طنجة تتأهب لأمطار رعدية غزيرة ضمن نشرة إنذارية برتقالية    تساقطات ثلجية وأمطار قوية محليا رعدية مرتقبة الأحد والاثنين بعدد من أقاليم المغرب    نشرة انذارية…تساقطات ثلجية وأمطار قوية محليا رعدية مرتقبة الأحد والاثنين بعدد من أقاليم المملكة    توقيف ثلاثة مواطنين صينيين يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق بالمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات الرقمية    توقيف 3 صينيين متورطين في المس بالمعطيات الرقمية وقرصنة المكالمات الهاتفية    ريال مدريد يتعثر أمام إسبانيول ويخسر صدارة الدوري الإسباني مؤقتًا    ترامب يعلن عن قصف أمريكي ل"داعش" في الصومال    ريدوان يخرج عن صمته بخصوص أغنية "مغربي مغربي" ويكشف عن مشروع جديد للمنتخب    "بوحمرون".. الصحة العالمية تحذر من الخطورة المتزايدة للمرض    الولايات المتحدة.. السلطات تعلن السيطرة كليا على حرائق لوس أنجليس    أولياء التلاميذ يؤكدون دعمهم للصرامة في محاربة ظاهرة 'بوحمرون' بالمدارس    CDT تقر إضرابا وطنيا عاما احتجاجا على قانون الإضراب ودمج CNOPS في CNSS    هذا هو برنامج دور المجموعات لكأس إفريقيا 2025 بالمغرب    الشراكة المغربية الأوروبية : تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة    تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج فاقت 117 مليار درهم خلال 2024    مقترح قانون يفرض منع استيراد الطماطم المغربية بفرنسا    حجز أزيد من 700 كيلوغرام من اللحوم الفاسدة بطنجة    توقعات احوال الطقس ليوم الاحد.. أمطار وثلوج    اعتبارا من الإثنين.. الآباء ملزمون بالتوجه لتقليح أبنائهم    انعقاد الاجتماع الثاني والستين للمجلس التنفيذي لمنظمة المدن العربية بطنجة    مؤسسة طنجة الكبرى تحتفي بالكاتب عبد السلام الفتوح وإصداره الجديد    شركة "غوغل" تطلق أسرع نماذجها للذكاء الاصطناعي    البرلمان الألماني يرفض مشروع قانون يسعى لتقييد الهجرة    تفشي "بوحمرون" في المغرب.. أرقام صادمة وهذه هي المناطق الأكثر تضرراً    BDS: مقاطعة السلع الإسرائيلية ناجحة    إسرائيل تطلق 183 سجينا فلسطينيا    ثمن المحروقات في محطات الوقود بالحسيمة بعد زيادة جديد في الاسعار    رحيل "أيوب الريمي الجميل" .. الصحافي والإنسان في زمن الإسفاف    الانتقال إلى دوري قطر يفرح زياش    زكرياء الزمراني:تتويج المنتخب المغربي لكرة المضرب ببطولة إفريقيا للناشئين بالقاهرة ثمرة مجهودات جبارة    مسلم يصدر جديده الفني "براني"    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    تنس المغرب يثبت في كأس ديفيس    بنعبد الله يدين قرارات الإدارة السورية الجديدة ويرفض عقاب ترامب لكوبا    "تأخر الترقية" يخرج أساتذة "الزنزانة 10" للاحتجاج أمام مقر وزارة التربية    لمن تعود مسؤولية تفشي بوحمرون!    