طرح المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أربعة سيناريوهات متوقعة لمآل الحرب التي تشنها إسرائيل حاليا على قطاع غزة بفلسطين، بعد استهدافها حركة "حماس" رغم عدم تبني هذه الأخيرة لعملية خطف المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة وقتلهم. وأفاد المركز البحثي، الذي يوجد مقره بالعاصمة القطرية الدوحة ، واطلعت عليه هسبريس، بأن السيناريو الأول يتمثل في استمرار قصف إسرائيل الجوي أهدافًا لحماس، واستهداف مناطق إطلاق القذائف، ويتّصف هذا السيناريو بانخفاض عدد الإصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي، لكنه لا يحسم المعركة في غزة. أما السيناريو المحتمل الثاني، وفق المركز العربي للأبحاث، فيتجلى في "توغلات برية محدودة في غزة، لإظهار إصرار إسرائيل على ضرب حماس"، موحضا أن "أبرز سلبيات هذا السيناريو يتمثّل بأنّ عدد قتلاه سيكون كبيرًا". السيناريو الثالث، تبعا لذات المصدر، يكمن في "اجتياح كامل لقطاع غزة وإعادة احتلاله عمليًّا، وهو ما لا يفضِّله الجيش الإسرائيلي، ولا الرأي العام الإسرائيلي لأسباب معروفة" يؤكد المركز الذي يشرف عليه المفكر العربي عزمي بشارة. وبخصوص السيناريو الرابع المتوقع، يوضح تقرير المركز ذاته، فيتجلى في إمكانية "إعلان إسرائيل من جانب واحد وقف إطلاق النار؛ ما سيحسِّن وضعها أمام العالم، وحينئذٍ ستبدو كأنها مستجيبة للضغوط الدولية، لكنها لن تحقّق بذلك أيَّ إنجاز، عدا سفك دماء كثيرة". وبالتأمل في هذه السيناريوهات، يقول مدبجو "تقدير موقف" بأن التصور الأفضل بالنسبة لإسرائيل يقضي بالتوصل إلى اتفاق تهدئة طويلة بوساطة دولية، ولكن مثل هذا الاتفاق لا بدّ له أن يشمل تنفيذ مطالب حركة حماس". واستطرد التقرير بأن "الخيار الأقل واقعيةً يتمثل في قبول إسرائيل التفاوض السياسي مع حركة حماس التي أظهرت قوَّةً كبيرةً في صد العدوان، وهو أمرٌ يتطلب تغييرًا مستبعدًا في السياسة الإسرائيلية" وفق تعبير المصدر. وانتهى "تقدير موقف" إلى أن الوضع مازال مشتعلا في غزة، وقد يحمل جديدًا في كلّ ساعة قادمة، وهو ما يفتح مجال التوقعات واسعًا، سواء في اتجاه التصعيد التدريجي للعدوان، وصولًا إلى حالة المواجهة البرية التي يحاول الجانبان تفاديها، أو التوصل إلى وقف إطلاق النار، عبر وساطات إقليمية ودولية". وخلص المركز البحثي العربي إلى أن هذه الحرب لم تكن خيار قطاع غزة أو حركة المقاومة الفلسطينية حماس، بل خيار إسرائيل، ولكن يمكن للمقاومة أن تحقق فيها إنجازات سياسية لم تخطر ببال من خططها وفق تعبير التقرير.