تجري مصالح الدرك الملكيبنواحي قرية ابامحمد (65 كيلومترا شمال فاس) تحريات للبحث عن مجهولين عمدوا إلى بتر 10 أمتار من أحبال الرصد الالكتروني للصوت والصورة الملتصقة بأنبوب الغاز المغاربي الاوروبي " Fibre Optic"المار عبر منطقة اجبابرة العليا نواحي قرية ابامحمد. فاجأت عملية التخريب مصالح الدرك الملكي والسلطات المحلية بالمنطقة بعدما قدم في الآونة الأخيرة فريق مختص عن شركة "ميتراكاز للعمليات" بمدينة طنجة لدوار اجبابرة العليا للوقوف على حجم الأضرار التي لحقت بهذا الأنبوب بعدما تمكنت عبر وسائل رصد متطورة الكشف عن مكمن ومكان الخلل المذكور. وتتوصل الشركة عبر مركز استشعار ورصد مختص تابع لها بمدينة طنجة بمختلف المعطيات والتفاصيل الدقيقة لحجم وكمية تدفق الغاز عبر هذا الأنبوب العابر للقارات. غير أن توقف الصوت والصورة وتوقف مركزها عن استقبال تلك المعطيات حمل المختصون بالشركة على استعمال وسائل رصد متطورة للوصول إلى مكان الخلل وهو ما تم بالفعل دون أن تتمكن السلطات الأمنية بمنطقة اجبابرة من رصد ما حدث، وهو ما أثار علامات استفهام واستغراب لدى مصالح الدرك والسلطات المحلية التي رافقت فريق التقصي المذكور. وتفيد المصادر أن الحادث خلف حالة استنفار بالمنطقة، وأن ثمة تحقيقات تباشرها مصالح الدرك والسلطات المحلية للكشف عن مرتكبي الفعل التخريبي بهده المنشأة الفنية. وكانت التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة السنة الجارية أدت إلى انجراف كتلي للتربة بمحيط ملامس لأنبوب الغاز ما تسبب في انهيال التربة إلى سافلة الأنبوب، ومعه انكشف جزء منه على مسافة 10 امتار، ومع ان المنطقة شبه خلاء فان ذلك ساعد مجهولين على بتر وسرقة أحبال الرصد اللاصقة بالأنبوب. تجدر الاشارة هنا الى أن انجاز الأنبوب المغاربي الاوروبي للغاز المار عبر التراب المغربي تطلب انفاقا استثماريا بلغ 2,3 مليار دولار أمريكي خصص منه قرابة 900 مليون دولار للشطر البري العابر للمغرب ومضيق جبل طارق. وتتكلف شركة "متراكاز للعمليات" المستقرة بطنجة باستغلال الأنبوب، ما تطلب تشغيل 130 خبيرا واطارا وعونا غالبيتهم من جنسية مغربية. وقد أنجز هدا الأنبوب في أحسن الظروف بفضل دعم حكومة المملكة المغربية والمساعدة التي وفرتها مصالح الادارة المغربية والسلطات والجماعات المحلية، ووزارة الطاقة والمعادن. ويعد مشروع الغاز المغاربي الاوروبي مشروعا مهيكلا للمجال الطاقي لمنطقة غرب البحر الابيض المتوسط، بفضل تعاون دولي ناجع ومجهود مسؤولين وأطر من مختلف الجنسيات والهيئات والمؤسسات. ويبلغ طول الانبوب المغاربي الاوروبي 2136 كلم انطلاقا من الصحراء الشرقية بالتراب الجزائري مرورا بعين بني مطهر بالهضاب العليا مرورا بممر تازة وتلال مقدمة الريف باتجاه سيدي قاسم واللكوس ومنه إلى راس سبارطيل جنوب غرب طنجة ثم يقطع 47 كلم بقعر البحر على عمق 400 متر الى ان يصل الى اسبانيا عبر مضيق جبل طارق. كما تجدر الاشارة هنا إلى ان المغرب يحصل بموجب الاتفاق المبرم مع كل من اسبانيا والجزائر والبنك الأوروبي للاستثمار، على 10 بالمائة من مداخيل صادرات الغاز الجزائري عبر هذا الأنبوب عبارة عن ضرائب مباشرة تفرض على إيرادات الانبوب المقدرة بنحو 20 مليار متر مكعب سنويا. ويشار ايضا الى أن احداث المغرب للمحطة الحرارية لانتاج الطاقة بعين بني مطهر حيث محطة ضخ هذا الانبوب، استدعت منه مراجعة الاتفاقية المبرمة، بتحويل شكل الاتفاق للحصول على 10 بالمائة من الغاز المتدفق عبر الأنبوب عوض الرسوم المفروضة عنه.