العربية للطيران تدشن خطا جويا جديدا بين الرباط والصويرة    المنتخب الإيفواري يظفر بالمركز الثالث بتغلبه على نظيره البوركينابي بركلات الترجيح (4-1)    توقعات أحوال الطقس ليوم السبت    المحكمة تدين المتورطة في الاعتداء على سلمى بتسعة أشهر نافذة    الإفراج عن 10 آلاف صفحة من سجلات اغتيال روبرت كينيدي عام 1968    وداعا للورق.. المغرب يدخل عصر رقمنة وثائق الحالة المدنية    تونس تصدر أحكاما بالسجن تتراوح بين 13 و66 عاما على معارضين    تونس تُصدر أحكاما ثقيلة على معارضين    الدار البيضاء.. توقيف مواطن نرويجي بتهمة الاستيلاء على 500 مليون كرونة من أموال الضرائب    اعترافات قضائية خطيرة.. هشام جيراندو "مسخوط الوالدين" وعائلته تتبرأ من جرائمه    هل يفوز برشلونة بدوري أبطال أوروبا؟ .. الذكاء الاصطناعي يجيب    بالأرقام.. وزير الفلاحة يفند مزاعم "المعارضة" بشأن استنزاف الفلاحة السقوية للثروة المائية    "كان" الفتيان.. كوت ديفوار ثالثا    القنصل العام الفرنسي يزور مركز التقاء الشباب بحي القصبة بطنجة ويؤكد استعداده لدعم التعاون الثقافي والاجتماعي    تكريم عمر أمرير بمعرض الكتاب.. رائدٌ صان الآداب الأمازيغيّة المغربية    مستشار الرئيس الأمريكي: واشنطن تتحرك لإغلاق ملف الصحراء وإعادة العلاقات بين المغرب والجزائر    مغربية الصحراء تكتسب زخما دوليا غير مسبوق    الشارقة تضيء سماء الرباط: احتفاء ثقافي إماراتي مغربي في معرض الكتاب الدولي 2025    المغرب يسير نحو طفرة عسكرية نوعية عبر اقتناء دبابات K2 الكورية    احتفالية "رمز الثقافة العربية ل2025" تكرم الشاعر بنيس والفنان الفخراني    ‪ بكتيريا وراء إغلاق محلات فروع "بلبن" الشهيرة بمصر‬    هل يقود مغربي سفينة "الملكي"؟ أنس لغراري الرجل الخفي الذي قد يرأس ريال مدريد سنة 2029    الناصري ينفي التهم الموجهة إليه في قضية "إسكوبار الصحراء" ويكشف تفاصيل عن لطيفة رأفت وتاجر المخدرات "المالي"    احوال الطقس .. امطار وثلوج مرتقبة بمنطقة الريف    عمر مورو: مشاريع البنيات التحتية لكأس إفريقيا 2025 تسير بوتيرة متقدمة بمدن الشمال    الأبيض والأسود من تقرير دي ميستورا: إن موعدهم نونبر؟ -3-    عمر هلال: العودة إلى الصحراء المغربية مشروطة بالإحصاء الإسباني لعام 1974    حين تصبح معلوماتك سلعة .. من يحمي المغاربة من تسريبات البيانات؟    وفد رفيع من سفارة رومانيا بالمغرب يزور ENCG طنجة ويوقع بروتوكول تعاون أكاديمي    الحوامض المغربية تلج السوق اليابانية    شرطة البيضاء توقف مواطنا نرويجيا    مقتل صحراويين في مخيمات تندوف : ائتلاف حقوقي يطالب بتحقيق دولي ضد الجيش الجزائري    خلال 2024.. المركز الجهوي للاستثمار بجهة الشمال وافق على مشاريع استثمارية بقيمة 85 مليار درهم قد تخلق حوالي 70 ألف فرصة شغل    من الرباط.. السفير الصيني بالمغرب لي تشانغ لين : الصين تعتزم عقد مؤتمر عالمي جديد للمرأة خلال هذا العام    وفاة الفنان المصري سليمان عيد    تزايد حالات السل اللمفاوي يسائل ضعف مراقبة سلاسل توزيع الحليب    مهرجان "جازابلانكا".. 26 حفلا موسيقيا يحييها 180 فنانا    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    "حماس" تدعو إلى إنهاء حصار غزة    دعم إنتاج الأعمال السينمائية.. الكشف عن مشاريع الأفلام المستفيدة برسم الدورة الأولى من 2025    بيانات تكشف ارتفاع الإصابة بالتوحد وكذلك زيادة معدلات تشخيصه    واشنطن بوست تدق ناقوس الخطر: البوليساريو شريك لإرهاب إيران في إفريقيا    أكادير يحتضن مؤتمر التنظير عنق الرحم وجوف الرحم والجهاز التناسلي    شي جين بينغ وهون مانيت يتفقان على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وكمبوديا    الارتفاع العالمي لسعر الذهب ينعكس على محلات المجوهرات في المغرب    شركة للطيران تمتنع عن نقل ثلاثة جثامين لمغاربة مقيمين بهولندا    الدورة التاسعة إياب من بطولة القسم الوطني الممتاز لكرة السلة : .