اهتمت الصحف الأوروبية الرئيسية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بالوضع الأمني والفوضى التي يشهدها العراق، والسياسة التي ينهجها رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، إزاء الحركات الاجتماعية التي تشهدها البلاد حاليا، والأزمة داخل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، وتوقف إمدادات الغاز الروسي لأوكرانيا، ومنافسات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل. ففي بريطانيا، لا تزال الصحف تركز على تطورات الوضع في العراق مع تواصل هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) التي باتت تعمق مخاوف المجتمع الدولي. ورصدت صحيفة (الغارديان) في هذا الشأن أصداء الاجتماع الذي عقد بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين في فيينا على هامش المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، حول تهديدات تنظيم (داعش)، مشيرة إلى أن هذا الاجتماع، الأول من نوعه بين البلدين، سيعمل على تشكيل جبهة موحدة لوقف صعود الجهاديين، ونشر 275 عسكريا أمريكيا في العراق لحماية سفارة الولايات المتحدة في بغداد والمواطنين الأمريكيين. أما صحيفة (ديلي تلغراف) فركزت على رد فعل المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي التي أدانت إعدام مئات من الجنود العراقيين والمدنيين "بدم بارد"، بمن فيهم الزعماء الدينيون والأشخاص المرتبطون بالنظام. وفي السياق ذاته، سلطت الصحف التركية اهتمامها على الوضع في العراق وكتبت صحيفة (اكسيم) أن نائب رئيس الوزراء، بولنت أرينج، يسعى إلى الاطمئنان على الوضع في القنصلية التركية في الموصل التي احتجز بها حوالي خمسين تركيا كرهائن، بمن فيهم القنصل العام ودبلوماسيون وجنود تابعون للقوات الخاصة وأطفال. وأبرزت الصحيفة أن الحكومة التركية على اتصال في هذا الشأن مع المسؤولين العراقيين، بمن فيهم طارق الهاشمي، نائب رئيس الوزراء السابق وهو سني، وكذلك الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة وحكومة بغداد. ومن جانبها، أكدت صحيفة (تركي) أن السلطات التركية قررت، رغم الظروف الصعبة في العراق، الحفاظ على السفير التركي في بغداد وعززت أمن السفارة وعدد من البعثات الدبلوماسية التركية الأخرى في العراق، بما في ذلك أربيل والموصل، من خلال إرسال وحدات خاصة لهذه المهمة الأمنية. وبخصوص الانتخابات الرئاسية المرتقبة ما بين 10 و24 غشت المقبل في تركيا، أشارت صحيفة (ستار) إلى أن حزب الشعب الجمهوري (اليسار) اقترح البروفيسور إحسان أوغلى كاختيار يحظى أيضا بقبول الحركة الوطنية (اليمين القومي)، مبرزة في هذا السياق أن رئيس هذه الهيئة الحزبية، دفليت بهجلي، اعتبر أن هذا الاختيار يتناغم مع تطلعات حزبه. وفي سويسرا، تساءلت الصحف عن إمكانية حدوث تحالف بين الولايات المتحدةوإيران لمواجهة هجوم المتمردين في العراق، إذ كتبت صحيفة ( لوتان ) أنه يبدو أن واشنطن تميل إلى التعاون مع إيران، البلد الذي وضعه الرئيس السابق جورج بوش في محور الشر، من أجل "احتواء سرطان الأصولية". أما صحيفة (فان تكاترور)، فاعتبرت أن شبح الصراع الطائفي يفرض على الولايات المتحدة النظر في الضربات الجوية بطائرات بدون طيار ضد المتمردين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، مضيفة أن "السنة يشعرون بالتهميش تحت وطأة محاولات هيمنة الشيعة"، مما يشجع الانقسامات الطائفية ومخاطر زعزعة الاستقرار في البلاد