اتّهمت الجزائر المغرب ب "استغلال قافلة التضامن مع غزّة" لحسابات سياسية بين البلدين، وجاء هذا الاتهام خارج النطاق الرسمي عبر صفحات جريدة "الشروق الجزائرية" نسبة إلى ما وصف بالمصدر المُطّلع وعبد الرزاق مقري؛ عضو اللجنة الشعبية والمنسق بين لجان دول المغرب العربي، إذ أفيد بهذا الصدد بأنّ عدم نفوذ المساعدات المغربية الموجّهة لغزّة عبر المركز الحدودي، المعروف مغربيا ب "جُوجْ بْغَالْ" وجزائريا ب "العقيد لطفي"، قد جاء إثر "غياب ترخيص جزائري مكتوب بفتح الحدود". الرأي الرسمي الجزائري الصادر على صدر صحيفة الشروق وصف تصريحات خالد السفياني ب "الإشاعات"، قبل أن يُؤكّد الرأي ذاته وجود موافقة شفوية على الموضوع، وهو ما ورد بشأنه: "السلطات الجزائرية منحت قبل عيد الفطر المبارك موافقة شفوية للنائب السابق البريطاني جورج غالاوي، خلال زيارته الأخيرة للجزائر، عن طريق عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية أثناء الزيارة التي قام بها غالاوي لهذا الأخير، وبنفس الطريقة سمح لغالاوي بمرور أول قافلة عن طريق الحدود الجزائرية المغربية، حيث أعطته أنذاك السلطات الجزائرية موافقة شفوية وتم من خلالها الدخول والمرور عبر نفس الحدود، كما قدمت له ولقافلته التسهيلات التي مافتئ جورج غالاوي يذكرها عبر المنابر الإعلامية العالمية". وأضافت الصحيفة الجزائرية بأنّ خالد السفياني قد "رفض هذه الصيغة وطالب السلطات الجزائرية بمنحه موافقة رسمية وعن طريق السفارة الجزائرية التي قال إنه أودع عندها الطلب، وصرح لوسائل الإعلام المغربية والدولية بأن السلطات الجزائرية منعته من المرور عبر حدودها، وهو الشأن العاري من الصحة، حيث كان بإمكانه الاقتداء بغالاوي في البحث عن سبيل لتمرير المساعدات وليس الاجتهاد في وضع الشروط التعجيزية في وجه الجزائر وإخفاء النوايا وإطلاق التصريحات المغرضة بعد ذلك". الجزائريون تعدّوا إشكال تمرير المساعدات الإنسانية الموجّهة صوب غزّة عبر الجزائر، وهو الإشكال الذي تجاوزه المغاربة بخلق جسر جوّي مع ليبيا، بل تمادت إلى التشكيك في الجهود المغربية لدعم الشعب الفلسطيني، وقالت عبر نفس الدعامة الإعلامية المشار إليها آنفا: "إنّ الجزائر تشارك بأكبر حمولة من المساعدات.. وفي سياق متصل، كشف مصدر مطلع في تصريح للشروق أن مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين المغربية التي تحضر للمشاركة في أكبر قافلة تضامنية مع غزة، فشلت في الوصول لعدد المركبات الذي التزمت به، وأراد رئيسها إخفاء فشله وتبريره بتوريط السلطات الجزائرية".