ديربي محلية بالعاصمة بين الفتح والجيش    أولمبيك خريبكة يوضّح واقعة محاولة انتحار أحد لاعبيه    مهرجان "تيم آرتي" يختار مواهب الراب الشابة في دورة جديدة    رغم التأهل.. فليك غاضب من أداء لاعبي برشلونة أمام دورتموند ويطالب بمزيد من الانضباط    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    مجلس الأمن يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة في السودان    توظيف مالي لأزيد من 46 مليار درهم من فائض الخزينة    وزارة الصحة تخلّد اليوم العالمي للهيموفيليا وتطلق حملة تحسيسية وطنية لمكافحة هذا المرض    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    طواسينُ الخير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا بكرا ولا ثيبا
نشر في هسبريس يوم 15 - 07 - 2010

في البداية أريد أن أعبر احترامي لكل النساء المغربيات دون استثناء سواء اللاتي حافظن على أنفسهن أو اللاتي انحرفن اضطرارا أو هوين الدعارة استلذاذا من المقتنعات بأن الجنس خارج أي منظومة حق مشروع ! فيهن أخواتي في الإسلام وإن لم يكن فيهن مسلمات فهن جميعا أخواتي في المواطنة وإن كنا بعيدين بسنوات ضوئية عن المواطنة لكن لا شك نشترك في حمل هموم هذا الوطن المكلوم،ومن هذه الناحية تكون أخوتنا. كما أعبر عن أسفي للتناول الضخضاخ الذي لاعمق فيه يضاهي عمق ما وددت إيصاله بخصوص مقالي السابق عن النادلات وتدهور علاقة الجنسين ، وطبعا الكل حر في الكلام دون شكائم أو أكمة لكن لنتحر الدقة والفهم حتى لا نسقط في المغالطات والأغلاط والإفتئاتات، و أود أن أؤكد ترفعي عن الإحتقار والإنتقاص وإنما هو الوصف لواقع ليس بوسع أحد تجاهله إلا من يكابر أو ينافق. ثم إني لم أستغرق كل النساء المغربيات في حديثي فثمة فرق بين الحديث على وجه العموم المفيد للتغليب وبين التعميم المفيد للإستغراق وهذه فكرة أضطر لبيانها إفادة للقارئ وتذكيرا لأني قلت فيما قبل إني حين أطلق صيغة العموم لا أستغرق الكل وإن كان اللفظ المحلى ب "ال" يفيده غير أني أقصد فئة دون غيرها تماما كما يقصد الدكتور طه عبد الرحمان بالأخلاق مكارم الأخلاق وإن كان اللفظ يستغرق رذائلها أيضا وهذا في كتاب الله تفيده الآية :" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم" فلفظ الناس مستغرق للجنس لكن الآية خصصته لفئة معينة. إن من المغربيات من هن مفخرة حقا ، شابات جادات مثقفات ومفكرات ورياضيات وفنانات ومعلمات وأستاذات وكاتبات وغيرهن في البوادي مثابرات مزينات بالحياء ، وفي فضاء هسبريس أخوات يسقطن أعين الناس احتراما وتوقيرا لما تخطه أيديهن من أفكار. والرجال أيضا هم في تدهور أخلاقي حتى ما عادت لشيخ – لفظ نكرة غير عام والنكرة لا تفيد العموم إلا في سياق النفي- تلكم الصورة المهابة لأنه تحول بانحطاطه الخلقي إلى مهرج أو بهلوان ! وإذا كنا في مدينة التردي الأخلاقي فالمرأة المتردية تكون بابها لامراء ! أليست المرأة المتدينة المتخلقة تحفظ المجتمع وتمده بالرجال ! هل بوسع الأمهات المغربيات اليوم أن يلدن الرجال والنساء القادرين على المقاومة ورفض أي نوع من الغزو ؟ لا بل ولدن راقصين وراقصات ومدمنين وعاهرات..جيوشا من الرخويات ! إلا مارحم الله ربي.
