ركزت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الأربعاء اهتمامها على المفاوضات الجارية بشأن اختيار الرئيس المقبل لمفوضية الاتحاد الأوروبي، ودعوة الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارضة) إلى عقد مؤتمر استثنائي في يوليوز المقبل، والأزمة بين روسيا والغرب، وتداعيات الصعود التاريخي في فرنسا لليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية. ففي ألمانيا، اهتمت صحيفة (دي باديشن نويستن ناخغيشتن) باختيار الرئيس المقبل لمفوضية الاتحاد الأوروبي، وقالت إنه بعد أيام قليلة من الانتخابات البرلمانية الأوروبية ستناضل دول الاتحاد من أجل البحث عن مرشح متوافق عليه لرئاسة المفوضية التي تعد "منصبا غير قابل للمساومة". وأضافت أن أغلب الدول الأوروبية صار لديها شعور بالحاجة إلى إعادة ترتيب الأوراق حفاظا على مسلسل الديمقراطية بعد النتائج التي أفرزتها الانتخابات الأوروبية. وحول نفس الموضوع، اعتبرت صحيفة (دي برلينيغ تاغتسايتونغ) أن نتائج الانتخابات الأوروبية عقدت مسألة اختيار المسؤولين الكبار في أجهزة الاتحاد، مشيرة إلى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي كافحت للحصول على نتائج جيدة في الانتخابات، ترى أن على الشخصية التي ستكون على رأس المفوضية أن تحدد الطريقة التي يمكن أن يرد بها الأوروبيون على صعود اليمين المتطرف. وأضافت الصحيفة أن رئيس وزراء لوكسمبورغ جون كلود يونكر يعتبر أحد أبرز المرشحين لمنصب لرئاسة المفوضية الأوروبية، خاصة في ظل مطالبة قيادات بدعمه في حال تم الحصول على الأغلبية بتحالف بين الاشتراكيين والليبراليين. وتوقفت الصحف الألمانية، من ناحية أخرى، عند السياسة التعليمية بالبلاد، حيث أعربت جل هذه الصحف عن ارتياحها للإجراءات التي اتخذتها الحكومة الاتحادية من أجل تقديم مزيد من الدعم لقطاع التعليم. وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أن الاتفاق في تحالف المحافظين والاشتراكيين حول تخصيص 6 مليارات أورو للتعليم، أمر جيد، مشيرة إلى أن هذه الميزانية التي ستساهم في دعم القروض الطلابية والتخفيف من أعباء الطلبة الذين يعانون من غلاء المعيشة ، هي جزء من الإصلاح الذي خططت له الحكومة. ولاحظت صحيفة (لايبسيغر فولكستسايتونغ)، من جهتها، أن هذا القرار الذي اتخذته الحكومة، خلافا لما وقع في حزمة التقاعد، إنجاز سياسي كبير. وفي إسبانيا، سلطت الصحف الضوء على قرار الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارضة)، ألفريدو بيريز روبالكابا، الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي في يوليوز المقبل بعد هزيمة الحزب في الانتخابات الأوروبية، وتقييم أحزاب أخرى للنتائج التي حصلت عليها الأحد الماضي. وهكذا كتبت صحيفة (إلباييس) أن "قادة من الحزب الاشتراكي يرغبون في تصوت جميع المناضلين"، في إشارة إلى قرار روبالكابا عقد مؤتمر استثنائي يومي 19 و20 يوليوز لانتخاب قيادة جديدة للحزب قبل الانتخابات التمهيدية المقررة في نونبر المقبل. وأضافت اليومية أن هذا القرار "أثار جدلا صاخبا داخل الحزب بين مؤيدي ومعارضي هذه الحركة"، مشيرة إلى أن "الغالبية العظمى من بارونات الحزب الاشتراكي قبلوا باقتراح" روبالكابا، فيما "ظهر تيار يدعو إلى انتخاب الأمين العام المقبل بتصويت المناضلين وليس فقط من قبل المندوبين". من جهتها، كتبت صحيفة (لاراثون) تحت عنوان "بعض نواب الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني يطالبون بلجنة استثنائية للفصل بين التمهيدية أو المؤتمر". وأوردت الصحيفة تصريحات وزيرة الدفاع السابقة