مجلس النواب يصادق على مشروع قانون الإضراب    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة ...المغرب يشارك في فعاليات حدث رفيع المستوى حول الأسر المنتجة وريادة الأعمال    المخرج شعيب مسعودي يؤطر ورشة إعداد الممثل بالناظور    بركة: أغلب مدن المملكة ستستفيد من المونديال... والطريق السيار القاري الرباط-البيضاء سيفتتح في 2029    أكرم الروماني مدرب مؤقت ل"الماص"    الجيش الملكي يعتمد ملعب مكناس لاستضافة مباريات دوري الأبطال    حصيلة الأمن الوطني لسنة 2024.. تفكيك 947 عصابة إجرامية واعتقال 1561 شخصاً في جرائم مختلفة    شاحن هاتف يصرع طفلا في تاونات    تبون يهدد الجزائريين بالقمع.. سياسة التصعيد في مواجهة الغضب الشعبي    وزير العدل يقدم الخطوط العريضة لما تحقق في موضوع مراجعة قانون الأسرة    الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني: أرقام حول المباريات الوظيفية للالتحاق بسلك الشرطة        الاعلان عن الدورة الثانية لمهرجان AZEMM'ART للفنون التشكيلية والموسيقى    أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية .. رأي المجلس العلمي جاء مطابقا لأغلب المسائل 17 المحالة على النظر الشرعي        البيضاء: توقيف أربعيني متورط في ترويج المخدرات    هولندا: إدانة خمسة أشخاص في قضية ضرب مشجعين إسرائيليين في امستردام    آخرها احتياطيات تقدر بمليار طن في عرض البحر قبالة سواحل أكادير .. كثافة التنقيب عن الغاز والنفط بالمغرب مازالت «ضعيفة» والاكتشافات «محدودة نسبيا» لكنها مشجعة    الصناعة التقليدية تجسد بمختلف تعبيراتها تعددية المملكة (أزولاي)    المغرب يستورد 900 ألف طن من القمح الروسي في ظل تراجع صادرات فرنسا    جمهور الرجاء ممنوع من التنقل لبركان    وزارة الدفاع تدمج الفصائل السورية    مراجعة مدونة الأسرة.. المجلس العلمي الأعلى يتحفظ على 3 مقترحات لهذا السبب    الدورة العاشرة لمهرجان "بويا" النسائي الدولي للموسيقى في الحسيمة    العلوم الاجتماعية والفن المعاصر في ندوة بمعهد الفنون الجميلة بتطوان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية : البحاثة محمد الفاسي : مؤرخ الأدب والفنون ومحقق التراث    تفاصيل الاجتماع الأول لفدرالية الصحافة الرياضية بالمغرب    يوسف النصيري يرفض عرض النصر السعودي    الشبكة الدفاع عن الحق في الصحة تدعو إلى التصدي للإعلانات المضللة        توقيع اتفاقية بين المجلس الأعلى للتربية والتكوين ووزارة الانتقال الرقمي    "أفريقيا" تطلق منصة لحملة المشاريع    إلغاء التعصيب ونسب الولد خارج الزواج.. التوفيق يكشف عن بدائل العلماء في مسائل تخالف الشرع ضمن تعديلات مدونة الأسرة    أول دواء مستخلص من «الكيف» سيسوق في النصف الأول من 2025    مجلس الحكومة يتدارس أربعة مشاريع مراسيم    الملك يشيد بالعلاقات الأخوية مع ليبيا    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    الإصابة بالسرطان في أنسجة الكلى .. الأسباب والأعراض    نظرية جديدة تفسر آلية تخزين الذكريات في أدمغة البشر    الإعلان عن تشكيلة الحكومة الفرنسية الجديدة    عودة نحو 25 ألف سوري إلى