في أول خطبة جمعة يحضرها الملك محمد السادس بعد عودته، يوم أمس، إلى أرض الوطن من عطلة خاصة قضاها في فرنسا، تطرق خطيب مسجد "كراكشو" بالرباط إلى موضوع التدين الحقيق والتدين المزيف، مبرزا أن "التدين الحق ليس مظاهر وشكليات". وأفاد خطيب الجمعة، بحضور الملك محمد السادس، أن ثمة "فرق بين التدين الحق وبين من سلك غير سبيل المؤمنين"، مشيرا أن "هناك من يفهم الدين على أنه جسد بلا روح وألفاظ بلا معنى، ومظاهر وطقوس ينبغي الحفاظ عليها بعيدا عن جوهر الدين وترجمته إلى سلوك في الحياة". واستطرد الخطيب شارحا أن "التدين الحقيقي لا يعبأ بالمظاهر والشكليات الزائفة، وإنما يعتبر بتطابق الظاهر مع الباطن، وهو ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم حين قال" إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". وشدد الخطيب على أنه لتربية الأبناء تربية صحيحة من غير إفراط ولا تفريط، و لا تشدد ولا تنطع، يجب أن نغرس فيهم التدين بشكله الصحيح، ونرشدهم إلى سلوك العبادة حسب طاقتهم واستطاعتهم، لقول النبي" إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه". وذهب المتحدث إلى أن أعظم مسؤولية يتحملها العلماء والمربون والمدرسون، هي تغذية منابع التدين، وترسيخ مبادئ الدين في النفوس الناشئة، متحرين في ذلك نهج الوسطية والاعتدال، ليتحصن الشباب من التيارات الفكرية الهدامة المتشددة البعيدة عن قيم الدين السمحة". وتناول الخطيب ذاته موضوع سوء فهم الدين لدى العديد من الشباب في المجتمع، عازيا ذلك إلى "علل كثيرة منها الجهل والأهواء والأطماع وأمراض القلوب"، مبرزا أن "الإسلام دين يورث سكينة النفس وطمأنينة القلب وسعادة الدارين". واسترسل خطيب مسجد "كركشو" بأن الدين يقذف في قلب صاحبه رقابة ذاتية تجعله لبنة بناء يحرس الفضيلة ويغرسها في النفوس"، مستدركا أنه "ليس معنى ذلك أن المتدين معصوم من الخطإ، فهو كغيره من البشر، يزل ويغفل، لكنه يتذكر من قريب فيتوب وينيب".