هناك رؤى متعددة حول كيفية فهم الدين وتوظيفه في حياتنا الاجتماعية؛ منها: "تقويم الدين" وهو ما اقترحه السيد باسكال حيلوط، استدراكا على ما كتبتُه سابقا حول الموضوع. السؤال المهم هنا لا يتعلق بتعدد المقترحات في هذا الموضوع، فهي كثيرة؛ وإنما بمدى جديتها، وكونها تتوفر على شروط النجاح، والتأسيس لمجتمع مدني، يتقاسمه المواطنون بشكل عادل دونما اعتبار لمعتقداتهم وتوجهاتهم. خيار "تقويم الدين" تبسيطي وساذج، لأنه غير واقعي، ويفتقر إلى الشروط الموضوعية للنجاح، إضافة إلى أنه يواجه خيارات أكثر منه معْقولية وواقعية؛ وهو ما أحاول إبرازه من خلال النقاط التالية: أولا: لم يحدد حيلوط المفهوم الذي يقصده من مصطلح "تقويم الدين"، ولا قدّم تصورا واضحا عن كيفية ذلك؛ والأسطر القليلة التي كتبها حول الموضوع، إضافة إلى غموضها، قد لا تسعف في الوصول الى تَبيُّن مُرادِه ورؤيته من مفهوم "تقويم الدين". وحيث إنه لم يحدد هذا المصطلح، ولا ضَرَبَ له أمثلة للتوضيح والبيان، فسأقف مع هذا الخيار "تقويم الدين" من خلال المقال الذي دافع به عن هذا الاختيار، ومن خلال ما تدل عليه اللغة. ثانيا: أول أسباب الفشل في هذا الخيار، "تقويم الدين" هو المعنى النفسي الذي يخلقه في ذهن الشخص المؤمن، وردة الفعل التي تترتب عنه بعد ذلك، وهي الرّفض؛ ذلك لأن التقويم يعني في ظاهره تسديد شيء معْوجّ في جوهره وبِنْيته، فإذا ما قلت لمسلم، أو أي مؤمن بأي دين كيفما كان: سأقوّم لك دينَك، فإنه سيفهم بالتأكيد أن في دينه عِوَجا وخللا تريد إصلاحه وتقويمه؛ وبالنسبة للإسلام فإن الله تعالى قد نفى عنه الاعوجاج؛ قال تعالى: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا قَيِّمًا.." الكهف1/2. فمَكْمن الخلل في هذا الاختيار "تقويم الدين" والذي بناء عليه لن يلقى أي تجاوب وسيكون مرفوضا من كل مؤمن؛ هو أنه يتجه أساسا إلى دعائم الدين لينسفها، وهو ما تشير له عبارات باسكال حيلوط بوضوح حيث يقول: " نعم يمكننا أن نقوم عقيدتنا وأن نروم الصدق وأن نعترف بصراحة أن المشرع الأول اغتصب ضمائر أجدادنا بعدما كان قد أمر بالمنكر جدنا إبراهيم الذي أبان استعداداه لذبح ابنه عوض مساءلة ربه" !!! فالعبارة واضحة في أن "تقويم الدين" الذي يقصده حيلوط هو نسْف كيانه من الأساس، أي قطع الصلة بهذا الدين الذي رآه قد اغتصب الضمائر!! يدلل على هذا الأمر أيضا، رسالته الإلكترونية التي بعث بها إلي، وضمنها كثيرا من الشتم، حيث لعنني فيها واتهمني بالنفاق والكذب..إلخ؛ أقتطف منها المقطع التالي الذي يخاطبني فيه بالقول: "أنت الذي تنادي للتأسيس للمجتمع المدني، هل نددت يوما بتحريم تزوج المسلمات بغير المسلمين من الألمان، كما كان شأن اليهوديات الفرنسيات المحرم عليهن التزوج بغير اليهود؟ وهل أصدرت فتوى تحل تزوج المحجبات بمن تحببن أم أنك إمام ككل أئمة المسلمين تتشدقون بما لا تفعلون...؟" احتجت إلى هذا المقطع للمساعدة في استبيان مفهوم "تقويم الدين" الذي يقصده حيلوط، إنه الانسلاخ الكلي من مبادئه وشرائعه. هذا الطرح معْلول بكل آفات الفشل الذاتية بكل تأكيد، ذلك لأنه يتجه إلى ملايين المؤمنين، آمِرا لهم بترْك دينهم، وأنهم لن يكونوا صادقين إلا إن اعترفوا أن المشرع الأول قد اغتصب ضمائرهم، وأن جدهم إبراهيم "عليه السلام" قد أمر بالمنكر حينما استجاب لأمر الله تعالى في ذبح ابنه ..إلخ!! فأي إيمان يبقى مع هذا الاعتقاد؟ وكيف لمسلم يؤمن بأن ما قام به إبراهيم عليه السلام، إنما كان بوحْي من الله عزل وجل، أن يقلب كل هذا الإيمان إلى جحود؟؟ فيعتقد أن إبراهيم قد فعل المنكر "حاشاه" حينما استجاب لأمر الله تعالى؛ هذا فضلا عن أن العبارة فيها استهزاء بعقيدة المسلمين، وغيرهم من أهل الأديان السماوية الأخرى..إلخ. وماذا لو عكسنا السؤال ووجهناه لك السيد حيلوط، لماذا لا تروم أنت الصدق وتعترف بأن ما فعله إبراهيم عليه السلام كان بأمر من الله تعالى، وأن ذلك منتهى الإيمان والخضوع لله تعالى..إلخ؟ لا شك أنك لن تستجيب لهذا الاقتراح؛ وكونك لن تستجيب له، فاعلم أن الطرف الآخر، أي المؤمن، لن يستجيب لهذا الخيار الذي تدعوه إليه ..إلخ. وعليه فإن الخيار المعقول والأوفر حظا، هو أن نعترف جميعا بالآخر كما هو، لا كما نريده نحن، وهذا الاعتراف بالآخر هو المنطلق الرئيس، والأرضية الصّلبة التي يتأسس عليها المجتمع المدني. وأسجّل هنا باستغراب كيف أن السيد حيلوط يتحدث عن الدين بضمير الجمع، "نا" فيقول مثلا: "..أم نقوّم ديننا" بما يعني أنه يؤمن بهذا الدين، ثم يأتي بمثل هذه العبارات التي تنسف هذا الإيمان من أساسه؛ إذ قيمة الإيمان وحلاوته في التصديق بهذا الغيب الذي أخبر الله تعالى به؛ وعليه فإن أول مَن يحتاج أن يكون صادقا مع نفسه، هم أصحاب هذا الخطاب، الذين يقفون في وسط الطريق لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء؛ فلا هم عبروا عن إيمانهم بصدق، ولا أعلنوا عن إلحادهم بكل وضوح. ثالثا: يقول حيلوط: " يعتقد كثير من المسلمين ومن الأئمة أن العرب .. لا يفهمون حق الفهم ما معنى “كتب عليكم القتال وهو كره لكم” ويودون أن يوهموا أنفسهم وأن يوهموا الناس أن لا علاقة للجهاد وللقتال بالفهم الصحيح للإسلام وأن ”السلفية الجهادية” ليست فهما صحيحا لأسس ديننا". تحتوي هذه الفقرة على مغالطات منهجية في فهم نصّ القرآن؛ والتي بناء عليها دعا إلى قطع الارتباط بهذا الدين من أساسه؛ ولأجل الاختصار أكتفي بذكر اثنين منها فقط: المغالطة الأولى يشير لها قوله: " وأن يوهموا الناس أن لا علاقة للجهاد وللقتال بالفهم الصحيح للإسلام". لا أحد من الفقهاء ينكر أن الجهاد والقتال واردان في القرآن، وأنهما جزء من الدين عند وجود أسبابهما وشروطهما، التي تتلخص تحديدا في حماية أراضي المسلمين والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم وعقيدتهم من الأعداء، ولا أتصور عاقلا يعترض على هذا الأمر، وإلا كيف يمكن تفسير مقاومة المغاربة للاستعمار الفرنسي والإسباني، فقد شكل الدين عامل تحفيز لرجال المقاومة..إلخ. واستشهاده بقوله تعالى: "كتب عليكم القتال .." يشير إلى أن حيلوط من أصحاب القراءة التجزيئية للقرآن، وهي سبب المشكلة لديه، إذ أنها منهجية قاصرة تؤدي بالضرورة إلى سوء الفهم، ومن ثَمّ إلى نتائج كارثية على المجتمع؛ وهو أمر حصل فعلا عبر مراحل مختلفة من تاريخ المسلمين، ولا زالت آثاره السلبية بارزة إلى اليوم؛ وهي قراءة انتقدها القرآن نفسه في قوله تعالى: " الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ" الحجر/ 91. إن بنية النصوص الدينية بما في ذلك القرآن والسنة، تختلف عما يؤلفه البشر من كتب، لذا فهي تحتاج إلى منهجية خاصة في التعامل، أصّلها الفقهاء، وهي أن تجمع النصوص الواردة في الموضوع الواحد، ثم تلاحظ ما هو مطلق ومنها وما هو مقيد ..