بلدهم منذ سقوط نظام الأسد    مستشار الأمن القومي بجمهورية العراق يجدد موقف بلاده الداعم للوحدة الترابية للمغرب    العصبة تكشف عن مواعيد مباريات الجولة ال17 من البطولة الاحترافية    "فيفبرو" يعارض تعديلات "فيفا" المؤقتة في لوائح الانتقالات            برقية تعزية من الملك محمد السادس إلى أفراد أسرة المرحوم الفنان محمد الخلفي    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    المغرب يشارك في أشغال الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب بالرياض    اختطاف المخيم وشعارات المقاومة    تقديم «أنطولوجيا الزجل المغربي المعاصر» بالرباط    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا بكرا ولا ثيبا
نشر في هسبريس يوم 15 - 07 - 2010

في البداية أريد أن أعبر احترامي لكل النساء المغربيات دون استثناء سواء اللاتي حافظن على أنفسهن أو اللاتي انحرفن اضطرارا أو هوين الدعارة استلذاذا من المقتنعات بأن الجنس خارج أي منظومة حق مشروع ! فيهن أخواتي في الإسلام وإن لم يكن فيهن مسلمات فهن جميعا أخواتي في المواطنة وإن كنا بعيدين بسنوات ضوئية عن المواطنة لكن لا شك نشترك في حمل هموم هذا الوطن المكلوم،ومن هذه الناحية تكون أخوتنا. كما أعبر عن أسفي للتناول الضخضاخ الذي لاعمق فيه يضاهي عمق ما وددت إيصاله بخصوص مقالي السابق عن النادلات وتدهور علاقة الجنسين ، وطبعا الكل حر في الكلام دون شكائم أو أكمة لكن لنتحر الدقة والفهم حتى لا نسقط في المغالطات والأغلاط والإفتئاتات، و أود أن أؤكد ترفعي عن الإحتقار والإنتقاص وإنما هو الوصف لواقع ليس بوسع أحد تجاهله إلا من يكابر أو ينافق. ثم إني لم أستغرق كل النساء المغربيات في حديثي فثمة فرق بين الحديث على وجه العموم المفيد للتغليب وبين التعميم المفيد للإستغراق وهذه فكرة أضطر لبيانها إفادة للقارئ وتذكيرا لأني قلت فيما قبل إني حين أطلق صيغة العموم لا أستغرق الكل وإن كان اللفظ المحلى ب "ال" يفيده غير أني أقصد فئة دون غيرها تماما كما يقصد الدكتور طه عبد الرحمان بالأخلاق مكارم الأخلاق وإن كان اللفظ يستغرق رذائلها أيضا وهذا في كتاب الله تفيده الآية :" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم" فلفظ الناس مستغرق للجنس لكن الآية خصصته لفئة معينة. إن من المغربيات من هن مفخرة حقا ، شابات جادات مثقفات ومفكرات ورياضيات وفنانات ومعلمات وأستاذات وكاتبات وغيرهن في البوادي مثابرات مزينات بالحياء ، وفي فضاء هسبريس أخوات يسقطن أعين الناس احتراما وتوقيرا لما تخطه أيديهن من أفكار. والرجال أيضا هم في تدهور أخلاقي حتى ما عادت لشيخ – لفظ نكرة غير عام والنكرة لا تفيد العموم إلا في سياق النفي- تلكم الصورة المهابة لأنه تحول بانحطاطه الخلقي إلى مهرج أو بهلوان ! وإذا كنا في مدينة التردي الأخلاقي فالمرأة المتردية تكون بابها لامراء ! أليست المرأة المتدينة المتخلقة تحفظ المجتمع وتمده بالرجال ! هل بوسع الأمهات المغربيات اليوم أن يلدن الرجال والنساء القادرين على المقاومة ورفض أي نوع من الغزو ؟ لا بل ولدن راقصين وراقصات ومدمنين وعاهرات..جيوشا من الرخويات ! إلا مارحم الله ربي.
