اعتبر القيادي في حزب التقدم والاشتراكية، محمد سعيد السعدي، أن حديث الأمين العام للحزب، نبيل بنعبد الله، في برنامج " نصف ساعة" الذي ينشره موقع هسبريس، يحمل في طياته صبغة الحملة الانتخابية غير المعلنة لانتخابه على رأس قيادة الحزب، مفيداً أن كلامه في البرنامج، تضمّن العديد من الادعاءات والمغالطات، منادياً الرأي العام بالتعرّف على حقيقة منجزات بنعبد الله سواء كسفير أو كوزير للسكنى والتعمير وسياسة المدينة، ومشدداً أن الوزير كانت مواقفه متذبذبة بخصوص الملكية البرلمانية وحركة 20 فبراير. وأشار القيادي الاشتراكي، في رسالة موجهة إلى هسبريس، أن بنعبد الله ادعى أن السعدي قام بشتم رفاقه في الحزب، غير أنه لم يقدم أي دليل على ذلك، ليضيف السعدي: "أنا أقوم بانتقاد الأفعال و المواقف والسلوكيات الغريبة عن ثقافة وهوية الحزب، والتي أصبح يروج لها العديد من قيادات الحزب الحاليين كالمحاباة ومحاولة تحويل الحزب إلى مطيّة من أجل التسلق الاجتماعي والحصول على منافع مادية". وأضاف السعدي أنه كانت له الشجاعة مع رفاق آخرين للخروج إلى الشارع ضمن حركة 20 فبراير، وأنهم أصدروا بلاغاً ينادي بضرورة تبني المغرب لنظام الملكية البرلمانية التي يسود فيها الملك ولا يحكم، في حين اتسم موقف بنعبد الله، حسب المتحدث، بالتذبذب والتردد، واتخذت فيه القيادة الحالية للحزب موقفاً معادياً للحركة، بل واتهمتها بكونها غير مسؤولة ومشبوهة، وذلك في معرض رد السعدي عن اتهام بنعبد الله بأنه انقطع عن النشاط الحزبي منذ سنوات. واستطرد السعدي أنه قام كذلك بتنشيط العديد من اللقاءات الحزبية لشرح مضامين مشروع الدستور الجديد وقام بالدعوة للتصويت لصالحه رغم تحفظاته على بعض مضامينه، وأكد بمعية رفاق آخرين على ضرورة إدماج مطلب المناصفة بين الجنسين في مشروع الدستور، في وقت لم تشر فيه الوثيقة التي قدمتها القيادة الحالية للحزب إلى اللجنة المكلفة بصياغة مسودة الدستور إلى هذا المبدأ، حسب المتحدث. وذكر السعدي أنه تقدم إلى اللجنة المركزية للحزب بورقة طرح فيها تحليلاً نقدياً لأداء قيادة الحزب منذ المؤتمر الوطني الأخير ودعا فيها إلى قيام تكتل شعبي لبناء دولة ديمقراطية تشكل قوى اليسار نواتها الصلبة، كما دقق فيها عناصر نموذج اقتصادي اجتماعي بديل، وألح على ضرورة تأهيل الحزب على أساس إعمال الديمقراطية الداخلية، غير أن القيادة الحالية، يقول السعدي، اختارت عن قصد تجاهل مساهمته والتعتيم على مضمونها، وهو ما يؤكد وفق تعبيره، ضيق صدرها وضعف ثقافتها الديمقراطية وعدم اكتراثها بالرأي الأخر. كما انتقد السعدي طريقة حديث بنعبد الله في البرنامج المذكور، معتبراً أنه يتحدث عن الحزب وكأنه في ملكيته الخاصة حين يقول "واحد عندي فالحزب"، فهذا التعبير، حسب السعدي، ينم عن سلوك غريب لم يشهده قط في حزب التقدم و الاشتراكية منذ أن التحق به قرابة أربعين سنة. ونادى السعدي الجميع إلى التعرف على منجزات بنعبد الله كسفير للمغرب بإيطاليا أو كوزير للسكنى منذ 2011، وما قدّم في مجال محاربة دور الصفيح وتوفير السكن اللائق للمواطن(ة)، مطالباً له بالكشف عن الطريقة التي تم بها تكوين الحكومة الحالية في نسختها الثانية، في ظل ما يعتبره السعدي عدم قدرة بنعبد الله على ضمان مناعة استقلال القرار الحزبي في وجه أي تدخل خارجي.