بعد مالي وغينيا كوناكري وليبيا وتونس، تُضاف نيجيريا إلى قائمة البلدان الإفريقية التي طلبت من المغرب تكوين أئمة مساجدها بالمملكة، في سياق الاستفادة من تجربته في تدبير الحقل الديني، وتصديره لنموذج التدين "المغربي" إلى بعض بلدان غرب وشمال القارة السمراء. وأفاد بلاغ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، اليوم، أن الملك محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين وافق على طلب من لدن المجلس الإسلامي النيجيري، وهيئة الإفتاء بنيجيريا، يتعلق بتكوين أئمة من نيجيريا بالمملكة المغربية. وتبعا للبلاغ الوزاري، فإن الطلب الشيخ الشريف الإبراهيم صالح الحسيني، رئيس هيئة الإفتاء والمجلس الإسلامي النيجيري، رفع هذا الطب إلى الملك محمد السادس، باسم العلماء، وكذا الهيئات التي يرأسها في نيجيريا، حيث وافق عليه بأن كلف وزير الأوقاف بدراسة الجانب الإجرائي والتطبيقي المتعلق بالموضوع. ويرى مراقبون أنه بعد هذه الطلبات المتوالية لتكوين أئمة المساجد في معاهد المملكة، أن المغرب يواصل "التوسع" دينيا وروحيا في منطقة ما يعرف بدول إفريقيا جنوب الصحراء، وهي العملية التي انطلقت بتكوين 500 إمام ينحدرون من مالي في شتنبر 2013. ويبدو أن المغرب بات قبلة لدول المنطقة التي تطمح إلى تكوين هياكلها العقدية والدينية من خلال انموذج روحي يكون وسيطا ومعتدلا، خاصة بعد اندحار النموذج الديني السعودي منذ أحداث شتنبر 2001، ثم تراجع النموذج المصري بُعيد رياح "الربيع العربي"، جراء عدم التمايز بين المجالين الديني والسياسي لدى جماعة الإخوان. وتتوزع مطالب هذه الدول الإفريقية، بما فيها بعض بلدان "الربيع العربي"، من قبيل تونس وليبيا، في موضوع التزود من معين التجربة المغربية في مجال تدبير الشأن الديني، بين تكوين الأئمة، وعمارة المساجد، علاوة على الاستفادة من دورات تدريبية في تدبير الشأن الديني. وكان معهد الإمامة والخطابة التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بليبيا، قد طلب من المغرب الاستفادة من دورات في مجال تدبير الشأن الديني، بينما وزارة الشؤون الدينية بتونس طلبت تكوين أئمتها بالمغرب، والاستفادة من عمارة المساجد"، أما الأمانة العامة للشؤون الدينية بغينيا كوناكري، فطلبت تكوين أئمة غينيين بالمغرب.