ملعبان لكرة القدم بمواصفات عالمية وروح التراث القطري كشف المهندس هلال جهام الكواري ، رئيس مؤسسة أسباير زون في العاصمة القطرية الدوحة، عن منشآت رياضية غير مسبوقة في المنطقة وعلى الصعيد العالمي تجمع بين آخر التقنيات وعبق التراث والأصالة القطريين؛ ويتعلق الأمر بملعبين لكرة القدم في إطار استعدادات قطر وجهودها لإقناع الفيفا بمنحها شرف احتضان نهائيات كأس العالم 2022. ويبدو من خلال الأشكال الهندسية للملعبين الكبيرين مدى حرص القطريين على الجمع بين التراث والاعتزاز بحياة البداوة وبين استغلال آخر صيحات التكنولوجيا الحديثة وتسخيرها لبناء منشآت معمارية تشد الأنظار؛ كما يبدو جليا من خلال البطاقة الفنية للمشروعين أنهما أعدا خصيصا لملائمة جو الصحراء بحيث يمكن التحكم في درجة الحرارة بهما إذ لن تتعدى 28 درجة مائوية في كل الأحوال ومهما بلغت درجات الحرارة والرطوبة في فصل الصيف المعروفة بها الطقس في الخليج في تلك الفترة. الشكل النهائي لاستاد الدوحة المعلن عن البدء في تشييده يوم الثلاثاء الماضي الكشف عن هذه المنشآت الكروية الرائعة جاء أياما فقط من زيارة "حاكم الفيفا"، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف سيب بلاتر للدوحة وعقده لمؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني وحضوره لنهائي كأس ولي عهد قطر ولقائه بكبار المسؤولين القطريين الذين أكدوا له الرغبة في احتضان البطولة العالم الأشهر في العالم وتقديمهم لكل الضمانات بنجاحها. وتؤكد هذه الدولة الخليجية الصغيرة مساحة وسكانا أنها تملك الرغبة والعزيمة في مقابل القلة وهو الشيء الذي لا تملكه دولا عربيا أخرى بعدتها وعتادها. قد يقول قائل إن أموال الثروة النفطية والغازية( نسبة للغاز الطبيعي) هي التي تجعلهم يقومون بكل ذلك، لكن هذا طرح مردود وإن كان لا خلاف من أن وفرة المال تساعد على تنفيذ الأفكار، فالسعودية مثلا أقدم من قطر وأكبر منها مساحة وسكانا بآلاف المرات لكنها لم تفعل ما فعلته هذه الدول الصغيرة. وقد ذكرني الموقف بملفنا في المغرب لاحتضان كأس العالم في المرات السابقة، وكيف أننا لم نقنع الفيفا بكلامنا رغم الكلام الذي نثر في الهواء بوعود بالتنفيذ حينئذ من الحكومة، وكيف أننا لم نبدأ في بناء ما تم تصميمه ولو أنه لا يرقى إلى ما قدمته قطر. فلم أسمع وقتها من استضافتنا لبلاتر ما سمعته منه في قطر خلال المؤتمر الصحفي حين قال بوضوح أنه يدعم ملف قطر! فمهما يكن من تفسيرات من البعض، لكنهم انتزعوا منه التصريح بالدعم والوقوف مع الملف حتى وإن لم يفعل. وفي معرض تعليقه عن هذا الحدث الهام، يقول المهندس هلال الكواري:" أعتقد أن العالم الآن تعود على توقع ورؤية الأشياء العجيبة والمنشآت الرائعة في قطر في مختلف الميادين، وخصوصا فيما يتعلق بالمنشآت الرياضية. كما يعلم الجميع قطر، تهتم دائما باستضافة المناسبات الرياضية العالمية؛ وآخرها وليس أخيرها الترشح لاحتضان نهائيات كأس العالم 2022، ومن هذا المنطلق، قررنا بدء الاستعدادات وبتعزيز البنية الرياضية بناء ملعبين لكرة القدم من الطراز العالمي بطاقة استيعابية تتراوح بين 50 و60 ألف مقعد ومجهزة بأحداث التقنيات الحديثة لتتماشى وطبيعة مناخ المنطقة، وشكلها الهندسي مستوحى من جذور التراث القطري الأصيل." ويحمل ملعبا كرة القدم اللذان تم الكشف عنهما، أسماء مشتقة من عبق التراث القطري، حيث يحمل الأول اسم "بيت الشعر"، وهي الخيم المنسوجة من شعر الإبل وبعض الحيوانات الأخرى كالصوف وشعر الماعز، وتكون عادة سوداء اللون مرصعة غالبا بالأبيض وكذلك بعض الألوان الطبيعية الأخرى، وتتخذ مجلسا للاجتماعات الودية وكذلك للحفلات والمناسبات. استاد الدوحة على شكل بيت الشعر أو الخيمة البدوية ويبدو شكل الملعب الخارجي وكأنك أمام خيمة شعر مما يضفي عليه رونقا وجمالية تعكس عمق التراث القطري. أما الملعب الثاني فيحمل اسم " الزبيدي" وهو اسم لنبتة تسمى نبات الأرض، يميل لونها للبياض وشكلها للدائري، وليس لها أوراق، بل تعتمد على ساق تمتد في العمق ورأس دائري؛ وتأتي من تحت سطح الأرض وتدفعه ليشقق وتظهر على السطح في شكلها الذي يبدو على شكل دائرة بيضاء. وتأتي فكرة الملعب بهذا الشكل لتجمع بين الأصالة وقوة الخيال والإبداع؛ ذلك ان ملعبا بهذا الشكل يحمل عدة دلالات لعل أبرزها مراعاة طقس المنطقة وحلول التغلب عليه. استاد قطر الوطني في شكله النهائي مجسم لاستاد قطر الوطني المستوحى من نبات الفطر