أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن الولاياتالمتحدة ستنهي رسميا، غدا الثلاثاء، مهامها القتالية في العراق، مؤكداً بذلك أن "الحرب تضع أوزارها" بعد سبع سنوات على الغزو، وأن العراق قادر على "رسم مسار مستقبله".جاء ذلك في الخطاب الإذاعي الأسبوعي للرئيس الأميركي، الذي بُث كذلك عبر الإنترنت، وأشار فيه إلى أن انسحاب القوات القتالية الأميركية من العراق وخفض عددها إلى أقل من خمسين ألفا حالياً ساعد في الوفاء بتعهد قطعه خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2008. وقال "كمرشح لهذا المكتب، تعهدت بإنهاء الحرب، وكرئيس، هذا ما أفعله الآن"، مؤكداً أن الولاياتالمتحدة بعد أكثر من سبع سنوات على الغزو ستنهي، غدا الثلاثاء، مهمتها القتالية في العراق وستتخذ خطوة مهمة للأمام نحو إنهاء مسؤول لحرب العراق، على حد تعبيره. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة أعادت أكثر من تسعين ألف جندي، منذ أن أصبح رئيساً، "وتولى العراقيون المسؤولية الأمنية في أجزاء كثيرة من البلاد، وهم حالياً يتولون فعلياً القيادة الأمنية للعراق". ونبه أوباما -الذي يمضي عطلة في جزيرة مارثا فينيارد بولاية ماساتشوستس- إلى أن القوات الأميركية المتبقية في العراق ستواصل "دعم وتدريب القوات العراقية ومشاركة العراقيين في مهام مكافحة الإرهاب". وقال "خلاصة القول إن الحرب تنتهي، والعراق مثل أي دولة مستقلة ذات سيادة حر في رسم مساره الخاص وبنهاية العام المقبل ستكون جميع قواتنا عادت إلى البلاد". ويرى مراقبون أن تصريحات أوباما ربما تكون بمثابة عرض مسبق لخطاب تلفزيوني نادر يعتزم الرئيس إلقاءه مساء يوم الثلاثاء المقبل من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بخصوص خفض القوات. ويحاول البيت الأبيض أن يؤكد إنجازات أوباما قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر لدعم مرشحي حزبه الديمقراطي، الذي من المرجح أن يخسر مقاعد وربما الأغلبية في أحد مجلسي الكونغرس أو كليهما. من ناحية ثانية، حث أوباما الأميركيين على إبداء التقدير للقوات الأميركية العائدة من العراق، وقال "إن القوات القتالية الأميركية فعلت كل ما طلبته منهم بلادهم على مدى السنوات السبعة الماضية، ونحن مدينون لهم بامتناننا العميق لكل ما فعلوه ويفعلونه وسيستمرون بفعله للدفاع عن أمتنا". وتعهد بمواصلة تقديم الدعم لقدامى المحاربين ودائرة شؤون قدامى المحاربين، مشيراً إلى أن حربي العراق وأفغانستان أنتجت إصابات في صفوف الجنود تختلف عن النزاعات الماضية فالعديد منهم يعاني من "صدمة ما بعد الحرب واضطرابات نفسية" معتبراً أن رعايتهم "التزام أخلاقي". وقتل أكثر من 4400 جندي أميركي بالعراق منذ 2003 حسب إحصائيات موقع "أي كاجويلتيز دوت أورغ" المستقل. كما قدرت الخسائر الأميركية للحرب هناك بمئات المليارات من الدولارات. من جهته، حذر رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، من موجة هجمات عنيفة يخطط مسلحو تنظيم القاعدة لشنها خلال الأيام القليلة المقبلة، بالاشتراك مع جماعات مسلحة أخرى، من بينها "حزب البعث المنحل"، مشيراً إلى أن تلك الهجمات قد تمتد إلى مختلف أنحاء العراق. وأمر المالكي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي الجمعة الماضي، بوضع قوات الأمن في حالة تأهب، كما طلب من مسؤولي الحكومة بمختلف المحافظات، اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر. وقال رئيس الحكومة العراقية، بحسب البيان، إن لدى حكومته مؤشرات على أن "تنظيم القاعدة، وبقايا فلول البعث، يخططون، بدعم من الخارج، للقيام بسلسلة تفجيرات في بغداد، والمحافظات الأخرى". ويرى مراقبون أن جماعات مسلحة تسعى لاستغلال "الفراغ السياسي"، لمحاولة إدخال العراق في دائرة من العنف الطائفي مجدداً، مثلما حدث عامي 2006 و2007.