تحدثت في مقال سابق عن النادلات ووصفت الوضعية العامة التي تعيشها المرأة المغربية والتي كانت نتاج العلمانية بآلياتها الفكرية والتدبيرية المؤطرة للمدنية وقلت عموما إن المرأة في ظل العلمانية والإنفكاك عن القيم الأصيلة في رخص وابتذال وإباحية واسترقاق وتسليع حتى عاشت المرأة ظروفا صعبة قادتها إلى أعمال غير مثالية تستغل أحيانا لممارسات تجلب الربح المادي هي في نظر المجتمع ممارسات رذيلة وفي نظر العلمانية تدخل في إطار الحرية والمرغوب ، والقاعدة المقررة في تصورها هي كل مرغوب مشروع ! وهي قاعدة رسخت في أذهان كثيرات إذ سرت إلى (لاشعورهن) سموما منفوثة من قبل إعلام هدام و تيار نسوي متمركز حول الأنثى – الذي نجح في فرض بنود معينة في المدونة تخدم أغراضه في هدم المجتمع والأسرة بالوكالة فيها مخالفة صريحة للشريعة الإسلامية - في إطار المساواة بين الجنسين في كل شيء بما فيه حق الإلتذاذ الجنسي الذي ساهمت فيه حبوب منع الحمل والعوازل الطبية - ولا أقول إنها السبب المباشر كما قال "ول ديورانت" في مباهج الفلسفة - ولاشك أن التي ترضى ممارسة الجنس دون إنجاب خارج منظومة قانونية اجتماعية بلغت منها اللذة الجنسية الجَهْد وتغيرت أخلاقها، هذا ما رضعته مخلوطا بلبن أمها وما تستنشقه من الهواء المتعفن وهي المنقطعة عن أسباب التعفف المنفصلة عن منهج التزكية والتربية الإيمانية، ألا تستمد المرأة هذه قيمها من نجمات الغناء والتمثيل بدل دينها هكذا تحولت نجمات راقصات إلى مصدر للقيمة وأصبح أسلوب حياتهن هو القدوة التي تُحتذى، وأصبحت أقوالها المرجعية النهائية؟! ولنا في الجمعية التي تنادي بالإعتراف بالسحاقيات مثال ولقد قلت من قبل إن السحاق هو تطبيق للفمنزم نقلا عن سحاقية أمريكية ! ولنا في واقع مشهود نرى فيه التسابق نحو إعلان الفواحش في الشوارع والمقاهي والحدائق وغيرها بين فتيات وفتيان مثال لتوغل تلكم القاعدة في نفوس المغاربة رجالا ونساء على السواء بل تعدى الأمر إلى الأطفال والقصر، ولم يكن عبثيا أن قلت إن السعار الجنسي في المغرب شواظ من نار!غير أن المرأة كانت أكثر فسادا من الرجل لأنها مقصودة بالأصالة فهي المحور والمركز في الأسرة ولقد قالت برتوكولات بني صهيون من قبل إن إفساد الأم هو السبيل لتحطيم النظام الأسري الإسلامي وإن كانت هذه البرتوكولات غير ثابتة من الناحية التاريخية إلا أن مضامينها داخلة في تخطيطات الصهيونية العالمية ولقد نقلت نصا عن الدكتور عبد الوهاب المسيري يجلي فكرة فضح الرغبة الغربية في القضاء على نظام الأسرة الإسلامي عبر التيار النسوي أو تيار الفمنزم !