المغرب التطواني يتمكن من رفع المنع ويؤهل ستة لاعبين تعاقد معهم في الانتقالات الشتوية    توضيح رئيس جماعة النكور بخصوص فتح مسلك طرقي بدوار حندون    لقجع: منذ لحظة إجراء القرعة بدأنا بالفعل في خوض غمار "الكان" ولدينا فرصة لتقييم جاهزيتنا التنظيمية    العصبة الوطنية تفرج عن البرمجة الخاصة بالجولتين المقبلتين من البطولة الاحترافية    الولايات المتحدة الأمريكية.. تحطم طائرة صغيرة على متنها 6 ركاب    بنك المغرب : الدرهم يستقر أمام الأورو و الدولار    المغرب يتجه إلى مراجعة سقف فائض الطاقة الكهربائية في ضوء تحلية مياه البحر    القاطي يعيد إحياء تاريخ الأندلس والمقاومة الريفية في عملين سينمائيين    انتحار موظف يعمل بالسجن المحلي العرجات 2 باستعمال سلاحه الوظيفي    السعودية تتجه لرفع حجم تمويلها الزراعي إلى ملياري دولار هذا العام    الإعلان عن تقدم هام في التقنيات العلاجية لسرطانات البروستات والمثانة والكلي    غزة... "القسام" تسلم أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر بالدفعة الرابعة للصفقة    محاضرة بأكاديمية المملكة تُبعد نقص الذكاء عن "أطفال صعوبات التعلم"    حركة "إم 23" المدعومة من رواندا تزحف نحو العاصمة الكونغولية كينشاسا    هواوي المغرب تُتوَّج مجددًا بلقب "أفضل المشغلين" لعام 2025    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    الممثلة امال التمار تتعرض لحادث سير وتنقل إلى المستشفى بمراكش    الفنانة دنيا بطمة تغادر السجن    نتفليكس تطرح الموسم الثالث من مسلسل "لعبة الحبار" في 27 يونيو    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



93 شهيدا نصفهم من النساء والأطفال : إسرائيل تواصل غاراتها على غزة وتحركات دبلوماسية عربية ودولية للتوصل إلى هدنة

ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 93 بعد غارتين شنتهما قوات الاحتلال صباح أمس الاثنين أسفرتا عن استشهاد ستة فلسطينيين ، وقد أصيب أول أمس عشرون إسرائيليا بجروح بعضها خطير في سقوط صواريخ على أوفاكيم جنوبي إسرائيل وعلى عسقلان.
وأفادت التقارير الإخبارية من غزة إن غارة إسرائيلية استهدفت صباح أمس سيارة يستقلها فلسطينيون في دير البلح بقطاع غزة أسفرت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين. وكانت غارات أخرى على مناطق متفرقة صباح أمس أدت لاستشهاد ثلاثة فلسطينيين، إضافة إلى استشهاد ثلاثين فلسطينيا أول أمس في يوم سقط فيه أكبر عدد من الفلسطينيين منذ العدوان الإسرائيلي على غزة قبل ستة أيام.
وكان من بين شهداء يوم الأحد عشرة فلسطينيين من عائلة واحدة معظمهم نساء وأطفال سقطوا في قصف على وسط مدينة غزة.
وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس مركز العباس للشرطة في مدينة غزة، وهو ثاني أكبر مقر لهذا الجهاز في القطاع.
وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية إن المبنى دمر بالكامل، وإن الانفجار كان شديدا اهتزت له المباني المجاورة في حي الرمال، وأصيب العديد من سكانها بجروح بسيطة. وكانت الطائرات الإسرائيلية دمرت الأسبوع الماضي مدينة عرفات للشرطة، أكبر تجمع للشرطة تديره الحكومة المقالة في القطاع.
وفي غارات أخرى، استهدفت بنايتين تؤويين مكاتب إعلامية ، حسبما ذكر شهود عيان. وجرح ثمانية صحفيين في الغارات التي تضررت منها مكاتب تابعة لتلفزيون الأقصى الناطق باسم حماس ولقناتي القدس وسكاي نيوز البريطانية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان يستهدف «هوائيات بث تستعملها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للقيام بالنشاطات الإرهابية»، واتهم الحركة باستعمال الصحفيين دروعا بشرية.
وتحدث الجيش الإسرائيلي أول أمس عن 1100 هدف ضرب في غزة منذ الأربعاء، في غارات متواصلة سقط فيها أكثر من 700 جريح.
