أصدر أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أمره السامي لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بترميم دار «المرايا «وهي الدار التي سكنها الشيخ سيدي أحمد التجاني قيد حياته في فاس قبل قرنين من الزمن. ، وتأتي هذه المبادرة الملكية السامية بمناسبة إحياء المشيخة التجانية الذكرى المائوية الثانية لوفاة الشيخ سيدي أحمد التجاني (1230-1430 هجري,و تقع الدار التي كان الشيخ أحمد التجاني يجتمع فيها مع صحبه للذكر قبل بناء زاويته المشهورة، وبها كان يستقبل الوفود التي تفد عليه من سائر الأنحاء في المدينة العتيقة بفاس . وكان جلالة الملك محمد السادس قد أشار في رسالة وجهها إلى المشاركين في جمع لمنتسبي الطريقة التيجانية احتضنته مدينة فاس الصيف الماضي الى دور الملوك العلويين في «رعاية مشايخ الطريقة التيجانية ، وترسيخ قيم الإسلام المثلى، خاصة في بلدان الساحل والعمق الإفريقي» التي ينتشر بها بشكل لافت أتباع هذه الطريقة. كما تضمن البيان الختامي لذات الملتقى إقرارًا برعاية الدولة العلوية لمشايخ الطريقة التيجانية ومساعدتهم على نشر التربية الروحية وترسيخ قيم الإسلام المثلى وبخاصة في الساحل وفي العمق الإفريقي. وأجمع مهتمون بمسيرة الحركة الصوفية أن حضور وفد للطريقة التيجانية بالجزائر للمحفل الذي تحتضنه فاس بمناسبة الذكرى المائوية الثانية لوفاة شيخ الطريقة من شأنه أن يخفف من حدة الخلاف بين البلدين الجارين حول من له الحق في تبني شيخ الطريقة والزاوية التي أنشأها. إذ في الوقت الذي يدفع فيه الطرف الجزائري بأن الشيخ ولد وأسس الطريقة بمنطقة عين ماضي بالجنوب الجزائري، يؤكد الجانب المغربي أن أحمد التيجاني فعل كل ذلك بفاس التي فضلها على سائر المدن واختارها لكي تشهد الميلاد الفعلي لطريقته في الوقت الذي يعتقد البعض الآخر أن الجزائر أبدت خلال السنين الأخيرة فقط إهتمامها و عنايتها بالطريقة فقط لأنها تبحث عن موقع داخل الحقل الديني المغربي ومنافسة إمارة المؤمنين في امتداداتها الدينية داخل عدد من الزوايا في الدول المجاورة». وفي الوقت الذي يؤكد فيه مهتمون بالشأن الديني أن الخلافات السياسية لا موضع لها في جمع التيجانيين بفاس»، على إعتبار أن الطريقة ذاتها ترتكز على التسامح والمحبة والتعاون كأحد أبرز مبادئها يواصل أتباع الطريقة ومريدوها المقدر عددهم بمئات الألاف بمختلف ربوع العالم تعلقهم بضريح شيخهم بفاس غير آبهين بالخلافات الثنائية وتداعياتها وأسبابها، وكل ما يهمهم هو الاستمتاع بزيارة ضريح شيخ الطريقة، ولقاء المريدين من الدول الأخرى.