هل تذكرون شكل بعض لاعبي منتخبنا الوطني في حقبة التسعينيات ، بشعرهم المنفوش والسوالف الطويلة وتسريحاتهم التي كانت تجعلهم يظهرون في كثير من المواقف وكأنهم جماعة من النساء خارجات لتوهن من معركة ضارية ، فيها النتيف والقميش والتشابك بالأيادي . حتى أن الممثل المصري الحقير عادل إمام سخر منا ومن بلدنا في أحد أفلامه حينما دخل عن طريق الخطأ إلى غرفة بها مجموعة من النسوة يمشطن ويسرحن شعرهن الكثيف بمواد دهنية وزيت العود ، فصرخ مذعورا قبل أن يفر من المكان : مين ؟؟؟ المنتخب المغربي ! ! ! ! ! أحد هؤلاء اللاعبين رأته أمه على ذلك الحال الذي لم يعجبها بتاتا فقالت له " أوليدي آش هاد الشي داير فراسك وآش هاد الحالة ، حيد عليك ديك لاستيك وسير حسن ديك الغوفالة وخليك راجل بحال الناس " . لم يعجب هذا الكلام للولد المغرور والمزهو بنفسه فأجابها بنوع من الاستياء " الله يهديك ألميمة مالكي حاطة علي ، شفتيني غير أنا اللي داير هاد التسريحة ، كاع اللاعبين ديال العالم دايرينها وجامعين شعرهم بلاستيك ودايرين بوندو باش ما يطيح ليهومش الشعر على عينيهم ملي يكونو كيجريو . شوفي مثلا هداك رونالدينيو ديال البرازيل وباتستوتا من الأرجنتين كيف جات معاهم ، علاش حنا زعما ما نديروش بحالهم حنا ما عندنا شعور ولا كفاش ؟ وهنا أوقفته والدته قبل أن يكمل محاضرته ومقارنته السخيفة : آش جاب شي لشي أوليدي ، علاش كتقارن راسك باللاعبين ديال البرازيل والأرجنتين ؟ ! واخا ما كاين مشكل ، أسيدي لعب بحالهم وكون في المستوى ديالهم ، ودير حتى حلقات فودنيك وأنا نزيدك مضمة ديال الذهب من عندي لبسها فاش تكون داخل الماتش ! ! ! مضت الأيام وسنين طويلة على هذه الحوار / المهزلة بين لاعب مسخرة من منتخبنا الوطني ووالدته الظريفة ، وشاءت الأقدار أن يعيد التاريخ نفسه ، لتشهد كواليس كرتنا الوطنية حوارا ونقاشا من نوع آخر بين أحد المسؤولين بجامعة كرة القدم ووالدته العاقلة التي وبخته على الراتب الشهري الخيالي الذي تم التعاقد على أساسه مع المدرب البلجيكي غيريتس ناخبا وطنيا ، وهو راتب لا يصدقه العقل ولا تقبله الفطرة البشرية والمنطق ، وواقع الحال الذي تعيشه كرة القدم ببلادنا ورياضتنا عموما . الأم : آش بينكم أوليداتي وبين مدرب بلجيكي تجيبوه لينا بديك الثمن ، واش نتوما لاباس ولا كتشفاو فهاد الشعب المغلوب على أمره ؟ ! الإبن المسؤول : مالنا حنا ما نجيبوش مدرب من العيار الثقيل ، كاع الجامعات والاتحادات ديال دول العالم كتعاقد مع مدربين كبار . شوفي الانجليز مثلا حتى هما عندهم مدربين وطنيين أكفاء ومن مستوى عالي ، ومع ذلك جابو مدرب إيطالي سميتو كابيلو ب ثمانية ملايير في العام ، حنا بعدا جبناه غير بثلاثة وشي بركة ! ! ! الأم : ياك أوليدي! ! ! وديك ثلاثة ديال الملايير في العام سهلتيها ؟ بصح عندك الحق ، علاه نتا وديك الرباعة اللي معاك غا تخلصو شي حاجة من جيوبكم ، كل شي من ظهر الشعب . الإبن المسؤول : خلي عليك الرباعة ديالي فالتيقار ألوالدة ، راهم ناس مسؤولين زعما .. الأم : لا مسؤولين تبارك الله ، كيتعاندو ليا مع الإنجليز ، واش حنا هما الإنجليز ؟ الإبن المسؤول : حنا ماشي هما ، كاين الفرق بينا وبينهم فعلا ، ولكن ما شي شي فرق كبير .. الأم : فرق كبير أوليدي قد ما بين السما والأرض ، سير شوف على من تضحك ! ! ! فاش تكون العملة ديالنا بحال ديالهم ، وتكون عندنا الإمكانيات بحالهم ، جيبو لينا أسيدي حتى مورينيو من ريال مدريد ولا فينغر ديال الأرسنال . حتى نكونو بعدا بحال الشعب ديال انجلترا في مستوى العيش وظروف المعيشة ، ويكونو عندنا تيرانات بحالهم ولاعبين بحالهم ومسيرين بحالهم ، وبطولة قريبة شوية من ديالهم ، عاد ديك الساعة يمكن لينا نجيبو مدرب عالمي براتب كبير ! ! ! حنا ، ها نتا كتشوف أوليدي ، الناس عايشين فالأزمة ، شي ما لقى ما ياكل ، شي ما لقى خدمة ، البطولة ديالنا على قد الحال والفرق ديالنا مسكينة كتشكي وتبكي من قلة الشي والدعم . فرق قدها قداش - أعباد الله - سالات البطولة وما لقات باش تخلص حتى اللاعبين والمدربين ديالها ، ونتوما تعطيو هاد الفلوس كلها لهاد الأجانب اللي جبتوهم شي من فرنسا شي من بلجيكا شي من هولندا .. اللهم إن هذا منكر أوليدي ! ! ! ! ! [email protected]