"يكوي ويبخ"، و"ضربني وبكى سبقني وشكى"..هذا أقل ما قد يخرج به المشاهد لحوار "بالمقاس" أجراه رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، مع نفسه، يسأل ويجيب ذاته، يحذر ويهدد، ويرغب ويُرهب، حاملا معه سيفه يقطع رؤوس الصحافة "العاصية"، ويأخذ من صكوك غفرانه ليبيع الجنة للصحافة "المهذبة". هكذا بدا بنكيران في شبه "مونولوج" داخلي، عندما التفت يمنة ويسرة ولما لم يجد صحيفة تسايره في طروحاته وتهادن مواقفه إزاء صحافة بلده، لجأ إلى موقع حزبه الإلكتروني، منتهزا الفرصة ليوجه انتقادات لاذعة للصحافة، متهما جزءا منها باستهداف تجربته الحكومية وشخصه كرئيس للحكومة. بنكيران، الذي استمرأ خلال الأشهر الأخيرة الهجوم الدائم على الصحافة والصحافيين، قال في حوار بثه اليوم الخميس الموقع الإلكتروني لحزب "المصباح"، إن "الذي يزعجني في الصحافة هو البهتان"، مردفا أن "هناك صحافة تكذب، وأن أياد خفية تحركها ونوايا جد سيئة". وأفاد رئيس الحكومة أن بعض الصحافيين يمارسون نقدا غير موضوعي يصل حد التشهير، مسجلا أن آخرين لا يحترمون ثوابت الأمة ومقدساتها، وهؤلاء معروفون ومحميون، ولكن الشعب في النهاية يعرفهم، قبل أن يستدرك أنه "خارج هذا الإطار فالانتقاد مطلوب، لكن عندما تكون هناك جهات مغرضة لا يمكنني أن أقدر هؤلاء الأشخاص". الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وبعدما اعترف بفشل حزبه في المجال الإعلامي بالقول أنه "لا نستطيع أن ندعي أنه ناجح ولا ندري ما الذي ينقصنا، ولم نتمكن من وضع الإصبع على مكامن الخلل"، أكد أن "إعلام الحزب يجب أن يرافق موقع الحزب الذي يتصدر المشهد السياسي، ويرأس الحكومة". واختار بنكيران الذي عرف بعلاقته المتوتر مع الإعلام ببعث رسالته للصحافيين، بالتأكيد أنه "مستقبلكم رهين بمصداقيتكم"، مردفا في لغة لم تخل من بعض التخوين أنه "يمكن أن تُسْتغلوا اليوم وتكذبوا على رئيس الحكومة، أو على غيره وتكسبوا بعض المال، لكن إنكم تقتلون مصداقيتكم". وحذر بنكيران الصحافيين مما قال إنها "طريقة سلبية على المجتمع، لأن ما تكتبونه تكون له في بعض الأحيان نتائج سيئة للغاية على الأشخاص والهيئات"، متسائلا على مدى قدرة الإعلام على ضبط الإيقاع لتقدم المجتمع والقيام بدوره وذلك في توضيحه الترسانة القانونية التي تعدها حكومته.