لقد بدأ يطفو على السطح الحديث عن شرف المغربيات وكرامتهن، وما من شك أن نساء المغرب في عمومهن يجعلن من الكرامة أمرا مقدسا وحق لهن ذلك، كما أن النقائص التي تلتصق ببعضهن موجودة في كل دول العالم، فالزنا كآفة أخلاقية وكبيرة دينية موجود في كل أرجاء المعمور، ولكن بنسب متفاوتة، فالزنا في فرنسا كفعل هو نفسه يرتكب في المغرب، لكن شتان بين فرنسا والمغرب إن أردنا المقارنة ، كما أن الفرق كبير بين السعودية والمغرب وهلم جرا . الذي جعل للعرب بصفة عامة _ وليس الخليجيين فقط _ نظرة دونية عن المرأة هو سهولة استقطاب هذه الأخيرة وبحثها عن المال _ ولا أعمم _ وإلا لماذا صدر تقرير عن الخارجية المغربية يحذر من تكاثر ظاهرة " الفنانات المهاجرات " وقد بلغ عددهن في سوريا وحدها بحسب التقرير ونقلا عن صحيفة المساء ما يقدر ب " 2000 فنانة " تعبر من المغرب إلى المراقص الليلية، وأن بطاقة فنان أصبحت في المتناول ولا تحتاج إلى إجراءات معقدة . لقد أصبحت سمعة المرأة المغربية تسبقها في بعض الدول مع الأخذ بعين الاعتبار " حوتة وحدة تتخنز الشواري " فما بالك بسرب يعد بالآلاف قد شوه سمعة المغربيات شريفات أو غير شريفات . دولة مثل الأردن قررت منع المغربيات أقل من 36 سنة من دخول أراضيها، لماذا يا ترى ؟؟ وهل هذا القرار أقل خطورة من مسلسل " بوقتادة وبونبيل " أم أن بعضهم يحب الاصطياد في الماء العكر ويريد أن يصور أن الدعارة في المغرب هي نفسها في المشرق وأنه لا اختلاف في النسب أو الأسباب الميسرة لهذه الظاهرة . ولا يتعلق الأمر بالأردن وحده فالبحرين أيضا قررت طرد سرب قوامه " 500 فنانة " بتهمة الدعارة، وقد نشرت صحيفة المشعل تحقيقا في الموضوع في عددها 227 ، فهل سمعتم بدولة تطرد عدد من المشبوهات يوازي هذا العدد ؟ والأمر لا يتعلق بدولتين وإنما بعدة دول أصبحت لديها حساسية من ذكر الجنسية المغربية للمرأة، حتى الكيان الصهيوني الغاشم جاء عليه يوم منع دخول المغربيات بسبب الدعارة والتي ينخرط فيها مومسات بعضهن حاصلات على الإجازة . أما المملكة العربية السعودية فقد قررت هذه السنة منع النساء المغربيات في سن معينة من الاعتمار، رغم أن النوايا لا يعلم بها سوى الله تعالى ، لكن الخوف من الظاهرة جعل المملكة تقرر سد الذرائع في هذا الباب رغم أن عددا من مواطنيها يأتون إلى المغرب لملئ المراقص، لكن هل الحكومة المغربية لديها الغيرة على المغربيات بحيث تلقي القبض على المتلبسين بالدعارة، أم أن جلب 10 ملايين سائح أمر يستحق المراهنة عليه . إن ما وضع المرأة المغربية في هذا المأزق هو سياسة الانفتاح التي تنهجها ومنظمات حقوق المرأة التي جعلت سمعة هذه الأخيرة في الوحل، فالمخزن إن أراد التغني بإنجازاته فإنه لا يذكر محطات نووية أو مصانع أو معامل أو سدود أو أنفاق أو طرق سيارة وإنما يذكر " الإنجازات " العملاقة في مجال حقوق المرأة وها هي النتيجة أمامكم ، وكما يقول المثل العربي " الناس لا ترفس كلبا ميتا "، فقد أساء مسلسل " بو قتادة وبو نبيل " للعلاقات بين الكويتيين أنفسهم وللعلاقات بينهم وبين غيرهم، مع ذلك لم نسمع بضجة قامت أو قعدت مما يدل أنهم لم يصبوا ملحا على جرح، لكن حين تعلق الأمر بالمغربيات ظهر هنا مجموعة ممن أرادوا تحويل الأمر إلى أزمة ، لكن ما عسى جمعيات حقوق المرأة أن تقوم به وهي التي حررت المرأة وشجعت الحرية و " الفن " وما الذي فعلته الحكومة لمعاقبة الزنات والمتحرشين ؟ إن الأمر لا يحتاج منا إلى دفاع، هناك فقر وأمية وتخلف وهجرة سرية ومشاكل اجتماعية، وحين انفتحنا بهذا الشكل اللاأخلاقي وجدت ضعيفات الإيمان طريقا لنيل شهادة " فنانة " وهي شهادة تفتح آفاق في الرقص والدعارة وبيع الشرف، الأمر يحتاج إلى إعادة الدولة لسياستها المنفتحة قبل أن يصبح المغرب ماخورا حقيقيا للدعارة، وعلى منظمات حقوق المرأة أن تشعر بالخجل لما فعلته، فالأموال التي تتلقاها من الخارج ل " التبشير " بسياسة الانفتاح قد آتت أكلها حيث أصبحت المرأة المغربية رمزا للدعارة في المخيلة العربية بشكل عام وليس فقط في مسلسل " بوقتادة وبونبيل " . [email protected]