أعلنأمس السبت عن تأسيس (مؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة) وذلك خلال الجمع العام التأسيسي لهذا الإطار الجمعوي، الذي انطلقت أشغاله بقصر المؤتمرات بورزازات. وقال محمد رشدي الشرايبي، رئيس اللجنة التأسيسية لمؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة، في افتتاح هذا الجمع، إن المؤسسة تهدف إلى المساهمة في جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لهذه المنطقة، التي تشمل كلا من ورزازات وزاكورة وتنغير، بما يجعل منها قطبا تنمويا لفائدة ساكنة المنطقة. وأوضح الشرايبي أن هذه المبادرة تندرج في إطار الدينامية الحثيثة التي تشهدها مختلف ربوع المملكة والمتميزة بالانخراط المتزايد للمجتمع المدني وإسهامه بشكل فعال في المسيرة التنموية الشاملة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأضاف أن خلق هذه المؤسسة يكرس مبادئ المواطنة الإيجابية التي تقتضي الانخراط الفاعل للمواطنين في عملية التنمية وتنسجم مع الأوراش التنموية الكبرى التي يعرفها المغرب، ولا سيما المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والورش الهام للجهوية المتقدمة. وأشار الشرايبي إلى أن مؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة تنضاف إلى هذه الدينامية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبشرية، التي تروم النهوض بالمنطقة، وذلك من خلال مقاربة شاملة ومندمجة تتوخى الإسهام في وضع استراتيجية للتنمية المستدامة لهذه الجهة وتعبئة الموارد الضرورية من أجل تفعيلها، مشددا على أن المؤسسة ستحرص على العمل وفق رؤية استشرافية بعيدة النظر كفيلة بضمان الاستمرارية للنتائج المتوخاة. وأكد الشرايبي أن مؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة ستولي، من خلال مشاريعها، الأهمية الكاملة لكافة الأبعاد المرتبطة بعملية التنمية المستدامة من أجل الاستجابة لحاجيات الساكنة مع حسن تدبير الموارد الطبيعية والثقافية والبشرية لهذه الجهة، الهدف من ذلك، يضيف الشرايبي، استثمار وتثمين هذه المؤهلات للتعريف بتراث المنطقة والمحافظة عليه، وإيلاء الأهمية اللازمة للعنصر البشري، الذي يعتبر محور كل عمل تنموي، فضلا عن الاهتمام بالبعد البيئي الذي يعد المغرب بشأنه ميثاقا وطنيا للبيئة والتنمية المستدامة. من جهة أخرى أبرز رشدي الشرايبي، أن الزيارات الملكية للمنطقة، وما حملته من مشاريع تنموية هامة، أبانت عما تزخر به هذه الأقاليم من طاقات واعدة وخصوصيات ثقافية غنية ومتنوعة تجعل أبناء المنطقة يتطلعون إلى أن تتبوأ هذه المكانة التي تستحقها إلى جانب باقي مناطق المملكة، وتنخرط أكثر في ما يشهده المغرب من نهضة تنموية على مختلف المستويات. وأعرب عن ثقته بأن ما تزخر به منطقة ورزازات الكبرى من مؤهلات طبيعية وبشرية واقتصادية وثقافية وسياحية وسينمائية لكفيل بتمكينها من المساهمة في سد العجز والخصاص الذي تعرفه في عدة مجالات، وذلك بفضل عزيمة وتضامن وتضافر جهود أبناء المنطقة ومحبيها والغيورين عليها. وأكد الشرايبي أن مؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة ستعمل في إطار التعاون الوثيق مع السلطات المحلية والهيئات المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني من أجل تحقيق أهدافها النبيلة، وذلك بوضع برامج ملموسة وهادفة، قائمة على القرب من المواطنين والاستجابة لانتظاراتهم. وتميزت الجلسة الافتتاحية لأشغال الجمع التأسيسي بحضور عبد السلام بيكرات عامل إقليمورزازات ولحسن أغجدام عامل إقليم زاكورة ومحمد نخشى عامل إقليم تنغير، فضلا عن المنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني بالمنطقة. وستتواصل أشغال هذا الجمع العام التأسيسي بالمصادقة على القانون الأساسي للمؤسسة وكذا إرساء هياكلها وتشكيل اللجان المختصة الكفيلة ببلورة أهداف المؤسسة وإعداد البرامج اللازمة ومتابعتها بما يمكن من تحقيق الأهداف المأمولة. وتهم اللجان المقترحة عدة مجالات وهي لجنة التنسيق والتواصل، ولجنة الثقافة والتراث، ولجنة التنمية المستدامة، ولجنة التجهيزات الأساسية ولجنة الشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة والمرأة، ولجنة السياحة والصناعة التقليدية.