وفي حين وصل عدد جرحى الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى أكثر من 700، فقد قال وزير الصحة في الحكومة المقالة إن نصف شهداء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أطفال ونساء. وأضاف أن قطاع الصحة في غزة مقبل على كارثة بسبب ارتفاع عدد قتلى وجرحى القصف الإسرائيلي من جهة ونقص الأدوية والمعدات الطبية من جهة أخرى.
وفي هذا السياق، نفى المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عدنان أبو حسنة مغادرة موظفي المنظمة الأممية الأجانب لقطاع غزة عبر معبر بيت حانون شمال القطاع. وكانت أنباء تحدثت عن مغادرة مسؤولي المنظمة الأممية القطاع باتجاه إسرائيل خشية من تزايد العدوان على القطاع.
في المقابل أصيب أول أمس عشرون إسرائيليا بجروح بعضها خطير في سقوط صاروخ على أوفاكيم جنوبي إسرائيل وعلى عسقلان.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية أول أمس 125 صاروخا من غزة، أسقط عدد منها في الجو حسبما قال جيش الاحتلال، بينها أربعة استهدفت تل أبيب، وآخر سقط في شمال هرتسليا على بعد ثمانين كيلومترا من القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 800 صاروخ أطلقت من غزة في اتجاه إسرائيل منذ الأربعاء، اعترضت القبة الحديدية عشرات منها.
ونشرت إسرائيل بطارية خامسة مضادة للصواريخ ضمن منظومة القبة الحديدية لم يكن مقررا دخولها الخدمة قبل 2013، في حين تنتشر البطاريات الأربع الأخرى قرب حدود غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الطرقات المحيطة بغزة منطقة عسكرية مغلقة، وحشد مئات من جنوده وآلياته الثقيلة على طول القطاع، مستدعيا آلافا من جنود الاحتياط في ما قد يكون مؤشرا على عملية برية.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس إنه أمر بتكثيف العمليات واستهداف قادة حماس.
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه اتصل بزعماء المنطقة سعيا للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة،وحذر من مخاطر توسيع إسرائيل عمليتها العسكرية إلى هجوم بري، في حين حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الطرفين المتحاربين على وقف إطلاق نار فورا، في وقت غادر فيه مسؤول إسرائيلي رفيع القاهرة حيث بحث هناك تفاصيل هدنة مقترحة، وهي هدنة قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها لن تقبلها إلا بعد أن توقف إسرائيل عدوانها وتنهي سياسة الاغتيالات وترفع الحصار عن غزة.
وعلى صعيد التحركات الدبلوماسية قال أوباما للصحفيين على هامش جولته الآسيوية إنه سيتبين مدى التقدم الذي يمكن إحرازه بشأن تحقيق هدنة خلال اليومين القادمين. وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه أجرى اتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لبحث إمكانية التوصل لهدنة في غزة.
وحمل أوباما الفصائل الفلسطينية مسؤولية بدء القتال من خلال إطلاقها الصواريخ على إسرائيل، وقال إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وتوقع عدم وصول صواريخ إليها.
وشاطر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس الأميركي قلقه من المخاطر المحتملة في حال صعدت إسرائيل عمليتها العسكرية إلى هجوم بري، مؤكدا أنه من الصعب على المجتمع الدولي أن يتعاطف أو يدعم هذا الهجوم بسبب احتمال وقوع المزيد من القتلى من الطرفين . وحمل هيغ أيضا حماس المسؤولية الكبيرة لبدء القتال في غزة.
يأتي ذلك في وقت دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف المعنية إلى التعاون مع كل الجهود التي تقودها مصر للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وقال في بيان صادر عن مكتبه إنه سيتوجه إلى المنطقة سعيا لتحقيق هذا الهدف، دون تحديد موعد لوصوله، لكن رويترز ذكرت أنه سيصل إلى إسرائيل يومه الثلاثاء.