وبعد : تقول علي البعض بردود متشنجة مالم أقصده فقال إني اتهمت كل النساء المغربيات بالفاحشة وراح يسقط افتراضات علي ثم ينتقدها ! ليس بوسع أحد أن يكذب ماقلته من انحراف المرأة المغربية بوجه عام عن السلوك الأخلاقي الأصيل-وليس كل النساء المغربيات-إلا إذا كان مكابرا أو يعيش في برج سامق ، المرأة المغربية مضرب المثل في الإباحية كما هي المرأة الأمريكية بحكم المشترك بينهما إذ كلتاهما في ظل علمانية قضت على إنسانية المرأة وأهانتها أيما إهانة وأقنعتهما أن الحرية هي في تقاليع اللباس والكشف عن الفرج والمؤخرة وعدم الخجل من الرغبة الجنسية، وقلت من قبل إنه جرى تنميط نساء العالم على نموذج المرأة الأمريكية واللباس هو أدل مؤشر على هذه الفكرة جعل المرأة المغربية أشبه بحيوان استعراضي ما بين العصر والعشاء ! أين هذه المرأة المغربية التي لا تملك عاشقا لها وخِدْنا تمذي منه ويمذي منها في أقل الأحوال؟ لابل نجد لمتزوجات أخدانا ! – نستثني المرأة المغربية الأصيلة الكريمة الجميلة بالمعنى الإسلامي للجمال - لكن المرأة المغربية تعلمت النفاق من مجتمعها وتعلمت التدليس كما تعلمت السلوك الإباحي من المسلسلات المدبلجة وتعلمت كيف تدغدغ بظر فرجها للحصول على "الأورغازم" إن حرمت من يوصلها للنشوة ! هذا ليس احتقارا عبثيا بل هو واقع أتحدى من ينكره ، و القارئ يعلم أن المرأة تقدم نفسها على أنها الضحية ولا تعترف بذمائمها حتى العاهرات لا يرضين وصفَ العاهرة لهن مع أنه واقع ! طبعا العاقل ينبغي أن يترفع عن أي احتقار وإنما هو الوصف والتحليل على قدر الإمكان علنا نحث الأقلام الغيورة على هذا الوطن للإصرار على حل يرجع للمرأة المغربية كرامتها وإنسانيتها التي أفقدتها إياها العلمانية التي علمتها أن تخرج من جلباب أبيها وتتمرد على أسرتها ومجتمعها..الأسرة والمجتمع ؟ دور الأم ؟ كل ذلك أصبح بالنسبة إليها عبثا لا يطاق ! لقد كانت المرأة منفذ انسلال فكرة الصراع بين الجنسين فغدا الأب والأخ عدوين وغدا الزوج ألد الأعداء والرجال " كلهم بحال بحال " "ولاد الحرام" تتبشش لهم حين تريد غرضا وسرعانما تتجهم في وجوههم حين تستنفذ منهم حاجتها وهم الأغبياء الذين يسهل الضحك عليهم..هكذا يقلن! هو سلوك العاهرات المقيت ، وللعاهرة مفهوم ذو مراتب لايقتصر على الممارسة الجنسية المحرمة ! ويكفينا أن كتبت جريدة فرنسية مقالا لها بعنوان "مراكش تلعب بالنار" أحصت فيه أكثر من عشرين ألف عاهرة في مراكش وحدها ! مراكش ؟ وجهة مفضلة لدى إباحيي العالم والبيدوفيليين والمثليين !
من القصور الفكري أن يظن بي أني أحتقر المرأة لمجرد التركيز على المرأة وانحرافها القسري اللاواعي، بل إن هذا التركيز له مبررات ليس هذا مجال التفصيل فيها ولكن أكتفي بالقول إن الواقع يثبت أن انحراف المرأة كان هو المدخل الأساس لانحراف الرجل فالمرأة المنحرفة في سلوكها وخلقها – ولا ننتظر المرأة لتمارس الجنس المحرم حتى توصف بالمنحرفة – فاقدة لأهلية الأمومة جديبة المؤهلات التربوية لأبناءها ولو ولدت فلا شك أن هذه السلبيات تنعكس على أولادها والواقع يخبرنا عن أطفال أدمنوا المخدرات والقرقوبي وهم صغار ولهم أمهات ! عن أطفال يمارس عليهم الجنس بالتراضي ولهم أمهات ! عن أطفال يحفظون من قاموس السب والقذف والسلوكات المشينة ما يذهل المرضعة عن ولدها ولهم أمهات ! يخبرنا الواقع أيضا كما تخبرنا الدراسات أن خروج المرأة سافرة بألبستها الفاضحة وهي مودع الإثارة والإغراء مدعاة لارتكاب الجرائم وذهول الشباب المتفرغ عن السواء وهوايته للتحرشات ! وثمة جرم الإغتصاب الذي لم تسلط عليه الأضواء الكافية في مجتمعنا..غير أن الرجل في كل هذا هو المجرم المذنب والمرأة هي دائما الضحية ! ولهذه الفكرة خلفية تغيب عن كثيرين وهي أن العلمانية تستثمر تردي أخلاق المرأة في محاربة مكارم الأخلاق لأن العلمانية لمن خبرها وسبر أغوارها لا تقتات إلا على العفن الأخلاقي ولو سادت مكارم الأخلاق بين الناس وعادت للإنسانية مكانتها المفقودة لجمدت العلمانية لأنها منصورة معضدة بأهم ألياتها وهي الرأسمالية وليس بعد هذا جدال ولا تناطح في أن الرأسمالية ستموت وتضمحل إن عادت مكارم الأخلاق وفقدت أهم حبائلها وهي المرأة الغريرة ! ومكارم الأخلاق مفهوم أكبر وأشمل وأعمق مما رسخته العلمانية في أذهان الناس وهذا موضوع لا يتسع له المقام.
