حل سيدي محمد بن أحمد الكبير التيجاني، شيخ الطريقة التيجانية في المغرب، يوم الجمعة المنصرم، بمدينة نواكشوط، بعد جولة كان بدأها قبل أسبوعين رفقة وفد كبير من علماء ومقدمي وشيوخ الطريقة التيجانية إلى بعض المناطق والولايات الداخلية بموريتانيا. وأقام المركز الثقافي المغربي بنواكشوط حفل استقبال على شرف شيخ الطريقة التيجانية، حضره العديد من مقدمي وشيوخ وأتباع الطريقة التيجانية بموريتانيا، إلى جانب العديد من الفقهاء والعلماء ورجال الفكر. وأكد سيدي محمد بن أحمد الكبير التيجاني، في كلمة بالمناسبة، على أهمية هذه الرحلة الروحية التي قام بها والوفد المرافق له إلى الديار الموريتانية، والتي كانت "بغاية إيصال الود والتراحم وزيارة رجالات الطريقة التيجانية الأحمدية بموريتانيا". وأشاد بالحفاوة الكبيرة التي أحيط بها والوفد المرافق له من طرف العلماء المشرفين على الزوايا التيجانية والمحاضر العلمية، وكذا من مقدمي وشيوخ هذه الطريقة، مؤكدا أن "طريقة سيدي أحمد التيجاني التي انطلقت من مدينة فاس المغربية، نثرت أنوارها على هذه الديار وعلى غيرها من الأقطار الأخرى". من جهته، أكد محمد القادري، مدير المركز الثقافي المغربي بنواكشوط، أن زيارة شيخ الطريقة التيجانية بالمغرب إلى موريتانيا "تؤكد مدى تميز العلاقات الأخوية المتينة، التي تربط بين البلدين الشقيقين عبر تاريخهما العريق على المستويات الروحية والثقافية والاجتماعية". وأوضح أن من شأن هذه الزيارة أن تساهم في تجديد صلات القربى والوشائج الروحية مع الأسر والمدارس والزوايا التيجانية بموريتانيا "سيرا على ما درج عليه الأسلاف من نشر وتوطيد القيم المثلى التي ألقى بذرتها الشيخ سيدي أحمد التيجاني، والتي كان لها الأثر الحميد في نشر الدين الإسلامي الحنيف في شتى ربوع إفريقيا". وكان شيخ الطريقة التيجانية بالمغرب أدى والوفد المرافق له صلاة الجمعة بمسجد الحسن الثاني بنواكشوط. وتعد جولة الشيخ سيدي محمد بن أحمد الكبير، في هذه الرحلة الأولى من نوعها لأتباع الطريقة في إفريقيا، منذ تعيينه شيخا لها. وحسب بيان للمشيخة التيجانية بموريتانيا، فإن الشريف سيدي محمد بن أحمد الكبير "اختار الجمهورية الإسلامية الموريتانية لبدء جولاته المباركة، لما لها من أهمية تاريخية في انتشار هذه الطريقة بربوع إفريقيا ولتميز العلاقة التي تربط بين البلدين الشقيقين". وكان سيدي محمد بن أحمد الكبير التيجاني، شيخ الطريقة التيجانية في المغرب، قال إن زيارته لموريتانيا على رأس وفد من علماء ومقدمي وشيوخ الطريقة التيجانية تأتي "لتجديد العهد والروابط التي تربط التيجانيين ببلاد شنقيط ومدينة فاس، التي هي منبع الطريقة التيجانية، ومنها خرجت ليشع ضياؤها على موريتانيا وغيرها من البلاد الإفريقية الأخرى". وأضاف سيدي محمد بن أحمد الكبير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش حفل الاستقبال، الذي أقيم له وللوفد المرافق بالمركز الثقافي المغربي بنواكشوط، أن "الطريقة التيجانية انطلقت من مدينة فاس ووصلت إلى موريتانيا على يد بعض الخلفاء والعلماء والشيوخ وعلى رأسهم الشيخ العالم محمد الحافظ الشنقيطي رحمه الله". وأوضح أن هذه الجولة، التي التقى خلالها مع جميع المقدمين والأسر التيجانية والأتباع والشيوخ "شكلت مناسبة لتجديد الصلات والروابط بجميع الأسر والمراكز والمدارس التيجانية المتوجودة بموريتانيا"، مؤكدا أن الهدف منها "هو إحياء القيم الروحية والسلوكية، التي تأسست عليها طريقة الشيخ سيدي أحمد التيجاني، وكذا لتمتين العلاقة بين هذه المراكز والزاوية الأم بمدينة فاس".