شوهد ثور أسود وهو يركض بدون توقف يوم الأربعاء 7 أبريل 2010 عبر شوارع مدينة وجدة وهو في حالة هيجان حاد، وقد خلق جوا من الهلع في نفوس المارة من نساء ورجال وأطفال وشيوخ. وحسب مصدر موثوق به، فإن الثور الأسود فر من المذبح البلدي بالمدينة، أين كان ضمن طابور الثيران المخصصة للذبح قصد توزيع لحومها على المجازر، إلا أنه ربما شعر بمصيره الذي ينتظره، فاستغل عدم إحكام ربطه جيدا، وهرب خارج المذبح وهو في حالة هستيرية سالكا العديد من أزقة وشوارع المدينة. رصدت كاميرتنا الحدث بباب الغربي، حيث بدا المشهد لنا وكأننا في زقاق من أزقة بامبلونا في الشمال الغربي بإسبانيا، أين يُطلق سراح الثيران الهائجة، وما يرافقها من منظر ركوض هواة المخاطرة وراء هذه المخلوقات وما تخلفه من ضحايا وإصابات. إلا أننا لم نرصد وقوع ضحايا لهذا الثور الأسود، لكنه خلق أجواء رعب حقيقية لدى الكثير من المواطنين الذين مروا بقربه أو طاردهم أو أغار عليهم داخل محلاتهم كمصبنة بداخل باب الغربي كما توضح بداية الفيديو. كما أحدث الثور الأسود خدوشا بالعديد من السيارات، وأرغم بعض أصحابها وذويهم إلى الركض للاحتماء بداخلها لكن بإغلاق أبوابها على أصابع أيدي وأرجل بعضهم من شدة الخوف. كما زرع الثور الأسود الرعب لدى العدول المصطفين بباب الغربي وهدد واجهات محلاتهم الزجاجية، بحيث سارعوا إلى إغلاقها، ولحسن حظهم لم يعيرهم الثور اهتمامه. ومن طرائف هيجان الثور الأسود، أن بعض الشباب المتهور حملوا سكاكين محاولين تهديد الثور الهائج، ربما كانوا في حالة تخدير ويخالون أنفسهم أنهم أمام ثور في أحد أزقة بابمبلونا الإسبانية الشهيرة بثيرانها الجامحة وأمام عدسات كاميرات تلفزيونات العالم، لكنهم سهوا أنهم في زقاق من أزقة المدينة القديمة حيث بدوا جبناء وهم يهددونه بعيدين عنه. ولم يستطع أحد إيقاف الثور الأسود إلا بعد أن خر ساقطا لوحده من شدة التعب، بحيث قطع عدة كيلومترات وهو يركض وينطح كل من وجد في طريقه، فحضر رجال الوقاية المدينة الذين وجدوه رابضا قرب باب المقاطعة الأولى، فحملوه ليلقى مصيره المحتوم بالمذبح البلدي قريبا، حيث سيأخذ المواطنون بعدئذ ثأرهم منه وهو جثة مقطعة إربا إربا على موائدهم.