الصحافة الجزائرية تتولى الرد على الملك حمّل الملك محمد السادس في رسالة إلى " القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية " المنظمة في الكويت، الجزائر مسؤولية عرقلة بناء اتحاد المغرب العربي، وقال في رسالة وزعت خلال القمة، بعد تجديد التزام المغرب الراسخ بنصرة الشعب الفلسطيني الصامد واستنكار العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، " في هذه المرحلة الدقيقة، فإن المساعي الشكلية، والنوايا الطيبة، لم تعد مجدية، بقدر ما أصبح الوضع يتطلب الالتزام الفعلي والحزم في تطبيق الشرعية الدولية ". وأوضح أن لا سبيل لبناء اقتصاد عربي مشترك إلا بتوفير مناخ عربي مطبوع بالتعاون والتضامن وتجاوز نزوعات التجزئة وحل الخلافات المفتعلة ونبذ السياسات الاقتصادية القطرية المنغلقة على نفسها وعلى محيطها، والأخذ بالنهج الحتمي لبناء تجمعات جهوية مندمجة. وأشاد بتجربة مجلس التعاون الخليجي متأسفا في الوقت نفسه لتعثر الاتحاد المغاربي، حسب نظره "بفعل عوائق مفتعلة، بلغت حد التمادي في الإغلاق اللامعقول للحدود، من طرف واحد، بين بلدين جارين" وقال إن المغرب يجدد حرصه على فتح الحدود بين شعبين شقيقين، فإنه يترفع عن تبخيس الهدف منها في مجرد منفعة ضيقة أو مصلحة أحادية، وإنما ينطلق من الوفاء للأخوة وحسن الجوار والالتزام بالاتحاد المغاربي باعتباره لبنة للاندماج العربي المنشود". "" من جهته اكتفى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في خطابه أمام القمة بخطاب إنشائي عاطفي، إذ أوضح أن "التضحيات الجسام التي يتكبدها سكان غزة يوما بعد يوم لا تستوجب منا التضامن فحسب بل تستوجب تجديد الالتزام والمساندة المطلقة حتى يتم التوصل إلى توفير ما يلزم لضمان حماية الشعب الفلسطيني بالحصول على إيقاف العدوان وانسحاب جيش الاحتلال ورفع الحصار الظالم الذي يخنق أنفاس أهالي غزة"، ودعا إلى العمل على "إيجاد حل عاجل للخلافات التي تنخر وحدة الصف الفلسطيني علما أن ضمان استعادة وحدة الصف وتحقيق النصر يتوقفان على الحوار والمصالحة الوطنية"، خاتما بالقول إن المجموعة العربية "تنفطر ألما من انقسام صفوفها، وقد استفاد أعداؤنا وخصومنا من هذا الضعف، وإنه لمن واجبنا السياسي والأخلاقي أن نضطلع بمسؤولياتنا حتى نضع حدا في أقرب الآجال لهذه الوضعية التي لا ينبغي أن تلهي إخواننا الفلسطينيين عن مهمتهم التاريخية ألا وهي تحرير فلسطين". إذا كان الرئيس الجزائري لم يرد على طلب المغرب بفتح الحدود، فقد كلفت صحف جزائرية بهذا العمل، فجريدة "ليبرتي" في عددها ليوم الأربعاء، رأت أن الملك اختار أن يركز بشكل مبالغ على الجزائر من خلال دعوته لها بفتح الحدود الجزائرية. وذهبت الصحيفة إلى وصف دعوة الملك بفتح الحدود ب"التحرش" وقالت "تحرش مرة أخرى بالجزائر بخصوص ملف إعادة فتح الحدود المشتركة". ودعت الصحيفة في مقال لها إلى رؤية شمولية للعلاقات المغربية الجزائرية، وقالت إن على المسؤولين المغاربة أن يجلسوا على طاولة مع الجزائريين لمناقشة موضوع العلاقات بين الجانبين. صحيفة "ليكسبريسيون" سارت على المنوال نفسه، فرأت في مقال لها أن المغرب أضحى يتهم الجزائر في كل مناسبة أتيحت له بعدم فتح الحدود بينه وبين الجزائر. طبعا الصحف الجزائرية كررت جميعها خبر غياب الملك عن قمة الكويت، دون أن تشير إلى بيان الديوان الملكي الصادر في هذا الشأن الأسبوع الماضي، وكررت أنه غاب عن قمتي الدوحة والكويت رغم أنه رئيس لجنة القدس. وقالت "ليكسبريسيون" إن الملك لم يختر لا التوقيت ولا المناسبة لدعوة مثل هذه، وأضافت أن إغلاق الحدودفي آب1994 كان بعد اتهام المغرب للمخابرات الجزائرية السرية بالوقوف وراء حادث أطلس أسني الإرهابي. وقالت إن إغلاق الحدود كان بهدف التصدي لتهريب الأسلحة والمخدرات من المغرب إلى الجزائر. الصحيفة قالت إن الجزائر لن تشجع اتحاد المغرب العربي على حساب قضية الصحراء وأنها ستستثمر في دعم البوليساريو. من جهتها ذهبت صحيفة "الشروق" إلى أن رسالة الملك بخصوص موضوع فتح الحدود تدخل في "عقدة المخزن المغربي من الجزائر"، وقالت الصحيفة "استل محمد السادس سيفا كعادته في الخطابات الرسمية ضد الجزائر". وذهبت إلى أن موضوع الحدود شأن مغربي جزائري ليس لباقي الدول شيء" معتبرة أن إثارة الدعوة في القمة محاولة يشكو فيها ملك المغرب الجزائر إلى القادة العرب، وقالت إنه "يسعى إلى تحميل الجزائر ظلما مسؤولية تجميد هياكل الاتحاد الذي أصر الملك أن يقارنه بمجلس التعاون الخليجي الذي قطع أشواطا كبيرة نحو الاندماج". واعتبرت الصحيفة الجزائرية أن المشكلة مع المغرب لها ارتباطات بملف الصحراء. يبدو الملك قد أحرج كثيرا الجزائريين بدعوتهم إلى فتح الحدود في قمة اقتصادية عربية مناسبة لخطاب مثل هذا، لذا لم يجب عليه الرئيس الجزائري حينما تاركا هذه المهمة للصحافة الجزائرية. إيلاف