إلخ؛ وتفهم كل ذلك في إطار مقاصد الدين، التي تؤطرها آيات محورية في القرآن، وتتأسس أولا: على تكريم الله للإنسان، بغض النظر عن دينه ولونه وجنسه، ويؤصلها قول الله تعالى: " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" الإسراء/ 70. وتتأسس ثانيا: على قصْد العدل، الذي يؤصله قول الله تعالى: " وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ" فصلت/46 . .إلخ. فكما يوجد في القرآن قوله تعالى " كتب عليكم القتال .." يوجد أيضا قوله تعالى: " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا" الحج/39؛ وقوله تعالى: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" البقرة/190؛ وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي " ياعبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم مجرما فلا تظالموا ...". إلخ. فالقراءة الصحيحة تجعلك موقنا أن القرآن لا يسمح إطلاقا بالاعتداء على الناس الآمنين المسالمين. لكن يبدو لي وكأن السيد حيلوط يستشكل وجود آيات القتال في القرآن أصلا، ولعله كان يتمنى أن أن يخاطب الله تعالى المؤمنين بالقول: لا تقاتلوا الذين يقاتلونكم ودعوهم يفعلون بكم ما يشاؤون...!! وإن صفَعوكم على الخدّ الأيمن، فقدموا لهم خدكم الأيسر ليصفعوكم عليه مرة ثانية..!! وهنا نكون أمام مطلب مِثالي لا يمتّ للواقع بصلة؛ ذلك لأنه مهما حاول خِيّار الناس خلْق مجتمع إنساني كونيٍّ آمنٍ وخالٍ من الحروب، إلا أنها تبقى من حيث الواقع حالة موجودة بوجود نوع الإنسان، ولا يمكن للدين أن يتحمل مسؤوليتها، ذلك لأن من أعنف الحروب التي أزهقت الملايين من بني البشر، تلك الحروب والثورات التي قامت على الفكر الإلحادي الذي لا يمت للدين بصلة؛ وهذا لا يعني أنه لم تكن هناك حروب باسم الدين، بل حدثت إلا أن الإنسان نفسه هو مَن صنع أسبابها ثم جعل لها غطاء دينيا؛ وهنا نكون مام قضية تراثنا الديني من جديد، كيف نتعامل معه؟ وما هو الثابت والمتحول فيه؟ المغالطة الثانية في هذه الفقرة هي قوله: ".. وأن السلفية الجهادية ليست فهما صحيحا لأسس ديننا". المغالطة هنا، هي أن السيد حيلوط يريد أن يوهم القارئ أن فهم هذا التيار للدين هو الفهم الصحيح المجمع عليه، وبناء عليه، لا ينبغي اتهام هذا التيار، وإنما اتهام الدين الذي يؤمن به. أشير بداية إلى أني سأتعامل مع هذا اللقب "السلفية الجهادية" بالمفهوم الذي يُروَّجُ له في سائل الإعلام. فهم هذا التيار للدين، ولمسألة الجهاد تحديدا ليست صحيحة إطلاقا، والمشكلة بالنسبة له ولغيره من التيارات التي تسير في نفس الخط، هي تلك القراءة التجزيئية للقرآن وللسنة، وهي المشكلة التي وقع فيها حيلوط نفسه، كما أشرت سابقا. فأول المنطلقات الفكرية الخاطئة لمثل هذه التيارات، هي الانطلاق من كون أنه يجب على المؤمن أن يقاتل الناس لدفعهم إلى الإيمان؛ وقد تجدُ في ظواهر بعض النصوص القرآنية ما يدل على هذا الأمر، لكن مشكلتها أن أعينها تقع على هذه النصوص فقط، دون غيرها، التي تؤكد أن التنوع العقيدي والفكري من سنة الله في الكون، قال الله تعالى: " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" هود/118؛ وقد نبّه الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم إلى هذا المبدأ الكوني في آيات صريحة كثيرة منها قوله الله تعالى: " وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ" الأنعام/107..