"ورفع شارة الزيرو للقضاء ها هي.." كان هذا شعار من بين عشرات الشعارات التي رفعها محتجون مساء الأربعاء، في الفضاء المقابل لقبة البرلمان، من أجل التعبير عن غضبهم من حكم المحكمة الابتدائية بعين السبع في حق مغني الراب معاذ بلغوات، المعروف في الأوساط الحقوقية والفنية بلقب "الحاقد". المتعاطفون مع معاذ، وغالبيتهم شباب في عقدهم الثاني بالإضافة إلى وجوه حقوقية وأعضاء من حركة 20 فبراير، اعتبروا أن الحكم الابتدائي القاضي بحبس الحاقد أربعة أشهر نافذة وتغريمه بمبلغ 15 ألف درهم، هو "حكم ظالم واستعمال فاضح للقضاء من أجل تصفية الحساب مع صوت معارض ومزعج للسلطة التي لا تنظر بعين الرضا لكلمات أغانيه المنتقدة لهرم الحكم في مستويااته المختلفة". حمزة هدي، وهو أحد أصدقاء معاذ بلغوات المقربين، والمفرج عنه بموجب السراح المؤقت في الملف المعروف بمعتقلي مسيرة 6 أبريل، صرح إبان الوقفة لهسبريس، أن معاذ يدفع ضريبة وضوحه وانتصاره لقضايا الشعب. هدي قال إن حضوره للرباط من أجل المشاركة في الوقفة الاحتجاجية، رغم سيف السراح المؤقت، هو تعبير عن الاستمرار في الخط الذي رسمه لنفسه منذ خروج حركة 20 فبراير، وهو "التنديد بما يخترق النظام من فساد واستبداد بكل الشجاعة الممكنة دونما خوف من احتمال تلفيق التهم ورمينا في الزنازين بمبررات واهية..". أيوب بوضاض، الطالب المهندس المفرج عنه حديثا في نفس الملف، صرح لهسبريس أن "السيستيم"، كما يصفه بوضاض، يعمد إلى الاعتقال من أجل الترهيب، حسب الشاب البالغ من العمر 19 سنة، هو الاعتقال الاعتباطي لشباب لا يربطهم رابط أحيانا بالحراك الشعبي، مستدلا بعلا أحد المعتقلين في مسيرة 6 أبريل. الحكم بالسجن النافذ على معاذ بلغوات، حسب أيوب، يأتي عملا بمبدأ "ضرب لحلاس ايخاف لحمار". بوضاض يوضح فكرته بالقول "الإفراج عنا تحت ضغط الشارع ومواكبة الإعلام وبيان المنظمات يقتضي ربما الاحتفاظ بالحاقد في حالة اعتقال حتى يبين النظام أنه مستمر في صرامته وعماء بصيرته في التعامل مع الشباب المعارض..". إبراهيم الانصاري، أحد مسؤولي منظمة "هيومن رايتس وتش" بالمغرب، صرح في وقت سابق لهسبريس، أن منظمته تخشى من أن يكون الحاقد قد عوقب بسبب اختياراته السياسية خاصة أمام الملاحظات السلبية المسجلة حول سير المحاكمة. يشار أن فريق الدفاع الذي آزر الحاقد سبق أن انسحب من جلسة المحاكمة، قبل الحكم الصادر يوم الأربعاء، أمام ما اعتبره المحامي محمد المسعودي بالمحاكمة الصورية متكاملة الأركان، حيث رفض القاضي استدعاء الشهود والشرطيين المطالبين بالحق المدني والطبيب الذي سلم الشهادة الطبية. الغريب، حسب سميرة كيناني، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هو أن "المحكمة برأت معاذ بلغوات من تهمة بيع التذاكر في السوق السوداء، و هي التهمة التي بموجبها تم اعتقاله، بينما توبع بتهمة الاعتداء على الشرطين التي جاءت كنتيجة مزعومة لاتهام الشاب ببيع التذاكر.. وا فهم تسطا.." تقول الفاعلة الحقوقية. يشار أن معاذ بلغوات اعتقل وهو يتأهب لحضور مباراة كرة القدم التي جمعت فريق المغرب التطواني وفريق الحاقد المفضل، الرجاء البيضاوي، منتصف شهر ماي المنصرم، حيث قدم إلى المحكمة في حالة اعتقال بناء على محضر الاستماع الذي أنجزته الضابطة القضائية والمكون من ثلاث صفحات "رغم أن الحاقد التزم الصمت طيلة مراحل الاستنطاق" وفق تصريح الدفاع لهسبريس.