وفي باريس أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس فرنسوا هولاند أجرى أمس محادثة هاتفية جديدة  مع الرئيس المصري وأبلغه بتحرك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في المنطقة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار فوري بين حماس وإسرائيل، وأكد له دعم فرنسا الجهود المصرية بهذا الشأن.
وأعلن فابيوس في تصريح في تل أبيب في ختام زيارة استغرقت يوما واحدا لإسرائيل والأراضي الفلسطينية أن «الحرب ليست خيارا» وأن هناك حاجة ملحة للتدخل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في غزة.
من جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ، إنّ إسرائيل ستتعامل مع مختلف أفكار التهدئة إذا ما أعلن من وصفهم بالمنظمات الإرهابية وقف إطلاق النار على إسرائيل. وكان فابيوس التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الأحد في رام الله.
وعقب اللقاء قال فابيوس في مؤتمر صحفي مشترك مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في رام الله «إن الوضع الآن ملح ولا بد من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فغزة وإسرائيل لا يمكن أن تتحملا هذا الوضع، وهذه الأعمال تزداد يوما بعد يوم».
وأشار فابيوس إلى أن «الجهد الفرنسي الآن منصب على كيفية وقف إطلاق النار، وتحدثنا عن ذلك مطولا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير خارجيته إضافة إلى الرئيس الإسرائيلي». من جانبه قال عريقات إن الرئيس عباس «أنهى اجتماعا هاما مع فابيوس تمحور حول كيفية وقف التصعيد الخطير الحاصل في قطاع غزة».
وأشار عريقات إلى أن فابيوس «أوضح للرئيس عباس، أنه أبلغ نتنياهو أن زيارته للمنطقة ليست لمعرفة من بدأ، ولكن المهم هو كيف نوقف العمليات ونزيف الدماء، ونصل إلى وقف إطلاق نار وتهدئة متبادلة وشاملة». وقال« إن ما طرحه الوزير الفرنسي، يتوافق مع ما نقوم به وتقوم به مصر، ونحن الآن نسعى لإطفاء الحرائق ووقف العدوان على غزة».
وأشار إلى أن عباس أبلغ فابيوس «أن العدوان الإسرائيلي على غزة، جعله أكثر تصميما على طرح مشروع القرار الفلسطيني في الأمم المتحدة يوم 29 من الشهر الجاري» في إشارة إلى عزم الفلسطينيين على طلب إعطاء فلسطين صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة.
وفي رام الله أيضا دعا عباس لعقد قمة عربية عاجلة في أسرع وقت لتدرك إسرائيل عواقب الاستمرار في العدوان على قطاع غزة. كما دعا عباس إلى اجتماع عاجل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكافة الفصائل بما فيها حركة حماس لبحث خطوات الرد على العدوان الإسرائيلي ووقفه. وبموازاة ذلك ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن مسؤولا إسرائيليا زار القاهرة وعاد وهو يحمل معه تفاصيل مقترحات لوقف إطلاق النار في غزة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مطلعة قولها إن المسؤول الإسرائيلي -الذي زار القاهرة لساعات- عرض على المخابرات المصرية مسودة اتفاق هدنة والبدء في فتح المعابر ورفع الحصار عن غزة مع التعهد بإنهاء سياسة الاغتيالات «مقابل وقف إطلاق الصواريخ».
ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن دبلوماسيين أميركيين قولهم أن مبعوثا لنتنياهو سيتوجه إلى واشنطن في الأيام القادمة. وكان الرئيس المصري تحدث السبت عن مؤشرات على هدنة قريبة، لكنه قال إنه لا ضمانات بشأنها.
والتقى مرسي أول أمس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وزعيم حركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح في إطار جهود الوساطة، ولكن بيانا أصدرته الرئاسة المصرية لم يقل ما إذا كانت الجهود أسفرت عن نتيجة حاسمة.