إلخ. إن أحد الأسباب الرئيسية والموضوعية التي جعلت هذه التي التيارات تتبنى هذه التوجهات وتجد لها طبعا شواهد ومبررات من القرآن والسنة، هي حالة الظلم التي تعرضت لها الأمة الإسلامية والأقليات المسلمة في أماكن مختلفة من العالم، مثل البوسنة، وكوسوفا، والشيشان، وبورما وإقريفيا الوسطى وفلسطين طبعا، ..إلخ؛ فأمام هذه الأوضاع، وحالة العجز تجاهها، والشعور بالانتماء للأمة الإسلامية ووجوب الدفاع عنها، كان سهلا على هذه التيارت أن تميل إلى توظيف النصوص الدينية التي تأمر بالجهاد والقتال ضد الكفار، على اعتبار أنها ترى أنهم قد ظلموا هذه الأمة وأهانوا المسلمين . رابعا: دعا حيلوط المسلمين فيما كتبه من أسْطُر إلى ترك المراوغات، والاعتراف بالحقائق التاريخية، فقال: " لا يمكن لهؤلاء ولا لألئك تغيير ما تحتويه "كتب الغزوات " و "كتب السيرة" ولا إعادة كتابة "لسان العرب" كي يصبح فعل قتل ثم قاتل يعني عكس معناه المعروف عند العرب منذ غابر الأزمان". أريد أن أعترف هنا أني أرى في هذا النص سطحية في الفهم لا تليق بشخص يطرح حلا يريد أن يساهم به في فكّ شفْرة إشكالية مجتمعاتنا، التي اختلطت حروفها وأرقامها. لم يذكر حيلوط هنا أيضا أمثلة لهذه الحقائق التي يدعونا للاعتراف بها..!!؛ لذا أفترض أنه يقصد بذلك، غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم مثل بدر وأحد..إلخ. هذا الذي يذكره السيد حيلوط هنا، هو أيضا أحد العوامل الرئيسية التي تهدم إقتراحه حول "تقويم الدين"؛ ذلك لأنه يفيد أنه يرى أن هذا الذي وقع، كان سُبّة في تاريخ المسملين، وعليهم أن يتبرؤوا منه؛ في حين أنه بالنسبة للمسلمين أحد مفاخر تاريخهم التي كانت ضرورية لحفظ كيانهم ووجودهم، وهذا ليس فقط بشهادة المسلمين، ولكن أيضا باعتراف كبار المستشرقين..إلخ. بما أن السيد حيلوط تحدت عن هذا الموضوع التاريخي الدقيق بلغة سطحية تبسيطية، فإني أسائله بنفس اللغة: افتَرِضْ أنّك كنت من سكان المدينة يوم هجَمَ عليها الأحزاب، وأحاطوا بها، وتمت استشارتك فيما يمكن فعله حيالهم، أكان يمكنك حينها أن تقول لا تقاتلوهم ودعوهم يدخلون عليكم مدينتكم..؟ مع أن أعراف الحروب حينها كانت تنتهي بسبي الطرف المغلوب واستعباده..إلخ؛ ما هذا العبث وهذه السذاجة في قراءة التاريخ ..! إن جميع التجمعات البشرية التي لم تستطع حماية وجودها كان مصيرها الاندثار والزوال، أو على الأقل الذوبان في الأمم الغالبة. خامسا: في الرسالة الإكترونية التي بعث بها إلى، اتهمني السيد حيلوط بالمراوغة، حيث أدعو لتأسيس المجتمع المدني ولكن لم أصدر فتاوى تبيح للمسلمات التزوج بغير المسلمين..إلخ. المجتمع المدني كما هو متعارف عليه في كل الدول الديموقراطية، هو الذي تتساوى فيه حقوق أفراده على أساس المواطنة ، لا على أساس الدين أو العرق، بمعنى أن الجميع يتشارك في الفضاء العام، من مدرسة، وشارع، ومعمل..إلخ؛ بغض النظر عن عقائدهم وألوانهم وأشكالهم ..إلخ. وأنا أومن بهذا المجتمع وأدعو إلى تأسيسه؛ ومن هذه المنطلق انتقدت التوجهات أو الخطابات التي لا تَسْتَسِيغ هذا التعدد، ولا ترى الآخر إلا نسخة تكاد تكون طبق الأصل لرؤيتها، وهي خطابات من شأنها تقويض دعائم هذا المجتمع من دون شك؛ ومن هذه الخطابات هذا الاقتراح الذي يدعو المؤمين إلى قطع صلتهم بدينهم. إن من مستلزمات مفهوم المجتمع المدني أن نرى الآخر كما هو، وعلى حقيقته لا كما نريده نحن، وهذا الذي لا يزال يبدو مستعصيا على الهضم في مجتمعاتنا، سواء بالنسبة لبعض المؤمنين المتدينين، أم بالنسبة للبعض من اللادينيين. والله ولي التوفيق. *إمام/ألمانيا [email protected]