تحت شعار «أطفال السلام» تنظم جمعية أبي رقراق من 17 إلى 24 يوليوز 2009 الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لفلكلور الطفل، ويشرف عليها النادي العالمي والترفيهي. وسيشارك فيه إلى جانب الأطفال المغاربة، أطفال من سلوفينيا، كولومبيا، جورجيا وليتوانيا، تركيا، مصر، فلسطين، حيث سيقوم أزيد من 250 طفلا باستعراضات فنية وكوريغرافية في شوارع مدينة سلا العتيقة ويحيون سهرات فنية وفلكلورية داخل فضاء حديقة الفردوس بباب سيدي بوحاجة، وقصبة كناوة بسيدي موسى ودار الثقافة محمد حجي بسلاالجديدة، يجسدون من خلالها ثقافة كل بلد مشارك في المهرجان وموروثه الحضاري. هذه المحطة الرمزية تهدف من خلالها جمعية أبي رقراق إلى تعميق أواصر الحب والإخاء والتضامن الإنساني، وإثارة الانتباه إلى الاهتمام بالطفل حاضرا ومستقبلا ومنحه المزيد من العناية والحب، وبنسج علاقات التقارب بين الأطفال من مختلف البلدان بفتح آفاق التعاون والتعارف في ما بينهم، وبتحسيسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم مستقبلا عبر وسائل بيداغوجية ترفيهية فنية وتربوية، كما تؤكد على ذلك أدبيات الأممالمتحدة ومواثيقها المتعلقة بالطفولة. خلال الاستعراض الذي سيجوب الشوارع العتيقة لمدينة سلا التاريخية، ستقدم كل فرقة من المجموعات الخمس المشاركة في هذه التظاهرة بلغتها الأم نداء عالميا من أجل السلام، هذه الدلالة الرمزية التي ترتكز على الإمتاع والإبداع تؤكد على أنه مهما اختلفت اللغات واللهجات عبر العالم، فإن السلام سيظل مطلبا وغاية عالميين. وقد اختار المنظمون ميناء سلا «مارينا» نهر أبي رقراق لتنظيم حفل الاختتام الذي سيتم يوم الخميس على الساعة الثامنة ليلا، ويندرج هذا الفضاء ضمن الجزء الذي تم إنجازه عمليا على مستوى تهيئة أبي رقراق، ويعد هذا الحفل الأول من نوعه على المستوى الإشعاعي لهذا الميناء الذي استثمرت فيه الملايير من السنتيمات، ويتوزع برنامج التظاهرة على الشكل التالي: السبت 18 يوليوز 2009، الساعة 7 مساء: انطلاق الاستعراض من ساحة باب المريسة مرورا بشارع المهدي بنعبود والسوق المركزي وصولا إلى حديقة الفردوس، وعلى الساعة 20 ليلا: «نداء السلام» وعروض لبعض الفرق المشاركة. وسيشهد يوم الأحد 19 يوليوز، على الساعة 8 ليلا عرضا فنيا متنوعا بدار الثقافة محمد حجي بسلاالجديدة. ونفس النشاط سيتم أيضا يوم الاثنين 20 يوليوز على الساعة 8 ليلا بحديقة الفردوس (باب سيدي بوحاجة)، فيما سيتم يوم الثلاثاء21 يوليوز على الساعة 8 ليلا تقديم عرض فني في المدرسة الوطنية للسيرك، قصبة كناوة، وسيدي موسى. أما حفل اختتام المهرجان فسيكون بمارينا نهر أبي رقراق – سلا. وتجري الآن المجموعة الاستعراضية المغربية للأطفال تداريبها بمدينة سلا، تحت إشراف طاقم فني منذ شهرين تقريبا لأجل تقديم لوحات فنية تستعرض ملامح من التراث المغربي بأبعاده الأمازيغية والعربية الأندلسية والإفريقية الصحراوية. يشار إلى أن تركيا تعد البلد الرائد في تنظيم مثل هذه المهرجانات، بإشراف مباشر من طرف الدولة وتحت رعايتها، وتعبأ له وسائل الإعلام العمومي والخاص إذ يحظى بتغطية ومتابعة واسعة من مختلف بلاد المعمور. وعن حجم الميزانية المخصصة لهذه التظاهرة، صرح عبد الرحمن الرويجل مدير المهرجان وعضو بجمعية أبي رقراق ل«المساء»: بأنه يمكن القول إن الميزانية صفر درهم، وإن المهرجان قام على مساعدات تطوعية ودعم لوجيستيكي أسهمت فيه كل من وزارة الشبيبة والرياضة ببعض الأطر إضافة إلى السيارات، وهناك المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تحملت بعض الأعباء والمصاريف، ومؤسسة أبي رقراق التي وفرت فضاء التظاهرة، وهناك التعاون الوطني، إضافة إلى العمالة التي ستساهم بالتجهيزات الصوتية. وطالب عبد الرحمن الرويجل الجهات المعنية سلطات ومنتخبين، بالانخراط في فعاليات المهرجان حتى يصبح موعدا سنويا قارا، يطبع مدينة سلا بمهرجان مميز على مستوى الخرائطية العامة للمهرجانات الوطنية. وأشار إلى أن ما يميز هذه الدورة، هو حضور فرق من الأطفال تمثل جميع جهات المملكة، عكس الدورة السابقة التي اكتفت بتمثيلية فرقة واحدة، وأبرز أن فعاليات هذه الدورة ستشهد حضور خمسة عروض دولية، ومساهمة ثمانية دول في نداء السلام. وقدر حجم الحضور الجماهيري الذي سيتابع فعاليات المهرجان بما يفوق30 ألف متتبع، أي ما يفوق حجم الدورة السابقة بالضعف، لكون هذه الأخيرة لم تعرف دعاية إعلامية مكثفة.