أصدر أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمره السامي المطاع لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بترميم دار "المرايا "، وهي الدار، التي سكنها الشيخ سيدي أحمد التجاني قيد حياته في فاس، قبل قرنين من الزمن. وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، في كلمة خلال تفقده، مساء أمس الخميس، هذه الدار الواقعة في المدينة العتيقة بفاس "كلفني أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعز الله أمره، بأن أحضر هنا لأعطي باسمه الشريف انطلاقة ترميم الدار، التي سكنها الشيخ سيدي أحمد التجاني". وتأتي هذه المبادرة الملكية السامية بمناسبة إحياء المشيخة التجانية الذكرى المائوية الثانية لوفاة الشيخ سيدي أحمد التجاني (1230-1430 هجرية). وأضاف التوفيق، أمام حشد من المنتسبين للطريقة التجانية، وبحضور والي جهة فاس-بولمان، أن هذه الدار تعد من "الآثار الدالة على المكانة المتيمزة للشيخ سيدي أحمد التجاني لدى ملوك الدولة العلوية، وبالذات عند الملك العالم المجاهد مولاي سليمان". وأبرز وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن "الشيخ سيدي أحمد التجاني، الذي أثمر هذه الثمرة، التي شعت من المغرب، حظي بمؤازرة المولى سليمان، الذي احتضن فكره". وأكد الوزير أن من بين الآثار الدالة على هذا التاريخ "هذه الدار الرائعة التي يأمر مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإعادة ترميها حتى تكون على الرونق، الذي كانت عليه حين كان يقيم فيها الشيخ سيدي أحمد اليجاني". وأوضح التوفيق أن الأشغال ستبتدئ عما قريب بعد أن أنهيت الدراسات، مبرزا أن المنتسبين للطريقة التجانية سيسعدون بهذه المعلمة بعد انتهاء الأشغال بها، التي قد تستغرق سنتين "ليشموا فيها رائحة الشيخ، الذي، رغم وفاته، فهو لا يزال يسكن قلوبهم". وتقع دار "المرايا"، التي خصص لترميها غلاف مالي يصل إلى ستة ملاين درهم، بدرب الواد في زقاق الرواح بالمدينة العتيقة. وكان الشيخ أحمد التجاني يجتمع فيها مع صحبه للذكر، قبل بناء زاويته المشهورة، وبها كان يستقبل الوفود، التي تفد عليه من سائر الأنحاء. وظلت هذه المعلمة قبلة الوفود، التي تأتي لزيارة ضريحه، حيث تعرج عليها للذكرى والتبرك، وهي الآن من جملة أحباس الزاوية التجانية. ويقضي مشروع ترميم دار "المرايا" بإعادة البناء المتلاشي إلى ما كان عليه من الجودة والرونق.