وبحث مشعل أيضا وضع غزة مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال إن إسرائيل بسبب طبيعتها لن توقف هجماتها إلا إذا جوبهت بمقاومة صلبة، داعيا لرفع الحصار، وشاكرا الرئيس المصري على فتح معبر رفح وتقديمه المعونة الإنسانية للقطاع.
كما التقى مشعل أردوغان، الذي حذر إسرائيل من أن الظروف الراهنة تختلف عن ظروف 2008، في إشارة إلى العدوان السابق على القطاع.
وكتب القيادي في حماس عزت الرشق في رسالة على فيسبوك أن حماس لن توافق على وقف لإطلاق النار إلا بعد أن توقف إسرائيل عدوانها وتنهي سياسة الاغتيالات المستهدفة وترفع الحصار عن غزة.
وفي المقابل كتب موشيه يعلون -نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي- على حسابه على موقع تويتر للتواصل محددا شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار، والمتمثلة في تحقيق الهدوء وعدم إطلاق الصواريخ أو شن هجمات من غزة.
وتأتي هذه التطورات في وقت يحل فيه وفد وزاري عربي يقوده الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالقطاع يومه الثلاثاء، تعبيرا عن التضامن العربي مع غزة. وكان وزراء الخارجية العرب قرروا في ضوء العدوان «إعادة تقييم الموقف العربي» من مبادرة السلام العربية.
وسيكون ضمن الوفد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، لتكون أول مرة منذ 2007 يزور فيها وزير بحكومة رام الله القطاع، الذي تسيطر عليه حماس. وتحدث المالكي عن زيارة «باسم الجامعة العربية»، دون الإشارة إلى ترتيبات معينة مع الحكومة المقالة.
يأتي ذلك في وقت نقلت فيه وكالة أنباء الأناضول عن مصادر دبلوماسية قولها إن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو سيتوجه إلى قطاع غزة يومه الثلاثاء. وفي طهران قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن بلاده مستعدة لتقديم أعلى مستويات الدعم الإنساني إلى قطاع غزة. وأضاف صالحي أنه ينتظر رد الحكومة المصرية على طلب طهران من أجل دخول الوفد الإيراني إلى غزة. وفي واشنطن انتقد السيناتور الجمهوري جون ماكين بشدة طريقة تعاطي الرئيس أوباما مع النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مقترحاً إرسال مبعوث أميركي رفيع المستوى مثل الرئيس الأسبق بيل كلينتون ليقود المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
من جهته انتقد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي كارل ليفين مصر، معتبرا أن ضغوطها «ضعيفة» على حماس من أجل وقف النزاع مع إسرائيل، وطالب القاهرة باتخاذ مبادرات دبلوماسية جدية جدا لإفهام حماس بوضوح أنها ستخسر دعم العالم العربي إذا واصلت إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وتشير تقديرات المحللين بالصحف الإسرائيلية إلى استبعاد عملية عسكرية برية في قطاع غزة، مرجحين التوصل إلى تهدئة خلال الأيام القليلة القادمة خاصة في ظل التحركات الدولية لتحقيق وقف لإطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل. 
فقد أفادت صحيفة هآرتس في خبرها الرئيسي أمس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستعد لوقف نار شامل بقطاع غزة في أقرب وقت ممكن، إذا ما توقفت الصواريخ على أراضي إسرائيل، مضيفة أن زعماء أجانب طلبوا منه عدم تصعيد القتال. 
كما تنقل عن موظف أميركي وصفته بالكبير قوله إن واشنطن تتحفظ على توسيع الحملة بعملية برية في غزة، مضيفة أن رسالة مشابهة جاءت أيضا من وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ. 
ومن جهتها ترى صحيفة معاريف الإسرائيلية أن تعميق الحملة في غزة إلى عملية برية سيزيد الشكوك والضحايا بالطرفين، ولن يحقق هدفه في منع الصواريخ. 