بدءا من مناطق الوسط والغرب . وفي فرنسا، اهتمت الصحف بالسياسة التي ينهجها رئيس الوزراء، مانويل فالس، إزاء الاحتجاجات الاجتماعية التي تشهدها البلاد حاليا، إذ كتبت صحيفة (لاتريبون) أن رئيس الوزراء يحذر من خطر اختفاء اليسار سنة 2017، متسائلة عما إذا كان بمقدور هذه السياسة وضع حد للخلط. واعتبرت، في هذا الصدد، أن رئيس الوزراء كان بدون شك على حق عندما حذر من احتمال مرور مرشح الجبهة الوطنية إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية لسنة 2017 . ومن جهتها، قالت (ليبيراسيون) إنه إذا كان اليسار "غير مهدد بخطر الموت"، كما أكد ذلك مانويل فالس، فإن الأغلبية ستكون في مواجهة مصيرها، مشيرة إلى أن عشرات من النواب الاشتراكيين الذين اختاروا قبل شهرين معارضة السياسة الاقتصادية لرئيس الوزراء عليهم تحمل مسؤولياتهم. وأضافت الصحيفة أنه بغض النظر عن الإرادة المشروعة في عدم الالتزام بالخط الحكومي، فان هذه المجموعة تشكل اليوم تهديدا للأغلبية برمتها. ومن جانبها، تطرقت صحيفة (لوموند) إلى السياسة التي اتبعها مانويل فالس في مواجهة الإضراب الذي يشنه منذ ستة أيام مستخدمو قطاع النقل السككي، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الحديث العهد بهذا المنصب اختار في مواجهة هذه الحركة الاجتماعية، نقل المعركة إلى ميدانه المفضل المتمثل في التواصل عبر إظهار صرامته. وفي إسبانيا، واصلت الصحف الصادرة اليوم اهتمامها بالأزمة داخل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني ومشاريع المرشحين "المتناقضة" لتلميع صورة هيئة سياسية منقسمة على أكثر من مستوى. وهكذا كتبت صحيفة (إلباييس) أن إدواردو مدينا، أول من قدم ترشحه لأمانة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بعد انسحاب سوزانا دياز رئيسة إقليم الأندلس، يدافع عن شرعية استفتاء تقرير المصير الذي دعت إليه الحكومة الكاطالونية. وأوضحت اليومية أن موقف المرشح الباسكي، الذي يدافع عن استشارة في "إطار الدستور"، أثار جدلا كبيرا داخل الحزب وقيادته الحالية، بزعامة الفريدو بيريز روبالكابا، الذي يعارض أي مبادرة من جانب واحد لفرض الاستفتاء الكاطالوني. وفي سياق متصل، أوردت صحيفة (إلموندو) أن مدينا ومرشح الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الآخر، بيدرو سانشيز، عبرا فعلا عن اختلافهما بشأن مشروع السيادة الكاطالوني، مشيرة إلى أن الأول دافع عن "استشارة قانونية وممنوحة"، فيما دعا الثاني إلى إصلاح الدستور. وأشارت اليومية إلى أن بيدرو سانشيز كان أكد أنه لجميع الإسبان الحق في اتخاذ القرار بشأن النظام السياسي الذي سيحكم البلاد، وليس فقط الكاطالونيين، مبرزة أن موقف مدينا لقي ترحيبا جيدا داخل الحزب الاشتراكي الكاطالوني. ومن جهتها، كتبت صحيفة (أ بي سي) أن مدينا تلقى أولى الانتقادات من قيادة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بعد إثارته "حق الكاطالونيين في اتخاذ القرار"، مؤكدة أن عددا من بارونات الحزب أعربوا عن "تفاجئهم" بتصريحات المرشح الباسكي. وفي ألمانيا، ركزت الصحف، بالخصوص، على توقف إمدادات الغاز الروسي لأوكرانيا. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (نوي أوسنايبروكه) إلى أن أوكرانيا "لن تذوق طعم الراحة، فبعد إسقاط طائرة عسكرية ومصرع عدد كبير من عناصر جيشها، توقف الآن توريد الغاز"، معتبرة أن رسالة موسكو من ذلك واضحة وهي توجيه "تحذير للدول الأوروبية الغربية التي تعتمد بشكل كبير على واردات الغاز الروسي". ومن جانبها، انتقدت صحيفة (ماكيشه أودرتسايتونغ) استخدام الغاز كسلاح سياسي من قبل روسيا، مشيرة إلى أن حجم الفواتير المترتبة على كييف من خلال عملية استيراد الغاز الروسي بلغت 5ر4 مليار دولار، وأنه من المتوقع أن تطالب موسكو بضمانات من دول الاتحاد الأوروبي للحصول على مستحقاتها. وأضافت أن الميزانية العامة تعاني من عجز كبير في أوكرانيا التي قد تحصل على مساعدات كبيرة من بروكسل وقروض من صندوق النقد الدولي لتسديد فواتير الطاقة. ومن جانبها، اعتبرت (صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أنه على القيادة الأوكرانية الجديدة أن تجد حلولا ناجعة خاصة في قطاع الطاقة، وأن تثبت أنها جادة في وعودها عبر التعامل بالشفافية المطلوبة ومكافحة الفساد، مسجلة أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع موسكو قبل حلول فصل الشتاء حول الغاز، سيتضرر الاتحاد الأوروبي أيضا من النزاع. ومن جهتها، أكدت (تاغستسايتونغ) أن على الاتحاد الأوروبي البحث عن حلول للتخلص من الاعتماد على الغاز الروسي، إذ أن ثلث استهلاك الاتحاد الأوروبي من الغاز توفره روسيا، مبرزة أن روسيا تتوفر على أكبر احتياطي على الإطلاق، وتدرك جيدا أن السوق الأوروبية في حاجة إلى غازها. واستحوذ نفس الموضوع على اهتمام الصحف المحلية في روسيا، إذ أوردت صحيفة (كوميرسانت) أنه في مرحلة أولى، حصلت شركة "غاز بروم" الروسية على قسم صغير من الديون الكبيرة المتراكمة على أوكرانيا، إلا أنها فقدت في الآن ذاته خمسة مليارات من الأمتار المكعبة من الغاز تم ضخها في مستودعات للغاز تحت الأرض في أوكرانيا. وترى الصحيفة أن "سلطات كييف تمكنت من خداع الجميع وكسبت الوقت وحصلت على الغاز بدون مقابل وكان الاتحاد الأوروبي الخاسر الأكبر لأنه سلم أوكرانيا المال ولم يحصل على شيء في المقابل". وأكد نائب رئيس صندوق أمن الطاقة الوطني الروسي، أليكسي غريفاتش، في حديث خص به صحيفة (فيدوموستي)، أن "الحل رهين بالتطورات السياسية اللاحقة، فعلى سبيل المثال قد يضغط الاتحاد الأوروبي على سلطات كييف، بما في ذلك عبر واشنطن"، مضيفا أنه "لا شك في أن سلوك أوكرانيا سيتغير نحو الأفضل في حال أدركت أنها تخاطر بفقدان دعم الغرب". أما صحيفة (ترود) فأبرزت أن سعر الغاز للمستهلكين الأوروبيين ارتفع كثيرا وفقا للعقود المستقبلية، وذلك تزامنا مع وقف توريد الغاز إلى أوكرانيا، مما يذكر أوروبا ب"حروب الغاز" بين روسياوأوكرانيا قبل 5 سنوات. وفي بلجيكا، ركزت الصحف على المقابلة التي ستجري مساء اليوم الثلاثاء بين بلجيكا والجزائر في منافسات كأس العالم لكرة القدم بالبرازيل. وتحت عنوان "بعد 4383 يوما نعود"، كتبت (ديرنير أور) أن بلجيكا ستكون محط أنظار العالم خلال 90 دقيقة اليوم، مؤكدا على أهمية هذا الموعد في سجل كرة القدم البلجيكية . وتحت عنوان، "انتظروا المستحيل"، قالت صحيفة (لوسوار) إن "هذا الشعور هو ما يحرك هذا البلد الذي لم يعد يستطيع الانتظار في صمت أن يستعيد فريقه الوطني مكانته على الساحة الدولية". أما (لا ليبر بلجيك) فترى أن مشجعي الشياطين الحمر عاشوا في الأيام الأولى أجواء منافسات كأس العالم لكرة القد، في حين تبدأ عندهم اليوم الثلاثاء المنافسة. وفي البرتغال، سلطت الصحف الضوء على الهزيمة الثقيلة لفريق البرتغال (0-4) أمام ألمانيا خلال المونديال والتي وصفتها ب"أسوأ هزيمة في تاريخ السيليساو في نهائيات كأس العالم".