أكد أنيس بيرو الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة يوم الأحد المنصرم في لقاء تواصلي عقده مع ممثلي عدد كبير من الجمعيات المغربية الفاعلة في ألمانيا بمدينة إيسن (غرب) على ضرورة تكريس التواصل كتقليد بين الجالية المغربية والوزارة والمصالح المعنية . واعتبر بيرو في هذا اللقاء الذي عقد بهذه المدنية التي تقع في ولاية شمال الراين - وستفاليا في غرب ألمانيا، والذي نظم بمبادرة من سفارة المملكة ببرلين بحضور ممثلين عن 40 جمعية للمغاربة المقيمين في مختلف أنحاء ألمانيا، أن هذا التواصل كفيل بالاطلاع عن قرب على عدد من القضايا التي تشغل بال الجالية وتسهيل بحث سبل معالجتها بشكل أنجع. وجدد الوزير التأكيد على العناية الموصولة والخاصة التي يوليها الملك محمد السادس لأفراد الجالية المغربية في كل مناطق العالم، وحرصه على توفير أفضل الخدمات والشروط اللازمة، لهذه الجالية التي تحظى بعطفه لما أبانت عنه من تشبث بمغربيتها، وإسهامها الكبير في تنمية المملكة وإشعاعها. وحث بيرو أفراد الجالية على ضرورة خلق جسر للتواصل فيما بينهم عبر إحداث مزيد من الجمعيات كقوة اقتراحية مهمة وبين المصالح التي تعنى بشؤونهم والتعبير عن مطالبهم وتحديدها في إطار من الشفافية والوضوح، من أجل ضمان توفير خدمات في مستوى تطلعاتهم. واعتبر أنه بدون علاقة الشراكة والتشارك بين وزارته والقنصليات العامة في ألمانيا، سيكون من الصعب التعاون مع الوزارات والمؤسسات الوطنية التي لها ارتباط بمصالح الجالية معبرا عن أمله في أن يؤسس هذا اللقاء ، لهذا التواصل والتعاون الذي تسعى إليه الوزارة وتعتزم الحفاظ عليه عبر خلق آلية للتتبع من أجل تقييم كل ما تحقق. ودعا الوزير الجمعيات إلى تنظيم رحلات ثقافية لفائدة أبناء الجالية إلى المغرب من أجل الاطلاع على تاريخ بلدهم الأم وعلى تعدديته الثقافية والتعرف على روافد هويتهم، مشيرا إلى أن عددا من المشاكل التي تعرفها الأجيال الصاعدة المتعلقة على الخصوص بالهوية واللغة تحصل بسبب بعض التقاعس أو قلة المبادرات. لذلك ، يقول الوزير، فإن مثل هذه اللقاءات أمر صحي يفسح المجال للكشف عن عدد من المكتسبات التي لا يدركها بعض أفراد الجالية داعيا إلى بذل مزيد من الجهود من أجل الإسهام أكثر في تنمية المغرب من خلال إقامة استثمارات في مختلف القطاعات. من جانبه نوه سفير المملكة عمر زنيبر بالحضور المكثف للجمعيات المغربية التي حجت إلى هذا اللقاء من كل ولايات ألمانيا، مشيرا إلى أن الشراكة بين ممثلي الدولة والجمعيات التي تتمتع باستقلال تام في توجهاتها، أصبح ضرورة ملحة لتذليل العقبات التي تعترض بعض أفراد الجالية سواء في حياتهم اليومية بألمانيا أو في المغرب. كما أكد على أهمية خلق فضاء للتعاون يسهل عملية إيجاد حلول لمشاكل خاصة بالنسبة للطلبة المغاربة بألمانيا ومشاكل اجتماعية وإدارية، وتسهيل الحوار مع السلطات الألمانية، مشددا على أن أبواب السفارة والقنصليات مفتوحة على الدوام في وجه أفراد الجالية. وأوضح أن هذه المقاربة التشاركية تندرج ضمن توجيهات الملك وسياسة الحكومة التي لها أولويات واضحة وصلاحيات أفقية على مختلف البرامج إلى جانب الدور الهام الذي تلعبه مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج لذلك ، يقول السفير ، يتعين تحديد القضايا الأساسية المرتبطة بوضعية الجالية. أما مدير بينة التربية والتعددية الثقافية بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ابراهيم عبار، فأوضح أن هذه المؤسسة تجسد العناية التي يوليها الملك للجالية المغربية وأن عملها يندرج في إطار العمل الحكومي، مؤكدا أنها أحدثت من أجل الجالية ولخدمة مصالحها والاشتغال على متطلباتها مع جميع الأطراف الحكومية بالمغرب والخارج. وجدد اعبار التأكيد على ضرورة تحديد الأولويات والأهداف حتى يتم استغلال كل الفرصة المتاحة للحوار والتفكير في الحلول في إطار من الشراكة والتنسيق بين أفراد الجالية ومؤسسات الدولة. وقد تميزت أشغال هذا اليوم المفتوح للتنظيمات الجمعوية للجالية المغربية بألمانيا بورشتين نشطهما كل من القنصلين العامين للمملكة، بفرانكفورت عبد السلام عريفي ودوسلدورف ازهير جبرائيلي، همت الأولى قضايا التربية والتعليم والدين والهوية، والثانية القضايا القنصلية والاجتماعية والاقتصادية. وقد أثار ممثلو الجمعيات في اللقاء عددا من المشاكل التي يعاني منها المهاجرون، خاصة منها ما تعلق بعمليات العبور والظروف التي تمر بها، وتعلم اللغة العربية والتأطير الديني، وخصوصيات الطفل المغربي في المهجر، والمساطر المتعبة للحصول على وثائق إدارية، ومشاكل يواجهها المتقاعدون في ألمانيا، وكلفة النقل في العطلة الصيفية ورمضان، ومشاكل تعيق عمليات الاستثمار خاصة بالنسبة لمغاربة المهجر.