بدأت محكمة مغربية التحقيق التفصيلي مع الزعيم المفترض لما باتت تعرف بخلية "الفلسطيني" التي تتهمها السلطات بالتخطيط لتنفيذ أعمال وصفت بالإرهابية، مما سيفسح المجال أمام انطلاق محاكمة أفراد الخلية الذين اعتقلوا قبل أكثر من شهرين. ويتوقع أن تثير القضية سجالاً كبيراً داخل المغرب بالنظر إلى الاتهامات الموجهة للمعتقلين، ونظراً لأن هذه هي المرة الأولى منذ تفجيرات الدارالبيضاء عام 2003 التي يتم فيها الحديث عن زعيم مفترض يحمل الجنسية الفلسطينية. وكان قاضي التحقيق قد بدأ الاثنين الماضي الاستماع لعناصر الخلية المفترضة التي تشمل -إلى جانب الفلسطيني- ثمانية مواطنين مغاربة، حيث كانت النيابة قد أفرجت عن اثنين من الموقوفين بعد 15 يوماً على اعتقالهم بحسب مصدر قضائي. إلى ذلك نفى الزعيم المفترض للخلية، الفلسطيني يحيى الهندي ( 25 عاما) أن يكون حضر لعمليات تخريبية بمدن بالمغرب. وقال الهندي لقاضي التحقيق، عبد القادر شنتوف، المختص في قضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بسلا، حسب مصدر مطلع، إنه دخل إلى المغرب قصد تعميق علاقته بسيدة تعرف عليها عبر شبكة الانترنت، وهي منحدرة من مدينة مراكش. وأكد ذات المصدر أن الهندي أنكر جملة وتفصيلا كل التهم التي نسبت إليه في محاضر التحقيق الأمني، مدعيا أنه لم يسبق له أن شكل خلية إرهابية لزعزعة استقرار المغرب، أو لتهديد سلامته الداخلية أو الخارجية. وفي هذا السياق، قال النقيب محمد أقديم، محامي يحيى الهندي في تصريحات صحفية إن موكله لا علاقة له بالإرهاب ، حيث دخل المغرب بهدف تحقيق حلمه الرامي إلى الزواج من فتاة مغربية تقطن بمراكش، تعرف عليها من خلال الدردشة في الأنترنيت. وأضاف أقديم أن موكله نفى أن يكون انتمى أو نشط في تيار ديني متطرف، أو تيار سياسي فلسطيني، من قبيل حركة فتح، أو حماس، أو الجهاد الإسلامي، أو أي فصيل سياسي ينشط من أجل تحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي. وأكد أقديم أن موكله الهندي قال لقاضي التحقيق، إنه ضد تنظيم القاعدة، بل ويعارض أي تنظيم تكفيري، فيما أقر أنه يطلع على مواقع التنظيمات الجهادية، بحكم أنه مهندس في الاعلاميات، ما يستوجب منه الإطلاع على تصميمات جميع المواقع الإلكترونية. وقال أقديم إن موكله مكث في مدينة مراكش 17 يوما، ووجد نفسه في ملف لم يفهم المرامي منه، حيث أنكر كل التهم المنسوبة إليه. وكانت السلطات المغربية قد أعلنت في يونيو الماضي عن تفكيك خلية مسلحة تضم 11 شخصاً يتزعمها أجنبي يحمل الجنسية الفلسطينية، واتهمتها بالتخطيط للقيام بأعمال تخريبية داخل المغرب، وقالت إن أفرادها يحملون فكراً تكفيرياً جهادياً.