قبيل زيارة الملك محمد السادس المرتقبة إلى الصين في غضون الأيام القادمة، دعا فاعلون ومسؤولون مغاربة، إلى جعل المملكة منصة للمستثمرين الصينيين للانطلاق بمشاريعهم نحو الأسواق الافريقية الصاعدة. وأبرز عثمان بنجلون، رئيس مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن الصين تعتبر الشريك الاقتصادي الأول للقارة السمراءّ، ومصدرا هاما للاستثمارات الأجنبية التي تنجز في مجموع دول افريقيا. جاء ذلك خلال افتتاح المنتدى الاستثمار الصيني الافريقي، الذي عرف حضور المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، وحسن بوهمو الرئيس المدير العام لمجموعة الشركة الوطنية للاستثمار، وعبد السلام أحيزون رئيس اتصالات المغرب، ومحمد بنشعبون رئيس البنك الشعبي ومحمد الكتاني رئيس التجاري وفا بنك، إضافة إلى وزراء ومسؤولين مغاربة وفاعلين من جمهورية الصين الشعبية. وأكد رئيس مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية، أن مبادلات افريقيا والصين ارتفعت إلى مستويات قياسية بلغت 200 مليار دولار، حيث تضاعفت بنحو 20 ضعفا في أقل من 12 سنة، مضيفا أن الاستثمارات الصينية المباشرة في القارة الافريقية بلغت 3 ملايير دولار. واعتبر بنجلون أن افريقيا لن تنسى أبدا أن الصين وضعت ثقتها في القارة السمراء، في وقت كان فيه الجميع لا ينظر إليها كقارة صاعدة ذات فرص وإمكانات واحدة، مشيرا إلى أن الصين عمدت إلى دعم تجارتها مع افريقيا عن طريق نظم المنح والقروض التحفيزية، قبل أن ينتقل الأمر إلى تعاون ثنائي بين القارة السمراء والصين. وأشار المتحدث، إلى أن العلاقات التاريخية التي تربط المغرب والصين، والطفرة الصناعية والاقتصادية التي تعيشها المملكة وتوجهها الافريقي، تؤهلها لأن تكون منصة للاستثمارات الصينية التي تستهدف هذه القارة الصاعدة. وأوضح بنجلون، الذي كان يتحدث أيضا أمام مسؤولين حكوميين مغاربة ومسؤولين من الصين الشعبية، أن المغرب لديه توجه لتعزيز مكانته كمنصة مالية لافريقيا من خلال القطب المالي كازا فينانس سيتي التي يمكن أن تحتضن مقاولات وشركات مغربية صيينية مشتركة كما أن هذا القطب يمكن أن يحتضن فروعا لكبريات الشركات الصينية الراغبة في الانطلاق نحو السوق الافريقي الواعد. واعتبر أن إنشاء هذه الشركات المشتركة الصينية المغربية سيساهم في رفع مستوى أداء هذه الشركات خاصة بالنسبة لفدول التي تحتضن أنشطة البنوك المغربية الثلاث البنك المغربي للتجارة الخارجية والتجاري وفا بنك والبنك المركزي الشعبي. من جهته أكد مصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط، أن الصين والمملكة المغربية يشتركان في نظرتهما إلى القارة الإفريقية، مشيرا خلال كلمته في الملتقى، إلى إن "هناك مسألتين يشترك فيها المغرب والصين الأولى وهي أن البلدان لا يعتبران افريقيا منطقة لاستخراج المواد الأولية فقط، والثانية تتمثل في كون البلدان يتعاملان مع القارة الافريقية باعتبارها منطقة للاستثمار، وفق مبدأ مربح لجميع الأطراف". وأوضح التراب أن المجمع الشريف للفوسفاط عمل على الاستثمار في محطة للأسمدة موجهة لأفريقيا، حيث ستزود القارة بحوالي 4 ملايين طن من الأسمدة، ومن المنتظر أن تصل الطاقة الإنتاجية لمحطات إنتاج الأسمدة التي يخطط المجمع لانشائها 20 مليون طن، باستثمار يقدر ب 30 مليون دولار. بدورها أشارت مباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون، إلى أن هذا اللقاء يشكل فرصة للمغرب والصين بهدف تعزيز التعاون بينهما وتوسيع الشراكات التي تجمعهما لتشمل العديد من القطاعات وعلى رأسها الطاقات المتجددة. وأشارت الوزيرة إلى أن المغرب يعتبر ثاني مستثمر في القارة الافريقية، إذ توجه 55 في المئة من الاستثمارات المغربية نحو إفريقيا، حيث سجلت نموا بنسبة 22 في المئة سنويا ما بين 2008 و2013.