تحدثت في مقال سابق عن النادلات ووصفت الوضعية العامة التي تعيشها المرأة المغربية والتي كانت نتاج العلمانية بآلياتها الفكرية والتدبيرية المؤطرة للمدنية وقلت عموما إن المرأة في ظل العلمانية والإنفكاك عن القيم الأصيلة في رخص وابتذال وإباحية واسترقاق وتسليع حتى عاشت المرأة ظروفا صعبة قادتها إلى أعمال غير مثالية تستغل أحيانا لممارسات تجلب الربح المادي هي في نظر المجتمع ممارسات رذيلة وفي نظر العلمانية تدخل في إطار الحرية والمرغوب ، والقاعدة المقررة في تصورها هي كل مرغوب مشروع ! وهي قاعدة رسخت في أذهان كثيرات إذ سرت إلى (لاشعورهن) سموما منفوثة من قبل إعلام هدام و تيار نسوي متمركز حول الأنثى – الذي نجح في فرض بنود معينة في المدونة تخدم أغراضه في هدم المجتمع والأسرة بالوكالة فيها مخالفة صريحة للشريعة الإسلامية - في إطار المساواة بين الجنسين في كل شيء بما فيه حق الإلتذاذ الجنسي الذي ساهمت فيه حبوب منع الحمل والعوازل الطبية - ولا أقول إنها السبب المباشر كما قال "ول ديورانت" في مباهج الفلسفة - ولاشك أن التي ترضى ممارسة الجنس دون إنجاب خارج منظومة قانونية اجتماعية بلغت منها اللذة الجنسية الجَهْد وتغيرت أخلاقها، هذا ما رضعته مخلوطا بلبن أمها وما تستنشقه من الهواء المتعفن وهي المنقطعة عن أسباب التعفف المنفصلة عن منهج التزكية والتربية الإيمانية، ألا تستمد المرأة هذه قيمها من نجمات الغناء والتمثيل بدل دينها هكذا تحولت نجمات راقصات إلى مصدر للقيمة وأصبح أسلوب حياتهن هو القدوة التي تُحتذى، وأصبحت أقوالها المرجعية النهائية؟! ولنا في الجمعية التي تنادي بالإعتراف بالسحاقيات مثال ولقد قلت من قبل إن السحاق هو تطبيق للفمنزم نقلا عن سحاقية أمريكية ! ولنا في واقع مشهود نرى فيه التسابق نحو إعلان الفواحش في الشوارع والمقاهي والحدائق وغيرها بين فتيات وفتيان مثال لتوغل تلكم القاعدة في نفوس المغاربة رجالا ونساء على السواء بل تعدى الأمر إلى الأطفال والقصر، ولم يكن عبثيا أن قلت إن السعار الجنسي في المغرب شواظ من نار!غير أن المرأة كانت أكثر فسادا من الرجل لأنها مقصودة بالأصالة فهي المحور والمركز في الأسرة ولقد قالت برتوكولات بني صهيون من قبل إن إفساد الأم هو السبيل لتحطيم النظام الأسري الإسلامي وإن كانت هذه البرتوكولات غير ثابتة من الناحية التاريخية إلا أن مضامينها داخلة في تخطيطات الصهيونية العالمية ولقد نقلت نصا عن الدكتور عبد الوهاب المسيري يجلي فكرة فضح الرغبة الغربية في القضاء على نظام الأسرة الإسلامي عبر التيار النسوي أو تيار الفمنزم !