والمرشحة السابقة للأمانة العامة للحزب الاشتراكي، كارمي تشاكون، التي اعتبرت أن المؤتمر الاستثنائي "ذريعة لعدم منح الأشخاص حق اتخاذ القرار". وأضافت اليومية أن شاكون شددت، كذلك، على أنه يتعين أن يمر الزعيم المقبل للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني عبر عقد انتخابات تمهيدية، مشيرة إلى أن "المواطنين تحدثوا يوم الأحد الماضي بصوت عال وواضح" ودعوا إلى "تغيير في السياسة وفي طرق ممارستها". وعادت صحيفة (إلموندو) لقرار زعيم اشتراكي آخر، هو الأمين العام للحزب الاشتراكي الباسكي، باتكسي لوبيز، الذي دعا إلى عقد مؤتمر استثنائي بهذه المنطقة الواقعة شمال إسبانيا في شتنبر المقبل، عقب النتائج "الكارثية" التي حصل عليها الأحد الماضي، والمتمثلة في 14 مقعدا و23 في المائة من الأصوات. أما صحيفة (أ بي سي) فتطرقت لرد فعل زعيم الحزب الشعبي ورئيس الحكومة الحالي ماريانو راخوي حول نتائج الانتخابات الأوروبية ليوم الأحد الماضي والتي لم يحصل فيها الحزب الحاكم سوى على 16 مقعدا مقابل 24 في انتخابات 2009، أي 26 بالمائة من الأصوات. ونشرت اليومية في مقال بعنوان "راخوي يتحمل العقاب الذي تلقاه الحزب الشعبي" صورة كبيرة لزعيم الحزب الذي أكد أمس الثلاثاء أنه "فهم أولئك الذين سحبوا دعمهم" من الحزب الشعبي. وفي روسيا، اهتمت الصحف بالأزمة المتواصلة بين موسكو والغرب. وقالت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) بهذا الخصوص إن زيارة بوتين المرتقبة لفرنسا ستكون أول فرصة له للقاء نظرائه الأوروبيين والرئيس الأمريكي باراك أوباما لمحاولة حل التوتر بين الجانبين. من جانبها، تطرقت صحيفة ( روسيسكايا غازيتا) إلى التحديات المطروحة أمام تصدير الغاز الروسي في ظل استمرار التوتر مع الغرب، وأوردت عن وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك قوله، إن "السوق الأوروبية تبقى ذات أولوية بالنسبة للشركات الروسية المصدرة للغاز، (...) غير أن تفاقم الوضع في الأسواق العالمية، يجبر روسيا على البحث عن طرق جديدة لنقل محروقاتها". وأبرزت الصحيفة في هذا السياق أن وتيرة الاستهلاك ستشهد ارتفاعا بالمقام الأول في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وبشكل خاص في الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية. وفي سويسرا، واصلت الصحف اهتمامها بتداعيات الصعود التاريخي في فرنسا لليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية، على حساب الاشتراكيين واليمين. واعتبرت صحيفة (لاتريبيون دو جنيف ) بأن " ثمة أمر غير طبيعي يقع في فرنسا حيث من الواضح أن ساعة إعادة النظر في الأحزاب قد رنت ، أو ربما يتعين إعادة النظر في النظام بأكمله". وأشارت الصحيفة إلى أن الحزبين التاريخيين في الحياة السياسية بفرنسا يعانيان جراء هذا الصعود القوي لخصومهم، مضيفة أن الجبهة الوطنية جمعت حولها كل الذين يشعرون بخيبة أمل وأعطت الانطباع بأنها ستكون قادرة على استعادة النظام، إذا صعدت إلى السلطة. من جانبها، تناولت صحيفة (لوطون) أصداء "السقوط المفاجئ " لزعيم حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية ، جان فرانسوا كوبيه على اثر "تسوية حسابات درامية". وأضافت الصحيفة أن المرحلة الجديدة يمكن أن تؤدي إلى إعادة بناء أو تفكيك الحزب الذي أصبح يفتقر إلى المصداقية بعد الكشف عن قضية فواتير مزورة خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2012. من جانبها، ذهبت صحيفة (24 أور) إلى أن الأزمة في المعارضة الفرنسية تضاف إلى الزلزال الناجم عن انتصار الجبهة الوطنية في