بمناسبة إثارة البكارة أو العذرة من أخت كريمة - وهو موضوع لم أقصده لا أصالة ولا تبعا في مقالي السابق – ووجودها أو غيابها لا يعنيان بالضرورة التعفف وعدم التعفف ، لأنه من العاهرات من يعطين أدبارهن للزبناء ليخدعن رجالا بأنهن لا زلن عذراوات ومن العفيفات من تعرضن لحادث في صغرهن لأن البكارة كأي جزء من الجسد معرضة للتلف بحادث مقصود أو غير مقصود ! ومنهن من مارسن الجنس بهواية أو احتراف وقدمن بكارتهن لذوي الأموال ثم قمن بعملية جراحية ليدلسن على رجال أغرار! و حكم الشريعة في إصلاح البكارة موضوع آخر تراعى فيه المصالح والمفاسد أو مقاصد الشريعة..وفي أكادير حكي عن خليجي يتلذذ بافتضاض البكارات مقابل 200 مليون وعن أمهات وآباء يدفعن بناتهن لبيع بكاراتهن لهذا الخليجي الذي سيستخرج المستقبل الزاهر من بين رجلي الفتاة !
ليس بوسع أي واحد أو واحدة أن يمحو الأعراف والتقاليد الإجتماعية التي تعطي للبكارة كثيرا من الأهمية والاعتبار لوجود هذا الغشاء في الفتاة البكر ، وتجعله دليلا على عفتها ، وتجعل تمزقه قبل الزواج عنوانا على فسادها،ولا شك أن هذا عسف اجتماعي لكن بالنسبة للتي سلمت أخلاقها وتعففت في سلوكها، ويترتب على ذلك من ردود الفعل عند الزوج وأهل الفتاة والناس ما يتراوح بين مجرد الظنون والشكوك وبين تدمير الأسرة الناشئة وإيقاع الأذى في تلك الفتاة المتهمة ! فالفتاة من هذه الناحية ضحية لأنها قد تفقد عذريتها دون أن يقوم دليل على فعلها الفاحشة والفقهاء قالوا إن مجرد زوال البكارة لا يقوم دليلا على ارتكاب فاحشة الزنا لتعدد أسباب الزوال، لكن بالنظر لأحوالهن الخلقية اليوم وبوجود الهاتف النقال فالمظنة ستحتد والريبة ستشتد ! أي وإن لم تكن المظنة من ناحية فتق الغشاء فستكون من ناحية تردي الخلق وسهولة الإتصال بسرية تامة !
يتم الحديث عن العفة في مجتمع اخترقته الإباحية بشكل غير مسبوق، وكأن أفراده ذكرانا وإناثا هم هادموا اللذات وهازموا الشهوات ! لا نكير على وجود العفة ، لكن القابض عليها كالقابض على جمرة من نار! هل ستصبر الفتاة العفيفة المحجبة حين تشاهد اللمسات والقبلات وتمذي منها على "الدوزيم" وهي أقرب إليها من حبل الوريد ؟ وأصوات الكلام البذيء تحيط بها وتغرر؟ هل سيصبر الشباب في ظل المدنية العلمانية المفضية إلى كل مثبط عن الزواج في الوقت الذي تقدم فيه للناس كل باعث على الصلة الجنسية وكل سبيل يسهل أداءها ؟ هل سيصبر في ظل تخلف النمو الإقتصادي وفوران الشهوة الجنسية وزواجه مؤخر إلى الثلاثين أو يزيد أو ربما ملغى ؟ هل نحن في مجتمع ملائكة لا تشتهي ؟ إننا في أوضاع اجتماعية ينبغي أن نحسن ربط الأسباب فيها بإفرازاتها وأن نفهم هذا الوضع المتناقض الذي نعيشه وأن نعبر بكل حرية وجرأة عن المسكوت عنه الذي يحجبه النفاق الإجتماعي ! لم يصدق أحد الملاحدة في شيء صدقه في قوله إننا في مجتمع منافق !
