وجه محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف ب"أبو حفص"، انتقادات عنيفة لما وصفها بالقسوة على المخالف والشدة عليه والتي يلبس أصحابها "لباس الدفاع عن الدين وحماية الشريعة ونصرة السنة". وأضاف في تدوينة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، أنه يرى الأمر "مرضا نفسيا وشهوة عنفية خفية وانعكاسا لعقدة داخلية وتصريفا لأزمة شخصية وتفريغا لكبت قاهر". أبو حفص الذي يعتبر من الوجوه البارزة لما عرف ب"السلفية الجهادية" هاجم "القساة" واعتبرهم في مصاف "المريض النفسي مكانه الطبيعي مستشفى الأمراض النفسية وليس منتديات العلم والمعرفة ومواقع التواصل والتدافع الفكري". ودعا أبو حفص الذي حُكم ب 25 سنة سجنا بتهمة الإرهاب سنة 2003 قبل أن يستفيد من عفو ملكي بعد قضاء 9 سنوات، إلى "الحرص على سلمية المجتمع، وعلى رعاية التوافق بين كل أطرافه وفئاته"، مشددا على ضرورة "فتح مساحات واسعة لحرية الآراء مهما كانت صادمة، بل حتى معادية للدين، ومناقضة للهوية وقيم الأغلبية". أبو حفص الذي ينشط برنامجا بإحدى الإذاعات الخاصة، استشهد في دفاعه عن حرية الرأي بمجموعة من الآيات القرآنية الأحاديث والوقائع التي عاشها المسلمون إبان حياة الرسول، عندما كان المسلمون في فجر الإسلام يتعرضون للمضايقات والأذى، مؤكدا أنه "ومع كل هذا لم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإسكاتهم وقمعهم فضلا عن قتلهم وإعدامهم ... ما دام تمردهم لم يتجاوز الكلمة والرأي". وقال الشيخ السلفي الذي انضم إلى حزب النهضة والفضيلة "حين أستعرض ما نقله القرآن الكريم من عبارات غليظة صدرت من المنافقين في حق رسول الله وحق دينه وحق أصحابه أقف بإعجاب أمام تلك السماحة النبوية في التعامل وغض الطرف حفاظا على تماسك المجتمع وتوافقه".