توترت الأجواء بشكل غير مسبوق بين إيرانوروسيا بعد تصريحات متبادلة بشأن تأييد موسكو لفرض عقوبات دولية جديدة على طهران , حيث طلب كبير مستشاري السياسة الخارجية في الكرملين سيرغي بريخودكو من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التوقف عما وصفه بالديماغوجية السياسية . وقال بريخودكو في بيان "لم يتمكن أحد على الإطلاق من المحافظة على سلطته بالديماغوجية السياسية، وأنا مقتنع بأن تاريخ إيران على مدى 1000 سنة دليل على ذلك". وأضاف أن "الاتحاد الروسي تحكمه مصالح الدولة في المدى الطويل، وموقفنا روسي، فهو يعكس مصالح جميع شعوب روسيا العظمى، وبالتالي لا يمكن أن يميل صوب الأميركيين أو الإيرانيين". ووجه المسئول الروسي توبيخا صريحا لطهران بشأن تقاعسها عن تبديد المخاوف بشأن برنامجها النووي، وقال: "أي سلوك مناف للمنطق وأي تطرف سياسي وغياب للشفافية أو تضارب في اتخاذ قرارات تؤثر على المجتمع الدولي وتهمه، (أمر) غير مقبول بالنسبة لنا".مضيفاً "سيكون من الأفضل أن يتذكر الذين يتحدثون الآن باسم شعب إيران الحكيم ذلك". وكان الرئيس الإيراني اعتبر أن الاتفاق الثلاثي الذي وقعته بلاده مع تركيا والبرازيل فرصة تاريخية للرئيس الأميركي، ليظهر من خلالها رغبته في التغيير واحترام الشعوب. وأَكَّد نجاد أن تأييد روسيا لفرض عقوبات جديدة ضد طهران بسبب برنامجها النووي أمر غير مقبول، مطالبًا الرئيس ديمتري ميدفيديف بإعادة النظر في دعمه لموقف واشنطن. وقال نجاد، في كلمة تليفزيونية في مدينة كيرمان بجنوب شرق إيران: "كان يجب ألا نرى في أوقات حساسة جارتنا روسيا تدعم هؤلاء الذين يقفون ضدنا ويناصبوننا العداء منذ 30 عامًا" في إشارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف "لو كنت مكان الرئيس الروسي عند اتخاذ قرارات بشأن موضوعات لها صلة بأمة عظيمة (إيران)، لتصرفت بشكل أكثر حذرا، ولكنت فكرت أكثر". وتابع أن "الشعب الإيراني لا يعرف هل هم (الروس) أصدقاؤنا وجيراننا؟، هل هم معنا أم أنهم يبحثون عن شيء آخر؟". وقال نجاد "كان يجب ألا نرى في أوقات حساسة جارتنا (روسيا) تدعم هؤلاء الذين يقفون ضدنا ويناصبوننا العداء منذ 30 عاما، هذا غير مقبول بالنسبة للشعب الإيراني. أتمنى أن يولوا اهتماما ويقوموا بعمل تصحيحي". ودعا أحمدي نجاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لقبول اتفاق التبادل النووي الذي وقعته إيران مع تركيا والبرازيل، باعتباره فرصة تاريخية لن تتكرر لحل الأزمة القائمة بين الغرب والجمهورية الإسلامية. وطالب أوباما بأن يتذكر جيدا بأنه "إذا رفض هذه الفرصة فإن الإيرانيين على الأرجح لن يقدموا له فرصة أخرى". وفي السياق, شن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي هجوما حادا على نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون التي قالت: إن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن توصلت لاتفاق على مشروع قرار لفرض عقوبات جديدة على إيران. وكانت كلينتون قد صرحت لوسائل الإعلام -في ختام زيارتها لبكين الثلاثاء- بأن نص اتفاق التبادل النووي الذي سلمته إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية "مليء بالعيوب ولا يستجيب لمخاوف المجتمع الدولي" حيال البرنامج النووي الإيراني.