وبعد : تقول علي البعض بردود متشنجة مالم أقصده فقال إني اتهمت كل النساء المغربيات بالفاحشة وراح يسقط افتراضات علي ثم ينتقدها ! ليس بوسع أحد أن يكذب ماقلته من انحراف المرأة المغربية بوجه عام عن السلوك الأخلاقي الأصيل-وليس كل النساء المغربيات-إلا إذا كان مكابرا أو يعيش في برج سامق ، المرأة المغربية مضرب المثل في الإباحية كما هي المرأة الأمريكية بحكم المشترك بينهما إذ كلتاهما في ظل علمانية قضت على إنسانية المرأة وأهانتها أيما إهانة وأقنعتهما أن الحرية هي في تقاليع اللباس والكشف عن الفرج والمؤخرة وعدم الخجل من الرغبة الجنسية، وقلت من قبل إنه جرى تنميط نساء العالم على نموذج المرأة الأمريكية واللباس هو أدل مؤشر على هذه الفكرة جعل المرأة المغربية أشبه بحيوان استعراضي ما بين العصر والعشاء ! أين هذه المرأة المغربية التي لا تملك عاشقا لها وخِدْنا تمذي منه ويمذي منها في أقل الأحوال؟ لابل نجد لمتزوجات أخدانا ! – نستثني المرأة المغربية الأصيلة الكريمة الجميلة بالمعنى الإسلامي للجمال - لكن المرأة المغربية تعلمت النفاق من مجتمعها وتعلمت التدليس كما تعلمت السلوك الإباحي من المسلسلات المدبلجة وتعلمت كيف تدغدغ بظر فرجها للحصول على "الأورغازم" إن حرمت من يوصلها للنشوة ! هذا ليس احتقارا عبثيا بل هو واقع أتحدى من ينكره ، و القارئ يعلم أن المرأة تقدم نفسها على أنها الضحية ولا تعترف بذمائمها حتى العاهرات لا يرضين وصفَ العاهرة لهن مع أنه واقع ! طبعا العاقل ينبغي أن يترفع عن أي احتقار وإنما هو الوصف والتحليل على قدر الإمكان علنا نحث الأقلام الغيورة على هذا الوطن للإصرار على حل يرجع للمرأة المغربية كرامتها وإنسانيتها التي أفقدتها إياها العلمانية التي علمتها أن تخرج من جلباب أبيها وتتمرد على أسرتها ومجتمعها..الأسرة والمجتمع ؟ دور الأم ؟ كل ذلك أصبح بالنسبة إليها عبثا لا يطاق ! لقد كانت المرأة منفذ انسلال فكرة الصراع بين الجنسين فغدا الأب والأخ عدوين وغدا الزوج ألد الأعداء والرجال " كلهم بحال بحال " "ولاد الحرام" تتبشش لهم حين تريد غرضا وسرعانما تتجهم في وجوههم حين تستنفذ منهم حاجتها وهم الأغبياء الذين يسهل الضحك عليهم..هكذا يقلن! هو سلوك العاهرات المقيت ، وللعاهرة مفهوم ذو مراتب لايقتصر على الممارسة الجنسية المحرمة ! ويكفينا أن كتبت جريدة فرنسية مقالا لها بعنوان "مراكش تلعب بالنار" أحصت فيه أكثر من عشرين ألف عاهرة في مراكش وحدها ! مراكش ؟ وجهة مفضلة لدى إباحيي العالم والبيدوفيليين والمثليين !
من القصور الفكري أن يظن بي أني أحتقر المرأة لمجرد التركيز على المرأة وانحرافها القسري اللاواعي، بل إن هذا التركيز له مبررات ليس هذا مجال التفصيل فيها ولكن أكتفي بالقول إن الواقع يثبت أن انحراف المرأة كان هو المدخل الأساس لانحراف الرجل فالمرأة المنحرفة في سلوكها وخلقها – ولا ننتظر المرأة لتمارس الجنس المحرم حتى توصف بالمنحرفة – فاقدة لأهلية الأمومة جديبة المؤهلات التربوية لأبناءها ولو ولدت فلا شك أن هذه السلبيات تنعكس على أولادها والواقع يخبرنا عن أطفال أدمنوا المخدرات والقرقوبي وهم صغار ولهم أمهات ! عن أطفال يمارس عليهم الجنس بالتراضي ولهم أمهات ! عن أطفال يحفظون من قاموس السب والقذف والسلوكات المشينة ما يذهل المرضعة عن ولدها ولهم أمهات ! يخبرنا الواقع أيضا كما تخبرنا الدراسات أن خروج المرأة سافرة بألبستها الفاضحة وهي مودع الإثارة والإغراء مدعاة لارتكاب الجرائم وذهول الشباب المتفرغ عن السواء وهوايته للتحرشات ! وثمة جرم الإغتصاب الذي لم تسلط عليه الأضواء الكافية في مجتمعنا..غير أن الرجل في كل هذا هو المجرم المذنب والمرأة هي دائما الضحية ! ولهذه الفكرة خلفية تغيب عن كثيرين وهي أن العلمانية تستثمر تردي أخلاق المرأة في محاربة مكارم الأخلاق لأن العلمانية لمن خبرها وسبر أغوارها لا تقتات إلا على العفن الأخلاقي ولو سادت مكارم الأخلاق بين الناس وعادت للإنسانية مكانتها المفقودة لجمدت العلمانية لأنها منصورة معضدة بأهم ألياتها وهي الرأسمالية وليس بعد هذا جدال ولا تناطح في أن الرأسمالية ستموت وتضمحل إن عادت مكارم الأخلاق وفقدت أهم حبائلها وهي المرأة الغريرة ! ومكارم الأخلاق مفهوم أكبر وأشمل وأعمق مما رسخته العلمانية في أذهان الناس وهذا موضوع لا يتسع له المقام.