وتحت عنوان «الحذر من الوحل الغزة»  تحدث روبيك روزنتال عن إحساس مُقلق من تكرار التجربة نتيجة التأييد الجارف بحملة «عمود السحاب» في أيامها الأولى، مذكرا بحربي لبنان الأولى والثانية و«الرصاص المصبوب» على غزة.
فرغم التضامن الفوري والعميق مع المقاتلين والقادة العسكريين الذين ينطلقون نحو الحرب في أيامها الأولى -يضيف الكاتب- فإن الإحساس المقلق هو اهتزاز هذا التأييد «فالزعماء لا يعرفون متى ينهون الخطوة» مشككا في أن يؤدي الانتقال لعملية كثيفة إلى حل مشكلة الصواريخ، وبقاء قدرة الردع والثقة بحكمة قادة إسرائيل. 
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة معاريف أن قيادة الجيش تعتقد أن الحملة حققت أهدافها ويمكن إيقافها، متسائلة فيما إذا كانت النتائج ساحقة بما يكفي لضمان هدوء طويل أم لا؟ 
ويقول عمير ربابورت إن الحملة وصلت الى مرحلة حرجة: فالهجوم الجوي استنفد نفسه، والاتصالات لوقف النار تنال الزخم، موضحا أن الكرة باتت في يد القيادة السياسية، التي يفترض أن تحسم بين تسريع الاتصالات لوقف النار وبين خيار العملية البرية. 
ومن جهته يقول دان مرغليت بصحيفة إسرائيل اليوم إن القيادة الإسرائيلية الممثلة بنتنياهو وباراك وليبرمان غير معنية بالدخول البري إلى غزة، لكنه طالب بالاستعداد لمثل هذا الدخول للضغط على حماس.  ويضيف أن حماس تساوم مصر والدول العربية الأخرى فيما يتعلق بصيغة التسوية التي ستُعرض على إسرائيل، مقترحا إعلان هدنة مدتها 12 ساعة «وإذا استمرت حماس في القتال فسيزيد الجيش الإسرائيلي هجماته وإلا انتهى كل شيء ورجع إلى حاله في سلام». 
وبدوره يجزم الصحفي جدعون ليفي، في هآرتس، بأن إسرائيل استنفدت الخيار العسكري وأنها لا تستطيع بالقوة أن تغير الواقع، مطالبا إياها بالتوجه إلى الدبلوماسية كأن تُحادث حماس وتعترف بمبادرة السلام العربية.  وتحت عنوان «انقضى زمان القصف» يضيف ليفي أن الشعب الفلسطيني يريد أن يتحرر من الاحتلال، مطالبا بعدم القصف والتباحث حول النسبة المئوية القليلة التي بقيت فرقا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ) إيهود أولمرت ( والرئيس الفلسطيني) محمود عباس)، وألا نقصف «لقد حان وقت الدبلوماسية وإنهاء الاحتلال ويكفي قصفا». وعلى الجانب الآخر يرى محللون وخبراء عسكريون فلسطينيون أن الاحتلال لن يطيل أمد العدوان أو الولوج إلى قطاع غزة باجتياح بري شامل شبيه باجتياح عدوان 2008-2009.
وأكد المحللون، أن أبرز ما يميز التصعيد الجديد أنه يأتي ضمن حسابات وأهداف محددة لم تغب عنها التغيرات في العالم العربي عموما ومصر خصوصا. فالملاحظ أن العدوان الجديد على غزة يأتي في ظل أهداف أكثر تواضعاً من أهداف العدوان على غزة نهاية 2008 ومطلع 2009. لأن الهدف الإسرائيلي الأساسي في هذا العدوان ينصب على استعادة قوة الردع التي تآكلت في مواجهة المقاومة الفلسطينية، إضافة إلى منع حركة حماس من فرض قواعد جديدة على جبهة المواجهة مع إسرائيل. بخلاف المرات السابقة فإن الاحتلال ينطلق بعدوانه على غزة وفق أهداف محددة، ويأخذ بعين الاعتبار عدم إطالة أمد المواجهة معتمداً في ذلك على العمليات الجوية ، كما أن الاحتلال يضع المتغيرات في العالم العربي في معادلة مواجهة غزة، وليس معنياً بتوسعة ساحة المواجهة.
