عشر دقائق من عاصفة رعدية مصحوبة بكميات قياسية من البرَد، "التبروري"، كانت كافية لتحول بعض جماعات إقليم بولمان، وخاصة جماعة سيدي بوطيب بدائرة ميسور، يوم الأحد، إلى مناطق "منكوبة" تكبدت إثرها المحاصيل الفلاحية خسائر قدرها فلاحون بملايير السنتيمات. فلاحو الإقليم، الذين ما يزالون في حالة ذهول تحت وطأة الصدمة، أفادوا في تصريحات متطابقة لهسبريس، أنها سابقة في تاريخ الكوارث، إذ جعلت آلاف الأسر منكوبة بدون دخل، ولا شغل، ولا مصدر رزق خاصة أنها جاءت في وقت كانوا يستعدون فيه لجني ثمار سنة كاملة من الجهد والإنفاق. وتضاف هذه العاصفة، التي ضربت عددا من أهم المساحات الفلاحية المسقية بالإقليم، إلى مخلفات مواسم جفاف متكرر يضرب على الخصوص المناطق السهبية بإقليم بولمان، مما يفاقم من معاناة الفلاحين الذين يواجهون الارتفاع المهول في أسعار الأعلاف، وكلأ الماشية، وتوالي سنوات الجفاف. ووقعت هذه الكارثة في ظرف مفصلي من الدورة الزراعية والاقتصادية حيث ضربت كل المحاصيل الفلاحية من حبوب وقطاني وفواكه، بما في ذلك التفاح والمشمش والخوخ واللوز والزيتون وكلأ الماشية، مما يحرم الفلاحين من أي دخل سنوي يعولون عليه لتأمين الإنفاق اليومي على مدى سنة كاملة.. وفي هذا الصدد طالبت الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم بولمان ميسور، الحكومة بإجراء جرد بالخسائر التي تكبدها الفلاحون جراء هذه الكارثة الطبيعية، داعية إلى إعداد تقارير بشأن هذه الخسائر، وتداعياتها الراهنة والمستقبلية على مداخيل الفلاحين، والتشغيل والأوضاع الاجتماعية والدينامية الاقتصادية بالإقليم. ودعا حزب"الوردة"، في بيان توصلت به هسبريس، السلطات إلى "التدخل العاجل وتعبئة الموارد المالية الضرورية المتأتية من آليات وصناديق التضامن والتماسك الاجتماعي والتعاون الدولي، والوقوف إلى جانب السكان المنكوبين، إعمالا للتضامن الوطني والمجالي". وشدد الحزب على ضرورة اعتماد برنامج خاص للتنمية المحلية، ومحاربة آثار هذه الكارثة، وتداعيات الجفاف، مطالبا بإعفاء الفلاحين المتضررين من القرض الفلاحي بعد أن فقدوا مصادر مداخيلهم وأرزاقهم، وفتح أوراش للتنمية والتجهيز بالجماعات المنكوبة من أجل إيجاد فرص للشغل لتعويض الفرص التي يوفرها عادة موسم الحصاد والجني، وتجهيز المساحات المزروعة بوسائل مقاومة "التبروري" لاستعمالها عند الضرورة. وحذر الحزب من أي تعامل غير مسؤول أو ترقيعي مع هذه الأوضاع، مسجلا أن من شأن ذلك أن"يعمق الهشاشة ويدفع بفئات عريضة نحو الفقر، ويقوض المجهود العمومي الذي بذل خلال السنوات الأخيرة لتنمية الإقليم". وجدير بالذكر أن الجماعات المنكوبة معروفة بالجودة العالية والعالمية لمنتوجاتها من الفواكه والبواكر، خاصة الخوخ والمشمش والتفاح.