قال رجلُ الأعمال، كريم التازي، إنَّ الإشهار صار أداةً في يد النظام والسلطة، وإنهُ عاشَ التجربَة أيَّامَ كان مساهمًا في مجلَّة "تيل كيل"، حيثُ أفضَى الحصارُ المطبق إلى انهيارٍ تامٍ، عقب الاستطلاع الذِي تمَّ إجراؤه، فما كان للمدير السابق للمجلة أحمد رضا بنشمسي إلَّا أن انسحب، مضيفًا أنَّ في المجلَّة صحافيِّين لا زالُوا يمارسُون الرقابة الذاتيَّة بعدمَا خبرُوا الامتحان الأول. التازِي أردفَ مساء السبت بالرباط، خلال مناظرة "هسبريس" و"هنا صوتك"، أنَّ النصوص وإنْ كانتْ على قدرٍ من الأهميَّة تبقَى غير ذات أهميَّة كبيرة في في ظلِّ وجود ثقافة استبداديَّة لدى النظام، لأنَّ الصحافيَّ سيقيمُ حساباتٍ كثيرةٍ وسيحتاطُ أكثر من اللازم قبل أنْ يباشر الكتابة، وهوَ يستحضرُ أسماءً حوكمت ظلمًا وعدوانًا "ضعُوا ما شئتُمْ من القوانين، فإنَّ الصحافيَّ سيظلُّ مسكونًا بالخوف وهُو يضعُ نصب عينه بروكسي..وآخرين". المتحدثُ ذاته، زادَ خلال الندوة التناظرية حول "الممارسة الصحفية وسؤال الحرية بالمغرب" أنَّ ثمَّة منابر مغضوب عليها في المغرب لا تنالُ الإشهار وإنْ حازتْ نسبةً محترمةً من القراء، فيما لا يتجرأ على دعم منابر مزعجة سوى قلة من المستشهرين، مضيفًا أنَّ العدالة والتنميَة القائد للتحالف الحكومِي باعَ المغاربَة وعودًا زائفة، وانصرفَ إلى تسويغ كافَّة الإخفاقات "التي يدرِي منْ يقفُ وراءهَا"، يقول التازِي بنبرةٍ غاضبَة. وفي سياقٍ ذِي صلَة، زادَ التازِي أنَّ وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، يتعاملُ اليوم كمنْ يريدُ غضَّ الطرف عنْ شيءٍ ماثل أمامه، ضاربًا المثال بمحاكمة الصحافِي أنوزلا، التِي قالَ إنَّ الخلفِي يكتفِي إزاءهَا باللجوء إلى لغَة النصوص، في حين أنَّ القرار سياسيٌّ يأتِي من جهاتٍ معلومات، اعتبرتهُ صوتًا مزعجًا وأرادتْ أنْ تنهيَ تجربته.