"التسوليزم" فكرة برنامج سياسي ساخر راودت محمد التسولي (25عاما)، العام الماضي، لإنتاج برنامج يشكل بديلا للبرامج التقليدية، يستلهم تجربة باسم يوسف، وبرامج غربية ساخرة. باسم "المغربي" يقول محمد، وهو ناشط سياسي، وبنكي سابق، إنه لا يستنسخ تجربة باسم: "أقدم الفكرة بمحتوى مغربي، سواء من حيث السخرية أو الموسيقى". ويضيف التسولي، الذي يبدو واثقا من نجاح التجربة : "البرنامج ينحو منحا تصاعديا بعد ثلاث حلقات فقط، وحقق أزيد من مائتي ألف مشاهدة على قناة (التسوليزم) على يوتيوب، وبثه أزيد من 17 موقعا إخباريا إلكترونيا من المغرب والخارج، وهذا دليل على أنه بدأ يشق طريقه ويجد له مكانا على الساحة". تحديات وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب برامج عديدة تعتمد النقد والسخرية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لكنها تجارب سرعان ما تختفي بعد بضع حلقات، بسبب صعوبات تواجه منتجيها. ويواجه التسولي تحديات تتعلق بمعدات العمل: "أستعير كاميرا من الأصدقاء، أو أصور بكاميرا الكمبيوتر، لكن أعتقد أنني أستطيع تجاوز التحديات". ويقول محمد: "أطلقت موقعا إلكترونيا باسم (التسوليزم)، سيكون منصة لتناول الخبر بسخرية، عبر مقالات مدعومة بالفيديو، ما سيجلب إعلانات تجعل البرنامج يحقق مداخيل، تساهم في الاستمرار وتطوير المحتوى". سخرية من السخرية ترى إكرام المصباحي (23 عاما)، وهي طالبة بشعبة الدراسات الإسبانية، أن الأفكار التي يناقشها التسولي وطريقة اشتغاله عليها، جيدة. وتستدرك: "لكنني أرى أنه يفتقر إلى الموهبة، وأن تعابير وجهه وحركاته لا تعبر عن أي سخرية. يبدو أنه يصطنع ذلك". الموقف نفسه يراه الكاتب الساخر تقي الدين التاجي (30 عاما): "البرنامج لم يأت بجديد، فما يعرضه سبق أن شاهدناه، أما مقدمه فيظهر عليه التكلف ولا علاقة له بالسخرية". ويضيف التاجي: "التعليقات سمجة، وباستثناء المونتاج لا أجد أي لمسة فنية. السخرية أساسا أحد فنون القول، وهي موهبة لا تكتسب، فإما أن تكون ساخرا أو لا تكون". تكسير القيود ويرى المسرحي والناشط السياسي حسني المخلص (36 عاما) أن البرنامج "يساعد على توسيع هامش الحرية، وتكسير القيود المفروضة على الإعلام، من خلال إعلام بديل ينتصر للحق في الاختلاف والتعدد". ويضيف: "برنامج (التسوليزم) تجربة تؤكد القدرة الإبداعية للنشطاء على إنتاج أشكال جديدة للنضال. ألاحظ تطورا مستمرا في الجانب التقني، لكنه لا يرقى إلى الاحترافية بفعل الإمكانيات البسيطة". ويقول محمد التسولي إن من حق الجميع انتقاد التجربة "لكنني أ أنطلق من وجود فراغ في المغرب في برامج السخرية السياسية، التي تتضح قوة تأثيرها يوما بعد يوم، ويزيد القبول الذي تحظى به لدى الجمهور". ويضيف: "أتابع جميع الانتقادات، وأستغلها لتطوير محتوى البرنامج، الذي سأضيف إليه الكثير مستقبلا ليكون أكثر إبداعا ومهنية". *ينشر بناء على الشراكة الإعلاميّة مع هنا صوتك