أليس من العجيب الذي يندى له الجبين أن تقوم امرأة بتعرية نفسها أمام كاميرا الشات لصديقها وتخبره بأن والدها وهو الملتحي "الخوانجي" ذاهب ليصلي الفجر..نعم هو سلوك من فتاة ترتدي الحجاب المتهتك -ولا أقول محجبة – وفي وقت السحر حيث المؤمنون يستغفرون ويتهجدون ويتنعمون بتلاوة آيات الله تعالى! تلك امرأة شابة انتشر خبرها وهي المطلقة بوليدها بعد أن غدرها صديقها ونشر تعريها striptease على الأنترنت ونستر أمرها وندعو لها ولنا بالهداية. في مجتمعنا المنافق ستريبتيزات لها مواقع ومواضع ولا تخفى عنا حادثة تلميذات مغربيات في الثانوية أنشأن موقعا خاصا لتعريهن فطردن من المؤسسة ! وأكثر من ذلك أعظم لا نريد من خلاله اتهاما ولا احتقارا وإنما هو وصف لوضع خلقه منهج علماني متأزم ونأخذ منه العبرة والإعتبار " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " ذلكم منهج الله.
أما قولي : " قد ترغب المرأة المغربية في ابن لها دون أبوة بما فتحه لها القانون وبإمكانها أن تعطيه أي لقب دون تقيد بشروط النسب تقليدا للواقع الحداثي الغربي الذي مكن الأم من أن تختار لولدها أي اسم دون تقيد بضوابط النسب ويمكن إلحاقه بأي شخص يقع عليه الإختيار بل وتغيير نسبه كما تريد مرات عديدة..." فليس فيه تعميم ولا تغليب وإنما التقليل لأن الأداة "قد" إذا جاءت مع الفعل المضارع تفيد التقليل، وهل ينكر عاقل أن من المغربيات من رغبن في أبناء دون أبوة ؟ فما الحاجة لذلكم القانون الذي يلحق الإبن بأب وهمي ؟ ثم إن المسألة مرتبطة بواقع الأسرة الحداثية، لأن الأسرة في ظل الحداثة منفصلة عن الأخلاق وأحيل هنا في هذه الفكرة إلى كتاب روح الحداثة للدكتور طه عبد الرحمان ولمقالي السابق : (الأسرة في ظل الحداثة والحركة النسوية).
إن المسألة أيه الإخوة هي في إدراك مفهوم القيمة المتجاوزة ، نعم قد ترتدين الحجاب أيتها الأخت وقد تتعففين في السلوك وأنت أيه الأخ قد تقيم صلواتك في مواقيتها ، ولكن كل ما حولنا يخلق لنا بيئة معادية لإدراك مفهوم القيمة المتجاوزة لعالم الحواس الخمس وجدواها. لقد سقط الإنسان في المنظومة المادية واخترقته مجموعة من الأحلام والأوهام والرغبات لا يدرك تضميناتها الاجتماعية والأخلاقية رغم أنها توجه وتحدد أولوياته دون وعي منه كما قال المرحوم المسيري ! إن التردي الأخلاقي الذي يطبع السلوك العام للمرأة المغربية والرجل المغربي على السواء – وهما الأخوان- موصول بهيمنة هذا النموذج المادي، وليس مجتمعنا موصولا بقيم الإسلام هذه القيم التي تشكل عنصرا من معادلة كاملة لا تقبل التجزيء ولا التفصيل منهجا شاملا كاملا.
[email protected]
http://elmeskaouy.maktoobblog.com
face book : hafid elmeskaouy


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.