس حزب التحرير، الحاكم، رينالدو باريد، أن مشروع قانون الجنسية الجديد الذي تستعد الحكومة إصداره من أجل تبسيط وتسريع اجراءات الحصول على الجنسية يجب أن يحترم حكم المحكمة الدستورية القاضي بتجريد الجنسية الدومينيكانية من الأشخاص الذين ولدوا في البلاد من أبوين مقيمين بصفة غير شرعية، معتبرا أن أي قانون لا يأخذ بعين الاعتبار هذه المقتضيات القانونية يعتبر غير دستوري. من جانبها، توقفت صحيفة (إل ناسيونال) عند تقرير وزارة الصحة الذي أشار إلى ارتفاع حالات الإصابة بداء شيكونغونيا بنسبة 46 بالمئة منذ بداية السنة الجارية، حيث تم تسجيل 3700 حالة خاصة بمدن سان كريستوبال وهاتو مايو وسانتو دومينغو، مبرزة الجهود الوقائية التي تبذلها السلطات الصحية لوقف انتشار داء شيكونغونيا عبر تنفيذ خطة اندماجية لتعزيز قدرات البلاد للقضاء على هذا الوباء الذي ينقله البعوض. وببنما، توقفت صحيفة (لا برينسا) عند نشر منظمة اليونسكو لتقرير تقترح فيه إخراج المدينة العتيقة لبنما من قائمة التراث الإنساني إثر زيارة بعثة للمنظمة في يونيو الماضي لهذا الموقع الأثري، مضيفة أن الحكومة تتحمل كامل المسؤولية في هذا القرار بعد إصرار وزارة الأشغال العمومية على شق طريق بحري قبالة الموقع الأثري رغم اعتراض جمعيات المجتمع المدني، وهو ما كانت له "انعكاسات سلبية على قيمة المدينة العتيقة" حسب المنظمة الأممية. من جانبها، نقلت صحيفة (بنماأمريكا) دعوة الأمانة التنفيذية لمجلس وزراء الفلاحة بأمريكا الوسطى حكومات بلدان المنطقة إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية للحد من تأثير ظاهرة التغيرات المناخية (إل نينيو) ابتداء من يوليوز المقبل على القطاعات الزراعية لبلدان المنطقة، مشيرة إلى أن التغيرات قد تشمل ارتفاع سرعة الرياح، وعدم انتظام التساقطات، وارتفاع درجة حرارة المحيط الهادي، ومرور فترات ساخنة خلال موسم الأمطار. أما بالمكسيك، فكتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي فقد خفضت من توقعات النمو بالنسبة للمكسيك من 3.5 بالمئة إلى 3 بالمئة خلال السنة الجارية، بسبب التقلبات والتعديلات المدخلة في السياسات النقدية والمالية للاقتصاديات المتقدمة، مشيرة إلى اختفاء التفاؤل حول النمو الاقتصادي في أمريكا اللاتينية لعام 2014. وفي هذا الصدد، قالت السكرتيرة التنفيذية للجنة أليسيا بارسينا، في مقابلة مع الصحيفة، إن تقديرات النمو بالنسبة للمنطقة تم تخفيضها أيضا من 3.2 بالمئة إلى أقل من 3 بالمئة، داعية المكسيك وبلدان أمريكا اللاتينية إلى إعادة النظر في النموذج الاقتصادي الذي تطغى عليه الصادرات. من جهتها، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن النمو المتوقع لهذا العام سيكون "بالتأكيد أقل من 3 في المئة" نظرا لضعف وتيرة الاستثمارات والاستهلاك الخاص جراء تطبيق الإصلاح الضريبي، مشيرة إلى أن النشاط الاقتصادي الوطني سجل نموا بنسبة 1.35 في المئة في الربع الأول من عام 2014، وهو أدنى مستوى له خلال السنوات الخمس الماضية.