على مدى ثلاثة أيام من 14 إلى 16 مايو الجاري، يجتمع المئات من الصوفيين المنتسبين للطريقة التيجانية، قادمين من 47 بلد في العالم، في الزاوية التيجانية الكبرى بفاس، في إطار الملتقى الدولي الثالث للطريقة التيجانية. وأفاد بلاغ لمشيخة الطريقة التيجانية، التي تنظم هذا الملتقى الدولي برعاية من الملك محمد السادس، أن اللقاء يأتي بمناسبة مرور مائتي عام على وفاة الشيخ أحمد التيجاني، وبعد لقاءين سابقين عقدا سنتي 2007 و2009. ويعتزم التيجانيون المجتمعون بفاس، من خلال الورشات المنظمة، الإعداد لمرحلة وخطة جديدة لطريقتهم الصوفية الممتدة عبر العديد من بلدان العالم، وعلى رأسها المغرب والجزائر والسنغال ومصر، ترتكز أساسا على وضع برنامج تربوي وتعليمي واجتماعي يعتمده كل التيجانيين في العالم. هذا التحرك التيجاني الكثيف صوب المغرب تلقته الجزائر كعادتها بعدم الرضا، حيث أبدى التيجانيون بها تخوفهم من احتكار المملكة الحديث باسم الطريقة التيجانية بالعالم، ونقل الخلافة العامة للتجانية التي توجد بالجزائر إلى المغرب، وفق ما ورد عن الطريقة التجانية بالجزائر. وأكد علي التجاني، الذي يقدم نفسه كونه الخليفة العام للطريقة التجانية بالأغواط بالجزائر، أنه بريء من الملتقى الدولي للطريقة التيجانية الذي سينعقد في فاس، مبرزا أن لا أحد اتصل به لمعرفة رأيه رغم أنه المرجع العالمي الأول للطريقة التجانية" وفق تعبيره. واستهجن القيادي الصوفي الجزائري، في تصريحات صحفية، الدعوة التي وصلته من المغرب لكونها أتته مدجبة باسمه الشخصي، علي التجاني، فقط دون الإشارة إلى مركزه كخليفة عام لجميع التيجانيين بالعالم" على حد قوله. واعتبر زعيم التيجانيين بالجزائر أن اللقاء الدولي المقرر تنظيمه بفاس يعد "محاولة من المملكة لاستمالة التجانيين"، مضيفا أن الملك محمد السادس ما فتئ "يجدد محاولاته الرامية إلى كسب ود العائلة التجانية، في سياق التأسيس الفعلي لنقل الخلافة العامة للطريقة التجانية إلى المغرب" وفق تعبيره. ويتجدد هذا السجال في خضم الصراع السياسي والدبوماسي بين المغرب والجزائر حول من له أحقية امتلاك الطريقة التيجانية، بالنظر إلى وزنها الروحي الكبير في إفريقيا خاصة، وباعتبار أن مؤسسها الشيخ أحمد التيجاني ولد في الأغواط بالجزائر، غير أنه تلقى تعليمه واستقرت حياته في فاس حيث توفي هناك.