يعيش القطاع الفلاحي بالجهة الشرقية منذ حوالي عشر سنوات عدة اكراهات. والتي تتمثل في محيطها شبه الجاف بضعف التساقطات غير منتظمة، وعامل الجفاف الحاد والمزمن وزحف التصحر نحو الشمال. والكارثة المتمثلة في غزو الجراد للمنطقة، وتأثير المبيدات على خصوبة الأراضي الفلاحية والهجرة القروية نحو المدن وغيرها من المشاكل الأخرى وكلها تساهم في التأثير بشكل كبير على المحاصيل الزراعية وتربية الماشية.... ◄نبذة عن الجهة الشرقية: تغطي ولاية الجهة الشرقية مساحة 82.820 كلم مربع، أي 11,6%من المساحة الإجمالية للمملكة، وحسب التقسيم الإداري الجديد، أصبحت الجهة تتكون من 6 وحدات إدارية كبرى وهي: عمالة وجدة- أنكاد، إقليمالناظور، إقليمبركان، إقليم تاوريرت، إقليمجرادة، وإقليم فجيج، وبلغ عدد سكان الجهة حسب الإحصاء العام: 2004: 1.918094 نسمة أي 369449 أسرة، منهم 734739 بالعلم القروي، وتمثل ساكنة الجهة نسبة 6,46 من سكان المغرب.. وتمتد الجهة الشرقية في شكل مستطيل من الشمال إلى الجنوب على مسافة تقدر ب : 500 كلم. يحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط، وغربا إقليمالحسيمةتازة وبولمان، ومن الشرق والجنوب الشرقي القطر الجزائري، ومن الجنوب الغربي إقليم الراشيدية.. وتتكون من الناحية المورفولوجية من ثلاثة أنواع رئيسية من التضاريس: - السهول المنخفضة والممتدة على شكل أحواض كبيرة مستطيلة يتراوح ارتفاعها ما بين 100و700 متر. - النجود العليا شبه الصحراوية في الجنوب. وتخضع الجهة الشرقية لتأثيرات نوعين من المناخ: - مناخ قاري في الجنوب يتأثر العوامل الصحراوية. - مناخ متوسطي في الشمال يتأثر بالجبال وخاصة في منحدراتها الجنوبية. وينعكس هذا التباين في المناخ بين شمال وجنوب المنطقة على كمية التساقطات، حيث تصل في شمال الجهة إلى أزيد من 400 ملم في المتوسط سنويا، بينما لا يتعدى مستواها في الجنوب 100 ملم سنويا.. ويعتبر واد ملوية أهم وديان المنطقة الشرقية، إذ يقدر صبيبه المتوسط بمليار م3 في السنة، وتوجد بالمنطقة وديان أخرى وهي: واذ زا، إسلي، كيس ونكور... ولتامين حاجيات السقي والاستهلاك البشري، تم بناء أكبر السدود على واد ملوية، وأهمها سد محمد الخامس الذي شرع في استخدامه منذ سنة 1967، ويصل حجمه الطبيعي إلى 410 مليون متر مكعب، وإلى جانب هذا السد هناك سد مشروع حمادي وهو مخصص للسقي فقط وسد سيدي سعيد بسافلة سد محمد الخامس لالتقاط حوالي 100 مليون م3 سنويا من المياه المتدفقة من سد محمد الخامس، بالإضافة إلى سد الحسن الثاني على واد زا الذي تم تدشينه في أكتوبر 2000 والذي تبلغ طاقته الاستيعابية 200 مليون متر مكعب.. وفيما يخص الغطاء النباتي، وبغض النظر عن بعض المناطق الجبلية في الشمال والمساحات المسقية، فإن المناطق المغطاة بالنباتات تبدو شبه منعدمة في الجهة باستثناء الغابة الطبيعية في النجود العليا المكونة أساسا من الحلفاء... ◄الفلاحة هي الركيزة الأساسية لاقتصاد الجهة: يعتمد اقتصاد الجهة على الفلاحة بالدرجة الأولى، لكنه قطاع يظل يخضع للتقلبات المناخية حيث لا تمثل المناطق المسقية إلا نسبة 14,5% من الأراضي الصالحة للزراعة. وتقوم