غياب الحاضنة
من جانبه يرى الباحث والكاتب السياسي المختص بشؤون الفصائل مؤمن بسيسو أن العدوان الإسرائيلي الجديد يأتي في ظل غياب الحاضنة الإقليمية، وصعود قيادات عربية تحكمها روح الثورة الموالية للجماهير المعادية للاحتلال الإسرائيلي. وعلى المستوى العسكري فإن حجم وقدرات المقاومة الفلسطينية في المواجهة الحالية يختلف بشكل كبير عما كان عليه الحال خلال العدوان السابق على غزة، حيث بدا واضحا أن المقاومة استخلصت العبر واستطاعت أن تفاجئ الاحتلال بتوحدها وقدرتها على الوصول إلى مسافات وأماكن لم يكن يتوقعها.
إلا أن وجه الشبه في هذا العدوان مع سابقه هو تكرار حصول الاحتلال على دعم أميركي مطلق في إطار مواجهته قوى المقاومة في غزة.
وأوضح الكاتب السياسي أن قوى المقاومة استطاعت سد الكثير من الثغرات التي كانت قائمة إبان الحرب على غزة قبل نحو أربع سنوات، وباتت أكثر خبرة وأكثر معرفة بمجريات العمل العسكري، وتتحرك بحذر وخطوات محسوبة في كل إجراءاتها على صعيد المواجهة مع الاحتلال.
من ناحيته قال المختص في شؤون الأمن القومي الدكتور إبراهيم حبيب إن إسرائيل تريد من عدوانها على غزة معرفة ما لدى المقاومة من مستجدات على مستوى الأسلحة، واختبار ردة فعل القيادة المصرية بعد الثورة وانهيار نظام مبارك. وأضاف أن المواجهة الحالية تشير إلى أن الاحتلال يحاول تجنب ضرب المدنيين إلى حد كبير مقارنة بالعدوان الحربي نهاية 2008 مطلع009 2 .
وذكر حبيب أن الأوضاع على الأرض سارت على غير هوى الاحتلال واستطاعت المقاومة مجتمعة استيعاب الضربة الأولى ونجحت في تحقيق مستوى جيد على صعيد توازن الرعب.
أما الخبير الأمني واللواء المتقاعد خضر عباس فأكد أن المقاومة الفلسطينية امتلكت هذه المرة عنصر المفاجأة من خلال إدخالها سلاحين حديثين ومتطورين على جبهة المواجهة لم يدخلا من قبل، وهما سلاحان قويان جداً على المستوى الإستراتيجي والعملياتي ويعتبران من الأسلحة المتطورة التي تستخدم في الحروب الحديثة. وأضاف أن المقاومة نجحت في استخدام صاروخي «كورنيت» و«فجر5» اللذين أضرا بنظرية الردع الإسرائيلية، حيث إن الأول يمكنه إصابة أي هدف بدقة كبيرة جداً على مسافة خمسة كيلومتر، في حين أن الثاني - الذي أدخلت المقاومة عليه بعض التعديلات- يمكنه الوصول إلى مدى نحو 80 كيلومترا.
وأوضح أن نجاح المقاومة الفلسطينية من ضرب تل أبيب نقطةُ تحول إستراتيجية لم تحدث من قبل في تاريخ الكيان الإسرائيلي إلا في حرب الخليج الأولى عندما أصابتها الصواريخ العراقية مطلع التسعينيات.
وأكد أن أهم ما يميز المواجهة الحالية أن تأثيرها على الجانب الإسرائيلي أكثر من تأثيرها على الجانب الفلسطيني، لافتاً إلى أن صواريخ المقاومة أجبرت ثلث سكان إسرائيل على الدخول إلى الملاجئ ، وجعلت المواقع العسكرية والإستراتيجية تحت خطر نيران المقاومة في أية لحظة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.