بمناسبة إثارة البكارة أو العذرة من أخت كريمة - وهو موضوع لم أقصده لا أصالة ولا تبعا في مقالي السابق – ووجودها أو غيابها لا يعنيان بالضرورة التعفف وعدم التعفف ، لأنه من العاهرات من يعطين أدبارهن للزبناء ليخدعن رجالا بأنهن لا زلن عذراوات ومن العفيفات من تعرضن لحادث في صغرهن لأن البكارة كأي جزء من الجسد معرضة للتلف بحادث مقصود أو غير مقصود ! ومنهن من مارسن الجنس بهواية أو احتراف وقدمن بكارتهن لذوي الأموال ثم قمن بعملية جراحية ليدلسن على رجال أغرار! و حكم الشريعة في إصلاح البكارة موضوع آخر تراعى فيه المصالح والمفاسد أو مقاصد الشريعة..وفي أكادير حكي عن خليجي يتلذذ بافتضاض البكارات مقابل 200 مليون وعن أمهات وآباء يدفعن بناتهن لبيع بكاراتهن لهذا الخليجي الذي سيستخرج المستقبل الزاهر من بين رجلي الفتاة !
ليس بوسع أي واحد أو واحدة أن يمحو الأعراف والتقاليد الإجتماعية التي تعطي للبكارة كثيرا من الأهمية والاعتبار لوجود هذا الغشاء في الفتاة البكر ، وتجعله دليلا على عفتها ، وتجعل تمزقه قبل الزواج عنوانا على فسادها،ولا شك أن هذا عسف اجتماعي لكن بالنسبة للتي سلمت أخلاقها وتعففت في سلوكها، ويترتب على ذلك من ردود الفعل عند الزوج وأهل الفتاة والناس ما يتراوح بين مجرد الظنون والشكوك وبين تدمير الأسرة الناشئة وإيقاع الأذى في تلك الفتاة المتهمة ! فالفتاة من هذه الناحية ضحية لأنها قد تفقد عذريتها دون أن يقوم دليل على فعلها الفاحشة والفقهاء قالوا إن مجرد زوال البكارة لا يقوم دليلا على ارتكاب فاحشة الزنا لتعدد أسباب الزوال، لكن بالنظر لأحوالهن الخلقية اليوم وبوجود الهاتف النقال فالمظنة ستحتد والريبة ستشتد ! أي وإن لم تكن المظنة من ناحية فتق الغشاء فستكون من ناحية تردي الخلق وسهولة الإتصال بسرية تامة !