المناطق المسقية وحدها بتأمين الزراعات الدائمة، وهذا وتزاول تربية الأغنام والماعز على مساحات كبيرة لا سيما في النجود العليا، حيث تكاد تمثل تقريبا المصدر الوحيد لمداخيل سكان هذه المنطقة وتساهم الجهة في تربية الأغنام على المستوى الوطني بنسبة جد هامة ( 12,23%). ◄إكراهات حادة ساهمت في فقر المنطقة: يتميز القطاع الفلاحي بالجهة الشرقية بوجود تناقضات كبيرة ما بين الشمال والجنوب، فكل المناخ والقيمة الزراعية للأراضي ووسائل الإنتاج المستعملة، تساهم بشكل كبير بجنوب الجهة حيث ترتكز الأنشطة الفلاحية بجنوب الجهة أساسا على الرعي المكثف للأغنام والماعز. كما أن سكان هذه المنطقة يقومون وبشكل محدود ببعض الزراعات وخاصة الحبوب وذلك بالمساحات المسقية أو البورية الصغيرة. وترتبط الزراعات البورية خاصة في النجود العليا بالظروف المناخية، مع الإشارة إلا أنها أصبحت شبه ممنوعة لما تشكله من خطر على البيئة بحيث تتسبب في التصحر والتعرية، وتقضي على النباتات الطبيعية والحلفاء والشيح، وبالتالي تتسبب في تفقير التربة، وبالفعل، ونتيجة لذلك تسببت هذه الزراعات في تعرية مساحات زراعية جد واسعة بحيث أصبحت غير صالحة للزراعة تماما، الشيء الذي أدى إلى اتساع المناطق الصحراوية وزحفها نحو شمال الجهة.. أما بشمال الجهة فنلاحظ وجود زراعات ممنوعة ترتكز أساسا على زراعة الحبوب والخضر ومغروسات الفواكه. هذا بالإضافة إلى الرعي المكثف للأبقار و الأغنام .. أما المنتوجات الفلاحية فهي مهمة وجيدة خاصة بالسهول الممتدة على ضفاف نهر ملوية. البنيات العقارية للمساحات المسقية لملوية السفلى: تتسم البنيات العقارية بالمساحات المسقية لملوية السفلى بما يلي: - سهول تريفة 52% من الملكيات تشغل فقط 5% من المساحة في حين نجد 7% منها تمتد على 62% من الأراضي لشركة التنمية الفلاحية وشركة التدبير والأشغال الفلاحية. - سهول زبرا: تتوزع مختلف المجموعات بشكل جيد، حيث نجد أن 47% من الملكيات توجد ضمن المجموعة من 5 إلى 20 هكتارا. - سهول بوعرك: وهنا بروز الملكيات الصغيرة وسيطرتها، خاصة بمناطق مسعود والناظور، حيث نجد 76% من هذه الملكيات لا تتجاوز مساحتها 5 هكتارات. أما بالنسبة لمنطقة نفوذ المديريات الإقليمية للفلاحة، نجد البنية العقارية التالية: - أراضي الجماعة: 50% - أراضي الملك 47% أراضي أخرى 3%. - تمثل مساحة الأراضي الزراعية بالجهة حوالي 7% من مجموع الأراضي الزراعية بالبلاد، ولا يستغل خلال الموسم الفلاحي سوى الثلثان تقريبا من هذه المساحة حيث ان الثلث الأخير يمثل أراضي على مسترجعة الأراضي على مستوى عال خاصة بالمساحات الموجودة بحوض ملوية السفلى، وتصل المساحات المجهزة بمختلف وسائل السقي بهذه المنطقة إلى حوالي 58400 هكتار. أما الأراضي الأخرى المسقية إما بواسطة المياه السطحية أو الجوفية، فتوجد بمختلف السهول الأخرى بالجهة، وكذلك حول التجمعات السكانية الحضرية، وتبلغ مساحتها حوالي 25000 هكتار، وبهذا فهي تساهم في الرفع من المساحات المجهزة بمختلف وسائل الري بالجهة إلى حوالي 83.000 هكتار. - وبالنظر إلى إمكانيات السقي المتوفرة بالجهة، تعتبر هذه النسبة جد ضئيلة. ولهذا تم