أدى فيليبي السادس، اليوم الخميس، اليمين الدستورية ملكا جديدا لإسبانيا بمقر مجلس النواب الإسباني، بعد تنازل والده خوان كارلوس الأول (76 سنة) في 2 يونيو الماضي عن العرش، وتوقيعه أمس الأربعاء على مرسوم التنازل، بعد فترة دامت 39 عاما في الحكم. وجرى احتفال التوقيع، الذي حضره أزيد من ألفي شخص، من ممثلي المجتمع المدني والسفراء الأجانب المعتمدين بإسبانيا، في قاعة الأعمدة بالقصر الملكي بمدريد، حيث قام الملك الأسبق بتقبيل زوجته، والقيام عن عرشه، وتسليمه لابنه فيليبي بعد احتضانه، ليصبح بذلك فيليبي السادس (46 سنة)، ملكا جديدا للإسبان، حيث ارتدى بزته العسكرية وحزام الحرير الأحمر الذي يتقلده القائد العام للجيوش. وحضر الموعد عقيلة فيليبي السادس الملكة ليتيسيا، وابنتيهما ليونور، التي أصبحت أميرة أستورياس، وصوفيا، التي ستحمل لقب إنفانتا دي إسبانيا، ووالدته الملكة صوفيا. الملك محمد السادس بعث ببرقية تهنئة إلى العاهل الإسباني الجديد، بمناسبة اعتلائه اليوم عرش المملكة الإسبانية، حيث تضمنت متمنيات لفيليبي دي بوربون، ب"التوفيق والسداد في مهامه السامية، وفي خدمة الشعب الإسباني الصديق، وقيادته إلى المزيد من التقدم والازدهار". ووصف العاهل المغربي، فيليبي السادس بكونه يتحلى ب"خصال إنسانية رفيعة وحنكة سياسية، وكفاءة عالية"، مجددا التذكير بالروابط الشخصية والأسرية التي تجمع الأسرتين الملكيتين "من أواصر الصداقة المتينة والتقدير المتبادل، وبما يجمع بلدينا من علاقات التعاون المثمر والتضامن الفاعل". كما أشارت البرقية الملكية إلى حرص الملك المغربي على "العمل سويا" مع نظيره الإسباني "من أجل زيادة توثيق علاقات المودة وحسن الجوار المتينة التي تربط شعبينا الصديقين"، و"تبويئها المكانة اللائقة بها، سواء في إطار تعاوننا الثنائي، أو في إطار الوضع المتقدم الذي يجمع المملكة المغربية بالاتحاد الأوروبي". في الوقت ذاته، حملت رسالة ملكية أخرى التقدير الكبير من الملك المغربي إلى الملك الأسبق خوان كارلوس الأول، حيث أشارت إلى جهوده "في سبيل خدمة المصالح العليا للشعب الإسباني الصديق، والارتقاء بالمملكة الإسبانية إلى مصاف الدول ذات الحضور الفاعل والوازن إقليميا ودوليا"، مضيفا "أن الشعب الإسباني لن ينسى أبدا دوركم الريادي، بمعية القوى الحية للأمة في تحقيق الانتقال الديمقراطي لبلدكم".