يتم الحديث عن العفة في مجتمع اخترقته الإباحية بشكل غير مسبوق، وكأن أفراده ذكرانا وإناثا هم هادموا اللذات وهازموا الشهوات ! لا نكير على وجود العفة ، لكن القابض عليها كالقابض على جمرة من نار! هل ستصبر الفتاة العفيفة المحجبة حين تشاهد اللمسات والقبلات وتمذي منها على "الدوزيم" وهي أقرب إليها من حبل الوريد ؟ وأصوات الكلام البذيء تحيط بها وتغرر؟ هل سيصبر الشباب في ظل المدنية العلمانية المفضية إلى كل مثبط عن الزواج في الوقت الذي تقدم فيه للناس كل باعث على الصلة الجنسية وكل سبيل يسهل أداءها ؟ هل سيصبر في ظل تخلف النمو الإقتصادي وفوران الشهوة الجنسية وزواجه مؤخر إلى الثلاثين أو يزيد أو ربما ملغى ؟ هل نحن في مجتمع ملائكة لا تشتهي ؟ إننا في أوضاع اجتماعية ينبغي أن نحسن ربط الأسباب فيها بإفرازاتها وأن نفهم هذا الوضع المتناقض الذي نعيشه وأن نعبر بكل حرية وجرأة عن المسكوت عنه الذي يحجبه النفاق الإجتماعي ! لم يصدق أحد الملاحدة في شيء صدقه في قوله إننا في مجتمع منافق !
أليس من العجيب الذي يندى له الجبين أن تقوم امرأة بتعرية نفسها أمام كاميرا الشات لصديقها وتخبره بأن والدها وهو الملتحي "الخوانجي" ذاهب ليصلي الفجر..نعم هو سلوك من فتاة ترتدي الحجاب المتهتك -ولا أقول محجبة – وفي وقت السحر حيث المؤمنون يستغفرون ويتهجدون ويتنعمون بتلاوة آيات الله تعالى! تلك امرأة شابة انتشر خبرها وهي المطلقة بوليدها بعد أن غدرها صديقها ونشر تعريها striptease على الأنترنت ونستر أمرها وندعو لها ولنا بالهداية. في مجتمعنا المنافق ستريبتيزات لها مواقع ومواضع ولا تخفى عنا حادثة تلميذات مغربيات في الثانوية أنشأن موقعا خاصا لتعريهن فطردن من المؤسسة ! وأكثر من ذلك أعظم لا نريد من خلاله اتهاما ولا احتقارا وإنما هو وصف لوضع خلقه منهج علماني متأزم ونأخذ منه العبرة والإعتبار " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " ذلكم منهج الله.
أما قولي : " قد ترغب المرأة المغربية في ابن لها دون أبوة بما فتحه لها القانون وبإمكانها أن تعطيه أي لقب دون تقيد بشروط النسب تقليدا للواقع الحداثي الغربي الذي مكن الأم من أن تختار لولدها أي اسم دون تقيد بضوابط النسب ويمكن إلحاقه بأي شخص يقع عليه الإختيار بل وتغيير نسبه كما تريد مرات عديدة..." فليس فيه تعميم ولا تغليب وإنما التقليل لأن الأداة "قد" إذا جاءت مع الفعل المضارع تفيد التقليل، وهل ينكر عاقل أن من المغربيات من رغبن في أبناء دون أبوة ؟ فما الحاجة لذلكم القانون الذي يلحق الإبن بأب وهمي ؟ ثم إن المسألة مرتبطة بواقع الأسرة الحداثية، لأن الأسرة في ظل الحداثة منفصلة عن الأخلاق وأحيل هنا في هذه الفكرة إلى كتاب روح الحداثة للدكتور طه عبد الرحمان ولمقالي السابق : (الأسرة في ظل الحداثة والحركة النسوية).
إن المسألة أيه الإخوة هي في إدراك مفهوم القيمة المتجاوزة ، نعم قد ترتدين الحجاب أيتها الأخت وقد تتعففين في السلوك وأنت أيه الأخ قد تقيم صلواتك في مواقيتها ، ولكن كل ما حولنا يخلق لنا بيئة معادية لإدراك مفهوم القيمة المتجاوزة لعالم الحواس الخمس وجدواها. لقد سقط الإنسان في المنظومة المادية واخترقته مجموعة من الأحلام والأوهام والرغبات لا يدرك تضميناتها الاجتماعية والأخلاقية رغم أنها توجه وتحدد أولوياته دون وعي منه كما قال المرحوم المسيري ! إن التردي الأخلاقي الذي يطبع السلوك العام للمرأة المغربية والرجل المغربي على السواء – وهما الأخوان- موصول بهيمنة هذا النموذج المادي، وليس مجتمعنا موصولا بقيم الإسلام هذه القيم التي تشكل عنصرا من معادلة كاملة لا تقبل التجزيء ولا التفصيل منهجا شاملا كاملا.
[email protected]
http://elmeskaouy.maktoobblog.com
face book : hafid elmeskaouy


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.