نم قريرا، اليوم فقط سيبكيك العالم ، سيذكرك القاصي والداني، سيبكيك المغرب أمام كل الدنيا .. لكن، أَ بَعْدَ الوداع تنفع الدموع؟ فلتهدأ روحك، اليوم سيُكَرِّمك الوطن، فتَحْتَ الثرى فقط يُكرَّم الأعلام في هذا البلد الحبيب.. لكن، هل يا ترى بعد الموت يرى الميت بياض كفنه ويفرح به؟ سيُطلَق على ذلك الشارع "المنجرة"، وعلى تلك المدرسة "المنجرة"، وعلى ذلك الجامع "المنجرة"، وعلى ذلك الجناح "المنجرة"، وعلى .... "المنجرة".. لكن، هل سيُرفع الستار عن فِكر المنجرة؟ اليوم فقط سيقرأك الوطن بعد أن عرفك الآخرون منذ زمن، سيكتُب عنك الوطن بعد أن كتَبَك العالم في قلوب أجيالهم.. لكن، هل سيَعْرِف الآن كيف تُقرأ الأعلام؟ سيذْكُركَ العالم بمدادِكَ المُنسَاب وفِكرك الذي أبهر الملايين .. وسَيذكرك الوطن طبعاً لأن لَك فيه شهادةَ مِيلاد.. لكن، أمام هذا؛ هل يَعلَم الوطن أن موت المفكرين ميلادهم الجديد؟ سيحتفي بك العالم وسيقلِّدُك بنياشين وألقاب من ذهب، وسيقلّدك الوطن بشهادة وفاة.. لكن، شتان ما بين تقليد وتقليد.. ستُقام الليالي وتُقرأ على روحك الفاتحة، وقافية رثاء عنوانها "المنجرة عالم المستقبليات الذي كان بيننا يوماً ورحل ".. فإلى أي مستقبل نطمح بعد أنِ اغتالوك حيا وبقيت لزمن بيننا نسيا منسيا؟ سيُنادَى للجنازة ويَتَقَدَّم الإمام (جنازة رجل) .. وسيُصلِي عليك مُحِبوك وتلاميذك وأعداؤك أيضا، وسيختفي آخرون خوفا من سحر رجلٍ عَلِموا أنه ليس ككل الرجال.. فشتَّان ما بين موت الرّجل وموت رجل؟ وأخيرا، بعد كل سنوات العقوق هل سَيَبَر بك الوطن..؟ ثَرْثَرْتُ كثيرا فاغفر لي وللوطن.. رحم الله العلاَّمة المهدي المنجرة وأسكنه فسيح جناته..