أتساءل يوميا عن الحالة النفسية التي يوجد عليها بعض الموظفين العموميين و بعض المواطنين المتطوعين و المفتقدين كليا إلى مواطنتهم حينما يجدون أنفسهم بحكم تقاليد و أعراف الميولات الوسخة مضطرين إلى أداء ادوار ووظائف وضيعة بداخل الفضاء العمومي... أتساءل دائما عن الأذى الذي يلحقهم وهم يؤدون هذه الأدوار الوضيعة لأن بعضهم تحول إلى دجاج حقيقي يقاقي تماما كما تفعل الدجاجة البلدية حينما تضع بيضتها المواطنون و الموظفون المفتقدون كليا إلى مواطنتهم لا احد يجبرهم على القيام بهذه الأدوار الوضيعة و لكنهم يفضلون الاستماتة من اجل تأديتها على حقها و طريقتها و مع المدة يتأقلم جهازهم العصبي و يصبحون دجاجا فعلا. الدجاج أصبح متوفرا في أماكن بيع الدجاج و متوفرا حتى في الشارع العمومي. الدجاج الذي في أماكن البيع هو الدجاج الرومي و الدجاج الذي في الشارع العمومي هم الآدميين الذين اختاروا عن طواعية لعب دور الدجاج. الدجاج الرومي، عشرات المواطنين يقفون يوميا أمام بائعه كل واحد من هؤلاء يدفع ثمن دجاجته و ينصرف و لا واحد من هؤلاء المواطنين تساءل يوما عن قصة هذا الدجاج الرومي فهذا الأخير هو من فصيلة الطيور و كل الناس معجبون بكل فصائل الطيور هنالك من هو معجب بفصيلة الطيور التي تحلق عاليا أكثر من اللازم و هنالك من هو معجب بفصيلة الطيور التي تقضي أيام و أيام وهي تحلق في السماء بدون آن تكون لها الرغبة في النزول إلى الأرض هنالك فصائل و فصائل. هنالك فصيلة تقطع اكبر مسافة في سرعة قياسية و هنالك فصيلة أخرى تحدد فريستها على بعد ثلاثين كلمترا من السماء. فصائل كثيرة من الطيور، كل هذه الفصائل شفرتها الجينية لا تباع و لا تشترى لتبقى فصيلة الدجاج الرومي هي التي تباع و تشترى. الدجاج الرومي وحده من بين جميع الطيور الذي يعيش دائما بالقرب من المسلخة، لأنه لا يقاوم، لا يحاول الهرب و حتى حينما تتم محاولة القبض عليه للدفع به إلى المسلخة لا يبدي آي صياح. الدجاج الرومي مقارنة مع الدجاج البلدي رخيص الثمن، فكما انتشر الدجاج الرومي في كل أنحاء المعمور فالدجاج البلدي لازال يقاوم حتى لا تنقرض فصيلته هو الأخر. الدجاج الرومي يتزايد بكثرة يتزايد وفق المتتالية الهندسية كما يقول مالتوس و الدجاج البلدي يحاول على الأقل الحفاظ على أعداده. الدجاج الرومي يؤتى له بالأكل و يتم تسمينه بداخل الدهاليز و الأقبية المليئة بالرائحة الكريهة و الدجاج البلدي يفضل العيش في الطبيعة و يفضل البحث عن رزقه حتى بين حوافر الجياد و الأحصنة، يواجه الكلاب بصياحه و منقاره و يحافظ على كيانه؛ أما الدجاج الرومي فيدين لوجوده إلى العلف الاصطناعي. [email protected]