تقديم اقتراحات من أجل استغلال أقصى للمياه المتوفرة بالجهة. ومن أهمها إحداث سدود على وادي زا وواد اسلي قصد توسيع المساحات المسقية وتدعيم خزانات المياه الصالحة للشرب بالتجمعات السكانية الحضرية الكبرى، ومن جهة أخرى فإن السدود التي تم إنشاؤها أو المرتقب انجازها، تساهم هي أيضا في توسيع وتنمية المساحات المسقية، علاوة على الزيادة في عدد الأحواض المخصصة لشرب الماشية بالأماكن الرعوية المتواجدة بالجهة. - المساحة المزروعة بالحبوب ( قمح بنوعيه، شعير، ذرة، خرطال) تمثل 404 ألف هكتار بنسبة 54,36%. - المساحة المزروعة بالقطنيات لا تمثل مساحة إلا نسبة 0,38% من المساحة الزراعية بالجهة. - المزروعات الصناعية ( الشمندر وقصب السكر) 5,3 ألاف هكتار بنسبة 0,71%. - مزروعات اكلأ للمواشي تمثل مساحة 13,7 ألف هكتار بنسبة 1,84%.. - مزروعات الخضر خاصة البطاطس والطماطم والفلفل وغيرها تمثل 15,1 ألف هكتار بنسبة 2,03% - أراضي مسترجعة تمثل 220,9 ألف هكتار بنسبة29,70 %. - مغروسات الفواكه تمثل 81,6 ألف هكتار بنسبة10,97%. - والحوامض وحدها تمثل مساحة 12,98 ألف هكتار. - مزروعات المدرجة وتمثل مساحة 743,7 ألف هكتار بنسبة 2.62 %. الأراضي الزراعية لا تتعدى %7 و6.3% من المساحات المشجرة فقط.... ارتفاع إنتاج الحبوب سنة 2002 لينخفض مجددا سنة 2004. عرف إنتاج الحبوب خلال السنوات الأخيرة انخفاضا محسوسا لظروف مناخية وقلة دعم الفلاحين الصغار، باستثناء المساحات المسقية بسهول تريفة وبني يزناسن، وقد شغلت زراعة الحبوب موسم شتاء 2010 ما يناهز 404,3 ألف هكتار، واحتلت زراعة الشعير المرتبة الأولى بحيث شغلت 218.5 هكتار أي 54,04% من مجموع الأراضي المخصصة لزراعة الحبوب بالجهة. كما تمت زراعة القمح الطري على مساحة بلغت 130,5 ألف هكتار في حين لم تتعد المساحة المزروعة بالقمح الصلب 52,7 ألف هكتار. وبالنسبة لإنتاج الحبوب في الجهة فقد سجل الموسم الفلاحي المذكور ما يعادل 3800 ألف قنطار.. يأتي إنتاج الشعير في المرتبة الأولى وذلك بحصة 2007 ألف قنطار، يليه القمح الطري ب 1370 ألف قنطار ويأتي في المرتبة الأخيرة القمح الصلب ب 420 ألف قنطار. وبمقارنة هذه الإحصائيات مع إحصائيات سنوات ما قبل 2009 نلاحظ انخفاضا كبيرا في المحاصيل الزراعية وهذا راجع إلى ظروف الجفاف.. ◄مزروعات الخضر والقطنيات: وتتمركز مزروعات الخضر أساسا بمنطقة نفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بحوالي 62% من مجموع هذا النوع، وبلغت المساحة الإجمالية من مزروعات الخضر بالجهة الشرقية 15053 هكتار واحتلت مزروعات البطاطس الصدارة الأولى. هذا ويمارس سقي بحيث وصلت إلى 5,161 هكتار. وتليها أنواع الخضر الأخرى منها أساسا الطماطم، الفاصولية، الخرشوف، البطيخ الأصفر والأحمر، هذا بالإضافة إلى مزروعات أخرى للخضر تحت الغطاء البلاستيكي فوق عشرات الهكتارات بسهول ملوية السفلى، تعطي مردودا مرتفعا بالمقارنة مع زراعة الخضر بالطريقة العادية ( أي المكشوفة). ◄المزروعات الصناعية ومغروسات الفواكه: تتمثل المزروعات الصناعية في الشمندر وقصب السكر، وقد شغلت هذه المزروعات حوالي 5,300 هكتار، خصصت 09,6% من