أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء ان "المهمة القتالية الأمريكية في العراق انتهت". وأضاف في الخطاب الذي ألقاه في المكتب البيضاوي منتصف الليل بتوقيت غرينيتش "أعلن اليوم أن المهمة القتالية في العراق انتهت. لقد انتهت عملية (حرية العراق)، انتهت وبات العراقيون مسؤولين عن الأمن في بلادهم". وذكر أوباما أن "الأمر يتعلق بالوعد الذي قطعته للشعب الأمريكي عندما كنت لا أزال مرشحا لهذا المنصب". وكان أوباما قد أعلن جدولا للانسحاب الامريكي من العراق في فبراير2009 ، أي بعد شهر على توليه مهامه كرئيس للبلاد. وأضاف أوباما في الخطاب "هذا ما قمنا به. لقد قمنا بسحب مئة الف جندي امريكي من العراق. لقد أغلقنا مئات القواعد او قمنا بتسليمها الى العراقيين، كما قمنا بنقل ملايين المعدات من العراق". وأشار أوباما من جهة أخرى إلى أن بلاده كانت على قدر مسؤولياتها في العراق حيث دفعت "ثمنا باهظا" في النزاع الدائر هناك. ويدرك البيت الابيض أن أوباما لا يمكنه أن يتحمل تبعات تقديم نفسه كمنتصر، حيث وقتل أكثر من 4400 جندي أمريكي في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 للإطاحة بصدام حسين. وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس يوم الثلاثاء "القاعدة في العراق تمنى بالهزيمة لكنها لم تنته.. هذا ليس وقت استعراضات النصر السابق لاوانه أو تهنئة أنفسنا حتى ونحن نشعر بالفخر لما أنجزه جنودنا وشركاؤهم العراقيون." واستغل أوباما الذي عارض حرب العراق المشاعر الامريكية المناهضة للحرب مما دعم موقفه في صفوف الحزب الديمقراطي أثناء الحملة الانتخابية عام 2008. وعندما تولى السلطة في يناير 2009 كان عدد القوات الامريكية في العراق 140 ألف جندي ووصل عددها الى 170 ألفا بموجب قرار بزيادة القوات اتخذه بوش. وسوف تتحول القوات الباقية في العراق وعددها 50 ألف جندي تقريبا الى القيام بدور توجيهي حيث تقوم بتدريب ودعم الجيش العراقي وقوات الشرطة العراقية. ولن يكون التغيير الفعلي على الارض كبيرا لان القوات الامريكية تحولت بالفعل للتركيز على التدريب والدعم على مدى العام الماضي. ووعد أوباما بسحب جميع القوات الامريكية من العراق بحلول نهاية عام 2011. وقبل القاء الخطاب انتقد الجمهوريون أوباما لما يقولون انه عجز عن الاعتراف بنجاح قرار بوش بزيادة القوات في اخماد العنف في العراق. وكان أوباما قد عارض زيادة القوات عام 2007. وحدد أوباما يوليوز 2011 موعدا لخفض القوات الامريكية في أفغانستان ويأمل ان يساعد نموذج العراق في طمأنة أنصاره الديمقراطيين أن بوسعه الوفاء بوعده.