يقبل التلاميذ، بعد أيّام قلائل، على اجتياز الإمتحانات الخاصة بنهاية الموسم الدراسي الجاري، ما يجعل هاجسهم الأكبر مقترنا بحضور حصص دروس خصوصية امتد العرض بخصوصها ليطال جميع المستويات ومختلف الأسلاك، في حين يتجه الطلب صوب البحث عن "أساتذة الجودة" من أجل الظفر بحصص تقويّة تفلح في تحقيق النجاعة ضمن شرح الدروس. الظاهرة التي أضحت رئيسة بالمجتمع المغربي تجعل الأسر تعمل على تبرير إقبال أبنائها المتزايد على "الساعات الإضافية"، التي تكلف مبالغ مالية مهمّة من مدخول هذه الأنوية المجتمعيّة، ب "الرغبة في ضمان النجاح والتفوق الدراسي للأبناء، في ظل تراجع الأداء المدرسي داخل الفصول". محمد السفياني، وهو أب للأربعة أبناء كلهم في سن التمدرس، يقول في تصريح لهسبريس إن ظاهرة الدروس الخصوصية، أو ما يعرف بدروس الدعم، قد انتشرت حتى أصبحت "عرفا لا بد منه في الوسط التعليمي"، ويزيد بأن الواقع يفرض التساؤل عن مكمن الخلل.. ويتساءل: "هل لهذا الأمر علاقة بالقصور في عمل المنظومة التعليمية بصفة عامة؟ أم في التلميذ؟ أم في في الأستاذ؟ أم في التقاء كل هذه العناصر بسلبيّة؟". ذات المتحدث يرى أن سبب اللجوء ل "الساعات الإضافية"،كما يحلو للبعض تسميتها، يقد يعود، بشكل أساس، للوضع المتدهور الذي أصبح عليه التعليم المغربي والاختلالات التي تعرفها المحتويات الدراسية، وكذا مشكل الاكتظاظ الذي أصبحت تعاني منه جل المدارس، بالإضافة إلى "غياب الضمير المهني لدى بعض الأساتذة، سواء في القطاع العام أو نظيره الخاص" وفق تعبير محمد الذي يقرّ بأنّ أسر التلاميذ هي التي تدفع ثمن كل هذا. ووفقا لذات ربّ الأسرة فإنّ "التهافت على دروس الدعم متبادل بين كل من التلميذ والأستاذ، فالأول راغب في الفهم والإستيعاب قصد التمكن من النجاح والحصول على نقط جيدة، فيما الثاني يطمح إلى تحسين وضعيته الاجتماعية من خلال مداخيل إضافية متحصلة من الدروس الخاصة" وفق تعبير السفياني. هند أوعلال، أستاة التعليم الثانوي بالنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسلا، فقد قالت لهسبريس إن اللجوء إلى إعطاء دروس خصوصية من طرف المدرسين راجع بالأساس إلى الرغبة في تحصيل مبالغ مالية إضافية لمواجهة تكاليف الحياة التي أصبحت لا تطاق، في ظل ارتفاع أسعار متطلبات العيش، وكذا الوضع المادي للشغيلة التعليمية. ذات المتحدثة أشارت لكون أن أغلب التلاميذ الذين يرغبون في تلقي دروس الدعم يشكون مشكلا في الفهم، الذي يتعذرعليهم داخل الأقسام نظرا للإكتظاظ الذي تعرفه جل المدارس المغربية، وكذا رغبة بعضهم في التقرب من الأستاذ قصد الحصول على نقط جيدة. أمّا إيمان ونسرين ومليكة، وهنّ تلميذات استقت هسبريس أراءهن ضمن الظاهرة، فقد أجمعن على أن السبب وراء البحث عن "الدروس الخاصة" يرجع بالأساس إلى "تماطل الأساتذة في الشرح داخل الأقسام"، وكذا "الغياب المتكرر للأساتذة دون تعويضهم بآخرين".. وقد اعتبرن، بتطابق، أنّ "التلميذ يدخل في مواجهة مع المقررات دون أساتذة، ولا تتم إعانتهم إلا بالحصص الخاصة المؤدى عنها". التلميذات أشرن، في معرض تصريحاتهن لهسبريس، إلى أن بعض الأساتذة يلجؤون إلى "استفزاز التلاميذ ومضايقتهم، حتى وإن كانوا من ذوي مستويات تحصيليّة حسنة، كي يطلبوا إدراجهم ضمن لائحة الدروس الإضافية، وذلك رغم عدم منحدرين من أسر فقيرة لا قدرة لها على تحمل المصاريف". من جهة أخرى أبدت المتحدثات المذكورات رغبتهن في تحسن المستوى التعليمي المغربي، مطالبات ب "تخصيص وقت في المدارس لحصص الدعم المجانية، على أن تكون كذلك فعلا، من أجل رفع المستوى التعليمي للتلاميذ المتعثرين، وأن يكون هذا على طول الموسم الدراسي"، كما نادين ب "تقنين ومراقبة المشتغلين على دروس الساعات الإضافية، وذلك لإتاحة الفرصة لكل الراغبين في ذلك اختياريا، بعيدا عن الرداءة وكذا التهافت على الأموال التي تروج ضمن المجال".