أكد فؤاد بنزاكور، مدير عام "سوبر سيرام" العاملة في مجال صناعة السيراميك والتابعة لمجموعة الشعبي، أن ارتفاع حجم واردات المغرب من السيراميك أثر بشكل سلبي على القطاع الصناعي المغربي، وأصبح يهدد مستقبل الوحدات الصناعية المحلية. وذكر بنزاكور، في مؤتمر صحفي عقده أمس بالدار البيضاء، أن ما يناهز ثلث الاستهلاك المحلي من هذا المنتوج تستحوذ عليه المنتجات المستوردة من الخارج، في وقت لم تكن تمثل فيها سوى 8 في المائة قبل سنوات قليلة. وأورد مدير "سوبر سيرام" أن المجموعة تلقت وعودا من مسؤولين حكوميين من أجل إيجاد حلول ناجعة لهذه الظاهرة التي استفحلت بشكل كبير خلال النصف الأول من سنة 2014. وقال إن "القطاع يمر بأزمة حقيقية نتيجة ارتفاع الواردات التي تضاعفت بنسبة 40 في المائة خلال الفترة الممتدة ما بين 2012 و2013، قبل أن تعاود الارتفاع بنفس النسبة خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية". وأضاف "هذه مؤشرات خطيرة تهدد مستقبل قطاع صناعة السيراميك في المغرب، وفي محاولة منا لدق ناقوس الخطر عقدنا اجتماعات مع مسؤولين حكوميين، من بينهم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الذي وعد باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المنتوج المغربي المصنع محليا، والذي يتصف بجودته العالية مقارنة مع المنتوج المستورد من الخارج". وأوضح بنزاكور أن المجموعة عمدت إلى رفع طاقتها التصنيعية الإجمالية، لتصل إلى 120 ألف متر مربع في اليوم الواحد، عوض50 ألف متر مربع خلال سنة 2005. وأبرز أن "سوبر سيرام" تعمل على تعزيز مكانتها من خلال التركيز على الأبحاث والتطوير، حيث خصصت 85 مليون درهم للبحث والتطوير ابتداء من هذه السنة، وهو يشمل البحوث التكنولوجية في مجال الرسم والتصميم الفني، فضلا عن الاستثمار في الموارد البشرية والتقنية لإنشاء الديكورات الأكثر تطورا. وكشف بنزاكور أنه سيتم إطلاق مجموعات جديدة ذات جاذبية كبيرة مع تصميم خارجي موقع من طرف مختلف المصممين المشهورين دوليا، الشيء الذي يعد بعملية تحول كبيرة في العروض الخاصة بالسيراميك في المغرب. وتابع المتحدث ذاته بأن شركة "سوبر سيرام" اعتمدت هوية بصرية جديدة "تعكس تموقعها العالمي الجديد الذي يتأسس على الحداثة والتصميم والتميز والشغف لتصميم منتجات أفضل". وأكد أنه بفضل بنية تكنولوجية حديثة، تتوفر سوبر سيرام على أفضل المصانع في جميع أنحاء أفريقيا، وذلك نتيجة لسياسة التحديث والعصرنة الالكترونية في شتى التخصصات، مما ساعد على إنتاج أفضل نوعية من السيراميك. وقال إن "سوبر سيرام" كانت أول شركة قامت بإدخال وحدات الطحن المستمر، والتصميم من خلال حقن الحبر، الطهي الذكي مع الاقتصاد في استهلاك الطاقة، ومعالجة المياه بالتناضح العكسي، وعملية إعادة تدوير المياه بعد فصل المخلفات الصلبة ومعالجة الغاز الساخن وإعادة استعماله. وخصصت "سوبر سيرام" استثمارات مهمة من أجل الحد من الأثر البيئي لهذه الصناعة وذلك إلى أدنى مستوى، حيث استخدمت معالجة المياه عن طريق التناضح العكسي، من خلال اعتماد نظام إعادة تدوير المياه المستخدمة في العملية بعد فصل المخلفات الصلبة، ومعالجة الغازات الساخنة وإعادة استخدامها، وإعادة تدوير النفايات الصلبة.