أكّد يحيى يحيى، البرلماني المغربي المثير للجدل بمواقفه، بأنّ الحكومة المحلّية لمليلية مطالبة بقصد جبل "بَالِي دِيلْ كَايْدُوسْ" المتواجد قرب مرقد الجنرال الدموي فرانكو من أجل جلب الحجارة التي ستستعمل لتوسيع ميناء المدينة، وجاء هذا التأكيد ضمن مكالمة هاتفية مجراة مع "هسبريس" أورد خلالها المستشار يحيى يحيى، رئيس بلدية بني انصار المتاخمة لمليلية بأنّ: "الإسبان يراهنون على توسيع مينائهم في محاولة منهم لاستباق الوضع وإنشاء ميناء يراد منه أن ينافس مشروع ميناء النّاظور غرب المتوسّط الذي سبق وأعلن عنه الملك محمّد السّادس قبل عام من الآن.. إلاّ أنّ الرهان البحري الإسباني المرفوع لا ينبغي أن يعوّل على استقدام مواد البناء من التراب المغربي، فهذا استغلال مُحال ولا ينبغي أن يوضع في الحسبان لقاء أي ثمن ، ولذا ينبغي على مستعمري مليلية استقدام الحجارة من الضفّة الشمالية للبحر الأبيض المتوسّط.. وأنصحهم بقصد الجبل المحاذي لمرقد الجنرال فرانكو". وأوضح يحيى يحيى ضمن نفس التصريح المدلى به لهسبريس ، وهو المعروف بمناهضته العلنية والحماسية للتواجد الإسباني ضمن الثغرين المحتلّين والجزر التابعة لهما، بانّ الطموحات الاقتصادية الكبرى التي يتبنّاها مديرو الشأن العام المحلّي بمليلية ينبغي أن تضع في حسبانها الكلفة الحقيقية للمشاريع المرسومة ضدّ مصالح المغرب قصد "استجداء الدعم المالي للحكومة المركزية بمدريد بشكل أفضل" .. داعيا الإسبان إلى معاودة حساباتهم من أجل توفير ملايير الأوروهات حتّى تتمكن من تغطية نفقات استقدام مواد البناء من قلب إسبانيا قبل توجّيهها لتوسيع ميناء مليلية.. رافضا خطط التحايل التي ترمي إلى استمرار استقدام المواد الأوّلية من الحيز الترابي لإقليم النّاظور لضرب المشاريع الكبرى المغربية. وفي معرض تطرّقه للزيارة الأخيرة التي قام بها مَاريانُو رَاخُويْ، زعيم الحزب الشعبي الإسباني، نهاية الأسبوع الماضي لمليلية؛ قال يحيى: "الحزب الشعبي الإسباني ألف لمّ الأصوات المدلى بها لصالحه عبر لعب أوراق معاداته للمغرب ومصالحه السيادية المشروعة، وما تواجد رَاخُوي بالثغر المغربي المحتلّ إلاّ محاولة لخدمة مصالح انتخابوية صرفة تقوم على استفزاز المغاربة مع دغدغة الآمال بعيش رغد مفتقد لدى إسبانيي المدينة"، قبل أن يضيف: "إنّنا اليوم محتاجون، أكثر من أي وقت مضى، لمعرفة حقوقنا وتوظيفها بغية إبلاغ آرائنا للطرف الآخر.. إنّنا محتاجون للشجاعة التي تمكننا من الولوج للثغر المليلي المحتلّ وإسماع آرائنا بداخله والمطالبة بالجلاء التّام عبر تبنّي طرق سلمية تكون السّاحات العامّة وقاعات الندوات الصحفية التي تحتضن كبار الشخصيات الإسبانية العامدين لزيارة المدينة مسرحا لها". وتجدر الإشارة إلى أنّ تصريحات يحيى يحيى تأتي في خضم احتجاجات جمعوية رامت التعبير عن رفض زيارة زعيم الحزب الشعبي الإسباني بمليلية، مفعّلة من لدن اللجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب، وهي ذات الاحتجاجات التي تطوّرت، خلال ال48 ساعة المنصرمة، لتؤدّي بنفس النسيج الجمعوي صوب تفعيل إغلاقات متعدّدة للمعبر الحدودي ببني انصار في وجه الإسبان الراغبين في قضاء مآربهم بتراب إقليم النّاظور خصوصا بعدما عمد الإسبان إلى معاقبة عدد من المحتجين بالمنع من دخول المدينة لخمس سنوات عن طريق وضع خواتم خاصّة على جوازات سفرهم.