يبدو أن التوجه الاستراتيجي للمغرب صوب ما يعرف بدول إفريقيا جنوب الصحراء، لم يتوقف عند حد توقيع الشراكات الثنائية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية، كما حصل خلال آخر زيارة ملكية قادت الملك محمد السادس إلى أربع من تلك الدول؛ بل امتد ذلك إلى الشأن الديني، عبر الإعلان اليوم عن المضي في تكوين أفواج من أئمة من غينيا كوناكري. فبعد مبادرة إشراف المغرب على تكوين 500 إمامٍ ينحدرون من مالي، التي انطلقت قبل أشهر، أعلن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، عن استجابة المغرب لطلب غينيا كوناكري بغرض تكوين أئمتها ومرشديها الدينيين، تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس القاضية بالتعاون الديني مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، التي سبق لها أن تقدمت بطلبات تكوين أئمتها. التوفيق، الذي اجتمع يوم الإثنين بالرباط مع الأمين العام للشؤون الدينية بجمهورية غينيا الحاج عبد الله جاسي، قال إن التجاوب لطلب الاستفادة من التجربة الدينية للمغرب سيكون "بكيفية مضبوطة"، فيما جرت الإشارة إلى عدد وشروط أفواج الأئمة الذين سيتلقون تكوينهم بالمغرب، إضافة إلى طريقة التدريب المطلوبة. وفيما سيتمكن خريجو أفواج التكوين من الأئمة الغينيين، من العودة إلى بلدهم لمباشرة تلقين ما استفادوا منه لصالح باقي أئمة البلد الإفريقي، طلبت غينيا من المغرب أيضا حصولها على مساعدة قصد إحداث مؤسسة خاصة بالوقف الإسلامي. وكان المغرب قد أعلن بشكل رسمي، في 19 شتنبر من العام الماضي، مبادرته في تكوين 500 إمام ماليّ عبر خمسة أفواج بالمغرب، في إطار مواجهة الفكر الديني المتطرف، الذي يعرف انتشارا في مالي وبعض بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، قبل أن يعلن في فبراير المنصرم عن قبول المغرب لطلبات أخرى قادمة من دول تونس وليبيا وغينيا كوناكري . وتتنوع مطالب الاستفادة من "الخبرة" المغربية في مجال تدبير الشأن الديني، في تكوين الأئمة ونقل تجربته في عمارة المساجد، إضافة إلى الاستفادة من دورات تدريبية في تدبير الشأن الديني بصفة عامة.