قاطع التيجانيون المغاربة ما أسمته الجزائر حفل مبايعة الشيخ علي التيجاني، المدعو بلعرابي الذي نصبته كخليفة عام للطريقة التيجانية،ولقد تم حفل المبايعة الذي حضرته 7 دول هي النيجر والسودان والسينغال وتونس وليبيا وموريتانيا وغامبيا بمسجد محمد الحبيب التيجاني بالقصر القديم لمدينة عين ماضي،ولقد تم حفل المبايعة هذا تحت إشراف كل من الرئيس الجزائري،عبد العزيز محمد بوغازي، مستشار برئاسة الجمهورية، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله. وتأتي هذه المناورة الجزائرية في إطار حرب الزوايا الذي تشنه الجزائرعلى المغرب، وذلك في سعي من دولة بوتفليقة إلى سحب البساط من المغرب في التسيير الديني لمجموعة من الزوايا التي يسيطر عليها المغرب بصورة شرعية تاريخية تؤكد انتساب هذه الزوايا إلى المغرب،هذا الانتساب الذي تحاول الجزائر تزويره،واستغلال ذلك لتحقيق أهداف سياسية محضة، وتبعا حيث قامت بعمليات يائسة للاستقطاب خصوصا من إفريقيا في محاولة لجعل الزاوية التيجانية تنتسب إليها بصفة غير شرعية لكنها فشلت في ذلك. وكما أشارت إلى ذلك "النهار المغربية" في وقت سابق فقد تصدرت الطريقة الصوفية التيجانية طيلة سنوات التنافس السياسي والدبلوماسي بين المغرب والجزائر، وذلك بسبب الثقل الديني والسياسي الذي تتمتع به هذه الطريقة الدينية التي يتبعها الملايين في إفريقيا والعالم. في بداية الثمانينيات حاولت الجزائر تنظيم الملتقى الدولي الأول للتيجانيين، غير أن المغرب سارع إلى إرسال وزيره آنذاك في الأوقاف عبد الكبير العلوي المدغري في جولة دامت شهرا اتصل خلالها بشيوخ ومقدمي الطريقة التيجانية الأفارقة ليقنعهم بمقاطعةالملتقى الجزائري، ونجح في ذلك.ثم دعا المنتسبين للتيجانية جميعا إلى أول ملتقى دولي لهم بفاس عام 1986. واعترف زعماء الطائفة التيجانية في ذلك الملتقى بمغربية الصحراء وأدانوا موقف الجزائر منها. وفي نونبرنظمت الجزائر أول ملتقى دولي للتيجانيين بمدينة الأغواط القريبة من عين ماضي. وشاركت في ذلك الملتقى بعض الوفود وقاطعته أخرى على رأسها المغرب التي ردت بملتقى آخر في نهاية شهر يونيو/ بفاس قاطعته الجزائر.