هذه المساحة للشمندر، وهذه المزروعات توجد بدائرة ملوية السفلى. وبخصوص مغروسات الفواكه، تعتبر أشجار الزيتون والتين والحوامض من أهم مغروسات الفواكه بالجهة، إذ تمثل مساحة هذه الثلاثة حوالي 77,1% من مغروسات الفواكه بها، وتمتد على مساحة تقدر ب 82.669 هكتار بشكل عام. وشغلت المغروسات الأخرى مساحة 18.958 هكتار الممثلة في الكروم، المشمش، اللوز، الخوخ، الزعرور الجرماني، التفاح، السفرجل.. ويوجد القسم الأكبر من بساتين الحوامض بمنطقة ملوية السفلى، ومعظمه متمركز بضفتها اليمنى. وهي تشغل نسبة لا بأس بها من مجموع المساحات المخصصة لهذا النوع بالبلاد وتبلغ 12.870 هكتار، وفي ما يخص إنتاج الحوامض فقد بلغ ما يناهز 179,590 طن خلال الموسم الفلاحي ما قبل الأخير منها 59,850 طن من الكليمينتين، و69000469 طن من البرتقال والباقي مقسم بين أنواع الحوامض الأخرى. أما الكروم فقد احتلت مساحة 1431 هكتار بالضفة اليمنى والسفلى لملوية، وقد بلغ الإنتاج 167,630 قنطار. ◄تربية المواشي بالجهة تعاني مشاكل مادية: يتوزع عدد رؤوس الماشية في الجهة الشرقية كما يلي: 91,600 رأس من البقر، ومليون 840 ألف رأس من الأغنام و 358700 رأس من الماعز، و 731100 من حيوانات أخرى . وفي ما يخص عدد رؤؤس الأبقار فهي تقدر ب 41.100 بالناظور، و 41.400 بوجدة، و 9.100 بإقليم فيجيج، حسب احصائيات سنة 2010 أما عدد رؤوس الماعز فهي توجد بكثرة بإقليموجدة حوالي 180 ألف رأس تليها فيجيج بحوالي 130 ألف رأس وأخيرا الناظور بحوالي 54 ألف رأس، أما فيما يخص حيوانات الجر فعدد رؤوسها يقدر ب 73.100 رأسا وتشكل الحمير أكبر عدد ب 54.600 تليها البغال ب 15.100 وأخيرا الخيول ب 3.400 رأس. ومن بين أنواع التربية الأخرى نسجل على الخصوص تربية الدواجن والنحل لا سيما في المسقية الواقعة بجوار المراكز الحضرية والمراكز الرئيسية للجماعات في الجهة، وتوجد في حوض ملوية السفلى أكثر من 150 بناية لتربية الدواجن منها أربع وحدات مخصصة لإنتاج البيض، والباقي لإنتاج الدواجن واللحوم، إضافة إلى احتضان المنطقة لحوالي 4100 خلية نحل منها 330 خلية عصرية. الغطاء الغابوي يتدهور بسبب الاستغلال الرعوي: تجدر الإشارة إلى أن غابات الجهة الشرقية والمكونة أساسا من الحلفاء والشيح تعرف من سنة لأخرى تدهورا كبيرا نتيجة كثرة استغلالها من طرف مربي الماشية من جهة، ومن جهة ثانية بسبب قساوة الظروف المناخية التي تساعد على تصحر التربة. و الأخطر من ذلك ما تعرفه غابات المنطقة الشرقية من حرائق أتت على آلاف الهكتارات .. وتغطي الأراضي المشجرة في الجهة والمكونة أساسا من أشجار الصمغية والوريقة مساحة تقدر ب 232.300 هكتار، أي ما يعادل 6,3% من مجموع المساحات المشجرة للبلاد. إلا أن هذا الغطاء النباتي لا يغطي سوى نسبة قليلة من مساحة الجهة. وتمتد الغابات الطبيعية المكونة أغلبها من الحلفاء على مساحة 2,211 مليون هكتار توجد 69% منها بإقليم فجيج، وفي مقابل ذلك توجد الجهة الشرقية على رأس باقي الجهات بالمملكة، حيث تتوفر على مساحة غابوية طبيعية منها ومشجرة تغطي حوالي 2,5 مليون هكتار أي نما يفوق 29% من مجموع المساحة الوطنية المشجرة.