الانتخابات الأوروبية مشيرة إلى أن الحزب الاشتراكي الموجود في السلطة، بعيد عن الاستفادة من الوضع. وفي بلجيكا، ركزت الصحف اهتمامها على فوز الزعيم القومي الفلمنكي بارت دي ويفر، في الانتخابات الإقليمية والاتحادية التي أجريت في 25 ماي. واعتبرت أن دي ويفر قادر على النجاح في المهمة التي كلفه بها الملك فيليب لتشكيل حكومة جديدة. وقالت صحيفة (ستاندار) في هذا السياق، إن المهمة التي عهدت لبارت دي ويفر صعبة للغاية، مضيفة أن بارت دي ويفر ملزم في البداية بالعثور على شركاء ناطقين بالفرنسية قبل الانتقال لإقناع الآخرين بالدخول في الحكومة الفلمنكية . وسارت صحيفة ( لوسوار) في الاتجاه نفسه حين رأت أن على دي ويفر أن يحارب على جبهتين (المحلية والاتحادية)، مشيرة إلى أنه يواجه مهمة شاقة تتمثل في تشكيل حكومتين في نفس الوقت. لذلك، تقول الصحيفة، عليه أن يرفع التحدي حتى لا يسقط في المشكل الذي وقعت فيه البلاد قبل أربع سنوات. وفي إيطاليا ركزت الصحف اهتمامها على انتقال رئيس الوزراء، ماتيو رينزي ، إلى بروكسل بعد الفوز الساحق للحزب الديمقراطي في الانتخابات الأوروبية. وكتبت صحيفة ( لا ريبوبليكا) أن رينزي ذهب إلى بروكسل ، حيث عقد أمس الثلاثاء قادة الدول الأوروبية قمتهم من أجل المطالبة بدور قوي وكبير لإيطاليا في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة بأن الفائز الكبير في الانتخابات الأوروبية، رينزي طالب في القمة بعقد اتفاق بين الدول الأوروبية قبل التعيينات في مناصب المسؤولية داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي. من جانبها، أشارت صحيفة (المساجيرو) إلى أن رينزي ذهب إلى بروكسل وهو يحمل شعار '' لنغير أوروبا '' مؤكدا على ضرورة وجود اتحاد أوروبي يستمع إلى نبض مواطنيه. وحسب الصحيفة فإن هدف رينزي هو ضمان مناصب ذات وزن لإيطاليا، بما في ذلك رئاسة المفوضية الأوروبية أو الخارجية ، التي تعكس تجربته في حزب الاشتراكيين الأوروبيين معتبرة أن انريكو ليتا يظل المرشح المحتمل لمثل هذه الوظائف. وفي تركيا، توقفت الصحف المحلية بدورها عند نتائج الانتخابات الأوروبية التي أفرزت صعود اليمين المتطرف. وسلطت الضوء على تصريحات أدلت بها رئيسة الجبهة الوطنية في فرنسا، مارلين لوبان، مؤخرا، عبرت فيها علنا عن رفضها انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وناقشت صحيفة (تركية) تصريحات المسؤولة الحزبية الفرنسية في مقال حمل عنوان '' لوبان تدعو لعدم انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي''. وفي السياق ذاته اعتبرت صحيفة (فاتان) أن مارلين لوبان قد وضعت كهدف رئيسي لها بعد فوزها في الانتخابات الأوروبية ، عدم انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. أما يومية (توداي زمان) فأبرزت أن مارلين لوبان ، دعت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى اتخاذ ثلاث خطوات تتضمن وقف معاهدة الأطلسي الأوروبية الأمريكية، واستعمال حق النقض الفرنسي ضد انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، والثالثة، تأميم شركة (ألستوم) ضد قواعد الاتحاد الأوروبي لإنقاذ هذه المؤسسة الإستراتيجية. وعادت اليومية، من جهة أخرى، للحديث عن الجدل الذي خلفه تصريح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بخصوص أسعار الفائدة التي اعتبرها عالية في تركيا ودعا البنك المركزي لخفضها مما جدد النقاش حول استقلالية المؤسسة المالية التركية. وكتبت صحيفة (توداي زمان) أن هذا النقاش قد هز بشدة الأسواق في تركيا ، مشيرة إلى مخاوف بعض المستثمرين من هذا النقاش.