في الصورة الفقيد بنموسى رحمه الله منعت السلطات الوصية بسلا تنظيم مهرجان خاص بالقرآن الكريم، كان مزمعا تنظيمه يوم الجمعة ثاني يوليوز الجاري بالحديقة المجاورة للمدرسة التطبيقية بحي السلام بسلا. وجاء قرار المنع في وقت متأخر من يوم الجمعة، مما فوت على الجهة المنظمة، "جمعية العمل الاجتماعي والثقافي فرع سلا" بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي ومقاطعة بطانة، فرصة التأجيل أو تغيير المكان. ولم توضح السلطات الوصية بالمدينة أسباب المنع، حيث انتشرت الإشاعات وسط الساكنة بكونه خوفا من بعثرة العشب الاصطناعي بالحديقة (الكازو)، فيما قالت أخرى إن أمر المنع جاء من "الفوق" دون تعيين، وذهبت ثالثة أن الفضاء العمومي مخصص للسهرات أما القرآن الكريم فمكانه المساجد والقاعات. وعبر مواطنون سلاويون، حضروا لمكان المهرجان مساء الجمعة، عن استنكارهم لقرار المنع الذي يمثل إهانة لشخصية الدورة المرحوم "عبد الرحمان بنموسى"، قارئ الملكين محمد الخامس والحسن الثاني، كما أنه لا يساير توجهات محمد السادس في تشجيع القرآن وأهله(إذاعة محمد السادس، المسابقة السنوية..). وقالت سيدة، كانت تصحب أطفالها للمهرجان، بنبرة متحسرة: "لو كان النشاط يتعلق بحفل مثل "موازين"، حيث يرقص الفتيات والشباب شبه عراة، فإن سلطات سلا ستسهر على النشاط، لكن تنظيم نشاط حول القرآن فيه مشكل". وإلى حدود كتابة الخبر، لم يصدر عن الجهات المسؤولة والمتدخلة في قرار المنع أو التنظيم أي توضيح يوضح أسباب المنع المفاجئ، بما في ذلك المجلس العلمي المحلي، المسؤول عن تدبير الشأن الديني بالمدينة والمخول له تشجيع مثل هذه المبادرات الدينية. وتجدر الإشارة أن مهرجان القرآن الكريم هو مبادرة من عدد من الجمعيات المدنية العاملة بسلا وبتنسيق مع المجلس العلمي ومجلس مقاطعة بطانة يروم إشاعة التربية القرآنية في كل بيت مغربي وتربية الناشئة على حفظ القرآن وتجويده وتدبره، حسب المطوية الخاصة بالمهرجان. وكان من مواد المهرجان تنظيم معرض لمنتجات ذات الصلة بالقرآن الكريم وبشخصية الفقيد "عبد الرحمان بنموسى"، أحد أعلام القراءة المغربية، إلا أن قرار المنع حرم ساكنة سلا من التعرف على ما تزخر به المدينة من تراث حضاري.