أكدت رسالة وجهها الملك محمد السادس، اليوم إلى المشاركين في الملتقى الثالث لأتباع الطريقة التجانية الذي تشهده فاس، أن "ما يجمع التجانيين قاطبة، منذ تأسيس طريقتهم إلى اليوم، هي مشاعر التعلق والوفاء لملك المغرب، بوصفه أميرا للمؤمنين وسبطا للنبي الأمين". وأعرب الملك، ضمن رسالته ذاتها، أنه يبادل التجانيين نفس الوفاء، ويسبغ عليهم رعايته أينما كانوا، داعيا إياهم أن يحافظوا على اتخاذ المغرب قبلة لهم في الورد والصدر، إسوة بمؤسس الطريقة ، الشيخ أحمد التجاني، في اتخاذ هذا البلد الأمين مقاما ومستقرا". وتأتي هذه الدعوة من العاهل المغربي في سياق تجاذب وصراع بين المغرب والجزائر حول أحقية احتضان الطريقة التجانية، فالجزائر تزعم أنها الأجدر بامتلاك مقر الخلافة العامة للتجانية، باعتبار أن مؤسس الطريقة ولد بالأغواط بالجزائر، بينما المغرب يستند إلى أن الشيخ التجاني عاش واستقر وتوفي في فاس، فكان الأحق بذلك. ووضعت الرسالة الملكية السياق المؤطر للملتقى، الذي يحضره أكثر من ألف تيجاني من حوالي 47 بلدا في العالم، متمثلا في كونه يأتي لتدارس شؤون الطريقة التجانية، والقضايا المتعلقة بزواياها، وكذا تبادل الرأي في رسم خطط العمل للنهوض بالتربية الروحية بما يلائم المستجدات". وشدد المصدر ذاته على ضرورة أن تنهض الطريقة التجانية برسالتها، في الظرفية التاريخية الراهنة التي تشهدها المجتمعات الإسلامية، التي هي أحوج ما تكون إلى مساهمة كل الفاعلين من علماء وفقهاء وصوفية لرفع تحدي التطرف الأعمى ونزوعات الانفصال والانقسام". ودعا الملك الزوايا التجانية بكافة أتباعها إلى تفعيل منهجها القويم في نشر المحبة والإخاء بين أتباعها، والترقية السلوكية للمنتسبين إليها، والتضامن الفعلي في جمع الكلمة وتوحيد الصف والسمو عن نزوعات التفرقة والاختلاف". ولم يفت الملك الإشارة إلى أنه الرصيد التاريخي للطريقة التجانية في المجال التربوي يستوجب ضرورة إحياء منهج التصوف بكل طرائقه ومشاربه، لمداواة النفوس، وكبح جماحها، واسترجاع التوازن بين المادة والروح في ضوء الوسطية الإسلامية السمحة". وجدير بالذكر أن فاس تشهد بين 14 و 16 مايو الجاري، اجتماع المئات من الصوفيين المنتسبين للطريقة التيجانية، في الزاوية التيجانية الكبرى بفاس، في إطار الملتقى الدولي الثالث للطريقة التيجانية، الذي يأتي بمناسبة مرور مائتي عام على وفاة الشيخ أحمد التيجاني، وبعد لقاءين سابقين عقدا سنتي 2007 و2009.